المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب في دورته الخامسة عشر …. الملتقى الأكثر شهرة في العالم
يشكل المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب، الذي يطفئ هذه السنة شمعته الخامسة عشرة، أداة للدفع بمخطط “الجيل الأخضر” ونافذة حقيقة للقطاع الفلاحي، الذي يعد المساهم الرئيسي في نمو الاقتصاد الوطني. وتمكن هذا المعرض، الذي يشكل فضاء للتبادل والتواصل، على مر السنوات من ترسيخ حضوره كحدث سنوي كبير بالنسبة للمهنيين والجمهور الواسع . ويعزى النجاح الهام الذي راكمه المعرض على مدى 14 سنة إلى أنه يقدم أفضل ما يتحقق عالميا من منجزات في مجال الفلاحة والصناعة الغذائية. ولا يفتأ المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب، من دورة إلى أخرى، يحقق التجديد والنضج والتنوع.
نافذة للفلاحة المغربية وأداة للدفع بمخطط “الجيل الاخضر “…
في كل دورة، يطرح المعرض للنقاش موضوعا مختلفا من أجل ايجاد حلول للاشكاليات التي تشغل بال شريحة واسعة من الفلاحين والمهنيين. كما ان المعرض يواصل تسجيل ارقام قياسية، خاصة على مستوى الزوار والعارضين والدول المشاركة.
وهكذا استقطبت الدورة الرابعة عشرة للمعرض سنة 2019 قبل انقطاعه الذي دام لثلاث سنوات بسبب الجائحة العالمية كوفيد-19، 850 ألف زائر وعرفت حضور 1365 عارضا، بمشاركة 60 بلدا و331 تعاونية؛ فيما تم خلالها آنذاك التوقيع على 50 اتفاقا.
و ستعرف نسخة هذه السنة ، المزمع تنظيمها خلال الفترة الممتدة ما بين 2 إلى 7 ماي المقبل، حسب وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات ، مشاركة 65 بلدا، وحضور 1400 عارضا. كما تستهدف هذه التظاهرة استقبال أكثر من 900 ألف زائر، والتوقيع على 50 اتفاقية.
ويجلب هذا الحدث الفلاحي العالمي الكبير اهتمام الجمعيات المهنية، خاصة التعاونيات المجالية التي يرتفع عددها سنة بعد اخرى بسبب الارتفاع التي تعرفه في جودة المنتجات المعروضة والمواكبة الدائمة لوكالة التنمية الفلاحية لها .
“الجيل الأخضر” لأجل سيادة غذائية مستدامة” شعار الدورة…
وتشكل دورة 2023، التي ستقام كما هي العادة بالفضاء التاريخي بالعاصمة الإسماعيلية صهريج السواني بمكناس مناسبة لترسيخ نجاح هذه السنوات الرابعة عشرة، مع التركيز على موضوع “الجيل الأخضر” لأجل سيادة غذائية مستدامة” الذي يفرض نفسه اليوم بقوة على المهنيين أمام مستهلكين أكثر تطلبا.
ويتضمن برنامج الدورة تنظيم أزيد من 40 ندوة يقوم بتنشيطها خبراء مغاربة وأجانب، فضلا عن توقيع العديد من اتفاقيات التعاون الوطنية والدولية.
و قال محمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات إن “الملتقى هو حدث جد مهم يهيكل الأجندة الفلاحية سواء في بلادنا وحتى على الصعيد الدولي، إذ بات يعد من التظاهرات الكبرى عالميا”.
وأضاف المسؤول الحكومي ، خلال ندوة نظمتها الوزارة سابقا ، أن الملتقى الدولي للفلاحة “شهد تطورا مهما جدا، ومنذ مجيء مخطط المغرب الأخضر عام 2008 هيكله بشكل أكثر، وكان له تأثير جد ملموس على الشريحة التي تشتغل في المنتجات المجالية“.
وأكد السيد صديقي أن الملتقى “مناسبة ليس فقط للبيع، بل التكوين والتأطير والاطلاع على المستجدات، ودوليا يلعب دورا مهما في خلق إشعاع لمنتجاتنا وأيضا لبلادنا، لا سيما أنه يعرف حضور عارضين من أكثر من 60 دولة، وخاصة دول إفريقيا الذي تزايد عددها مع مرور السنوات بعد السياسة الملكية جنوب جنوب”.
وتابع وزير الفلاحة في ذات الندوة قائلا ” العالم يعيش فترة تاريخية منذ 2020 أثرت على حياة الإنسان وأنتجت أزمات، وكانت متبوعة بجفاف مطول السنة الماضية ما زلنا نعيش آثاره”، لافتا إلى أن ” قطاع الإنتاج والقطاع الفلاحي تأثر ولكن في الوقت نفسه أعطى حلولا، إذ خلال الجائحة جميع القطاعات توقفت إلا قطاع الفلاحة لم يكن من الممكن أن يتوقف”، مبرزا أن ” الأمن الحقيقي هو الأمن الغذائي، وكان هناك توازن، ولم يكن هناك خصاص في أي بقعة من بقع المملكة”.
ولم يفت السيد صديقي التذكير بالتحديات التي يعرفها القطاع؛ أبرزها التقلبات المناخية، مؤكدا أن بلادنا تقع في منطقة تعرف هشاشة كبرى فيما يهم التغيرات المناخية والموارد جد القليلة؛ لكن تم تدبيرها.
اختيار المملكة المتحدة كضيف شرف لهذه الدورة…
تحتفي الدورة الخامسة عشر للمعرض الدولي للفلاحة بالمغرب كضيف شرف بالمملكة المتحدة ، الاختيار الذي تبرزه مكانة هذا البلد كقوة فلاحية عظمى وشريك عالمي للمغرب في القطاع الزراعي .
وتعتبر المملكة المتحدة من بين عشرة مستثمرين أجانب في المملكة المغربية ، وتحتل الرتبة التاسعة ضمن زبناء المغرب والصف الـ12 من بين ممونيه، فيما يعتبر المغرب الشريك التجاري الأول للمملكة المتحدة على صعيد المنطقة المغاربية، كما تمثل المنتجات الغذائية حوالي 10 في المائة من صادرات المغرب صوب المملكة المتحدة.
وحققت بريطانيا نتائج كبيرة على صعيد الحلول التكنولوجية الرقمية المتطورة الموجهة إلى القطاع الزراعي، وهو ما يشكل فرصة حقيقية بالنسبة إلى المهنيين المغاربة المستثمرين في المجال الفلاحي من أجل الاستفادة منها.
المحيط الفلاحي: عادل العربي