المغرب على استعداد دائم لوضع خبرته الفلاحية رهن إشارة البلدان الإفريقية (مسؤول)
أكد محمد توفيق الشاتي، المسؤول عن تتبع وتنظيم مشاريع الشراكة بين القطاع العام والخاص بوزارة الفلاحة والصيد البحري، اليوم الاثنين في أبيدجان، أن المغرب الواعي بأن تنميته لا يمكن أن تتم بمعزل عن تنمية القارة الإفريقية، على استعداد دائم لوضع خبراته ومداركه الفلاحية رهن إشارة البلدان الإفريقية.
وقال المسؤول، في تصريح له، على هامش افتتاح الدورة ال29 للمؤتمر الإقليمي لإفريقيا لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) على مستوى الخبراء، إن “المغرب الذي راكم تجربة كبيرة في المجال الفلاحي وحماية موارده المائية لن يدخر أي جهد كي تستفيد البلدان الإفريقية الشقيقة والصديقة من هذه الخبرة والمعرفة”.
وأضاف أن المملكة، الفخورة بعمقها الإفريقي، عملت على الدوام من أجل تنمية التعاون مع جيرانها بالجنوب، مشيرا إلى أن روح التعاون والشراكة، التي ما فتئ يبرهن عنها المغرب، تعززت بفضل مختلف الزيارات التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى العديد من البلدان الإفريقية الصديقة، وإطلاق مشاريع شراكة جنوب جنوب.
وعن مشاركة المغرب في الدورة ال29 للمؤتمر الإقليمي لإفريقيا لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو)، أوضح مسؤول الوزارة أنها فرصة سانحة لتسليط الضوء على التجربة المغربية في هذا المجال، وتقديم مقترحات، وإبراز أن المغرب يتوفر على الخبرة الضرورية للمشاركة في الجهود الرامية إلى النهوض بقطاع الفلاحة على صعيد القارة.
وأوضح ان هذه التجربة تعززت، أيضا، بفضل التقدم الذي حققه المغرب في مجال مواجهة التغيرات المناخية، علما أن المملكة بدأت تعاني من آثار هذه التغيرات (الجفاف) منذ بداية عقد الثمانينات.
وأشار إلى أنه في مجال تدبير الموارد المائية، قطع المغرب خطوات كبرى، خاصة مع اعتماد سياسة السدود التي سنها جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، لأن المملكة أدركت مبكرا أن الوقت قد حان من أجل التأقلم مع التغيرات المناخية من خلال نهج سياسة “جد متقدمة” للتدبير العقلاني للماء، وتطوير باقي القطاعات والأنشطة الزراعية.
وأردف أنه من أجل بلوغ هذه الأهداف، نفذت المملكة سلسلة برامج على هذا الصعيد، وهي برامج عرفت تطورا ملحوظا ومواءمة مستمرة، باعتبار أن التحدي يكمن في مدى القدرة على إيجاد الحلول الفورية والمندمجة لمختلف الصعوبات القائمة.
وذكر المسؤول، أيضا، ببلورة المغرب استراتيجية شاملة لتنمية قطاعه الفلاحي، أطلق عليها اسم “مخطط المغرب الأخضر”، مبرزا أن المغرب، الفخور بنتائج خارطة الطريق هذه، الفريدة من نوعها والمتجددة، أبدى التزامه بإفادة البلدان الإفريقية الشقيقة والصديقة من هذه التجربة النموذجية، من خلال برامج التعاون جنوب – جنوب أو عبر برامج منفذة من قبل منظمات دولية.
وأوضح أن من فوائد هذه الإستراتيجية فتح آفاق واسعة أمام تنمية القطاع الفلاحي الوطني، مشيرا إلى أن مشاركة المغرب في العديد من اللقاءات والمؤتمرات الدولية الكبيرة، تعكس هذه الإرادة في التعريف بسياسته في هذا المجال، وبالإنجازات الملموسة التي حققها.
وأكد أن هذه الإنجازات يمكن أن تشكل مصدر إلهام بالنسبة لعدد من البلدان الإفريقية، بالنظر إلى أهمية ونجاعة هذه الإستراتيجية الوطنية، في ما يخص تنمية الزراعة، والتدبير العقلاني للماء، وضمان الأمن الغذائي، وتحسين الإنتاج ومردود الفلاحي.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.