مجلة المحيط الفلاحي

المغرب في قلب الفلاحة العالمية: إشادة مستحقة وريادة مستدامة

لأول مرة في تاريخه، يفتح المعرض الدولي للفلاحة في فرنسا أبوابه ليكرّم بلداً أجنبياً، في خطوة غير مسبوقة تعكس المكانة المتميزة التي بات يحتلها المغرب في المشهد الفلاحي العالمي. اختيار المغرب كضيف شرف للدورة 61 من هذا الحدث المرموق ليس مجرد تتويج للعلاقات الثنائية العريقة بين الرباط وباريس، بل هو اعتراف صريح بريادة المملكة في المجال الفلاحي، ونجاحها في تحقيق معادلة صعبة تجمع بين الابتكار، والاستدامة، والسيادة الغذائية.

لقد استطاع المغرب، بفضل رؤية ملكية استباقية، أن يحوّل قطاعه الزراعي إلى نموذج يحتذى على الصعيدين الإقليمي والدولي، مستنداً إلى استراتيجيات طموحة، أبرزها مخطط “المغرب الأخضر”، الذي مهد الطريق لنهضة زراعية شاملة، ثم “الجيل الأخضر”، الذي يعزز المكتسبات ويجعل الفلاحة المغربية أكثر قدرة على مواجهة التحديات المناخية والاقتصادية. واليوم، يحل المغرب ضيف شرف مميزاً على معرض الفلاحة بباريس، ليس فقط ليعرض منتجاته الفلاحية الغنية والمتنوعة، ولكن أيضاً ليقدم تجربته الرائدة في تدبير الموارد المائية، والتأقلم مع التغيرات المناخية، ودعم الفلاحة التضامنية، وتعزيز القيمة المضافة للمنتجات المجالية.

في هذا السياق، أكد المهدي الريفي، المدير العام لوكالة التنمية الفلاحية، أن اختيار المغرب كبلد شرف يعكس الصداقة والتعاون الوثيق، فضلا عن أهمية الشراكات الفلاحية والغابوية التي تجمع بين البلدين.

وسيكون المغرب حاضرا في هذا الحدث البارز من خلال جناح مركزي يمتد على مساحة 476 مترا مربعا، حيث سيتم عرض المنتجات المجالية المغربية، والتي هي ثمرة عمل التعاونيات التي تمتلك خبرة متوارثة عبر الأجيال، إضافة إلى منتجات فلاحية تعكس غنى وتنوع هذا القطاع.

كما أكد المسؤول المغربي أن الجمهور سيحظى بفرصة لاكتشاف جوانب أخرى من أصالة وتميز المغرب من خلال أنشطة ثقافية وفنية، وتذوق المنتجات والأطباق المغربية.

و عبر السيد الريفي عن فخره برؤية المغرب مشاركا في هذا الحدث الكبير للفلاحة الفرنسية كضيف شرف، معتبرا أن هذا الاختيار “يرتكز على روابط تاريخية وودية متينة بين البلدين”.

وأضاف أن الجناح المغربي سيكون في مستوى هذا التكريم، مشيرا إلى أن المملكة ستمثلها بعثة قوية تضم مسؤولين ومهنيين في القطاع ومنتجين.

إن تكريم المغرب في هذا الحدث العالمي ليس مجرد احتفاء رمزي، بل هو تأكيد على أن الفلاحة المغربية باتت مرجعاً دولياً في التنمية الزراعية المستدامة، وأن المملكة استطاعت بفضل رؤيتها الاستراتيجية، وتعاونها الدولي المثمر، أن تثبت للعالم أن الفلاحة ليست فقط قطاعاً إنتاجياً، بل رافعة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. إن هذا الاعتراف الدولي المستحق يدفعنا إلى مزيد من الطموح، وإلى تعزيز الجهود لجعل المغرب علامة زراعية عالمية بكل المقاييس.

#عادل العربي

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.