سيام مكناس في دورته السادسة عشر …. المعرض الدولي للفلاحة بالمملكة المغربية الأكثر شهرة في العالم
يشكل المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب، الذي يطفئ هذه السنة شمعته السادسة عشر، أداة للدفع بمخطط “الجيل الأخضر” ونافذة حقيقة للقطاع الفلاحي بالمملكة المغربية ، الذي يعد المساهم الرئيسي في نمو الاقتصاد الوطني. وتمكن هذا المعرض، الذي يشكل فضاء للتبادل والتواصل، على مر السنوات الماضية من ترسيخ حضوره كحدث سنوي كبير بالنسبة للمهنيين والجمهور الواسع . ويعزى النجاح الهام الذي راكمه المعرض على مدى 15 سنة أنه يقدم أفضل ما يتحقق عالميا من منجزات في مجال الفلاحة والصناعة الغذائية. ولا يفتأ المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب، من دورة إلى أخرى، يحقق التجديد والنضج والتنوع.
في كل دورة، يطرح المعرض للنقاش موضوعا مختلفا من أجل ايجاد حلول للاشكاليات التي تشغل بال شريحة واسعة من الفلاحين والمهنيين. كما ان المعرض يواصل تسجيل ارقام قياسية، خاصة على مستوى الزوار والعارضين والدول المشاركة.
وهكذا استقطبت الدورة الخامسة عشرة للمعرض سنة 2023 أكثر من 920 ألف زائر وعرفت حضور أكثر من 1400 عارضا.
و تحدث السيد صديقي خلال مداخلته في ندوة صحافية نظمتها وزارة الفلاحة مؤاخر لتسليط الضوء عن جديد الدورة ، عن أهمية مخطط المغرب الأخضر الذي “جعل من الملتقى موعدا سنويا شهد تطورا كبيرا، سواء في طريقة حكامة تنزيله وتدبيره أو في المحتوى وعدد العارضين والزوار”.
حضور قوي للتعاونيات الفلاحية…
و أضاف وزير الفلاحة في إجابته على أسئلة الصحافيين بأن التعاونيات التي تنتمي للمناطق التي ضربها الزلزال مؤخرا و لها شروط السلامة الصحية ستكون حاضرة بالمعرض الدولي للفلاحة بمكناس.
و شدد السيد صديقي على أنه في تواصل مباشر و شخصي مع كافة ممثلي التعاونيات المنتمية للمناطق التي تضررت من الزلزال، و ستكون حاضرة بقوة في النسخة السادسة عشر من “سيام مكناس”.
واكد الوزير أن المعرض الذي تستضيفه مدينة مكناس كل سنة، “لم يعد ملتقى وطنيا، بل موعدا عالميا يسجل من بين الملتقيات الكبرى للفلاحة على الصعيد الدولي، وملتقى للفلاحة الإفريقية، استقبل على مر السنوات وفودا رفيعة المستوى برئاسة وزراء الفلاحة بالقارة؛ فسنويا يحضر ما بين عشرين وخمسة وعشرين وزيرا إفريقيا”.
من جهته، قدم المدير الجهوي للفلاحة بجهة فاس مكناس مندوب الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب بالنيابة، السيد كمال هيدان، معطيات بشأن نسخة الموسم الماضي من الملتقى، قائلا إنه شغل مساحة 18 هكتارا، من بينها 11 هكتارا مغطاة، واستقبل 923 ألف زائر وأكثر من 1400 عارض، مع تنظيم 41 محاضرة، وتوقيع 19 عقدة برنامج، بمشاركة 70 دولة، وبحضور 500 تعاونية فلاحية و200 من مربي الماشية.
كما أكد السيد هيدان أنه خلال هذه السنة، سيتم توسيع المساحة المخصصة بنسبة 13 بالمائة لتبلغ المساحة المغطاة 12 هكتارا. ومن المرتقب أن يعرف الملتقى مشاركة 70 دولة وحوالي 1500 عارض، وأن يفوق عدد الزوار 930 ألف زائر.
و تحدث رئيس مجلس إدارة جمعية المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب، السيد محمد فكرات، عن فترة الجفاف التي تشهدها البلاد، قائلا إن الأزمة “دفعت عددا من الفاعلين في القطاع الفلاحي إلى ترشيد عملهم، واليوم جميع المواد الفلاحية متوفرة بكميات كافية والاستغلالات الفلاحية تشتغل بشكل سلس”.
وتابع السيد فكرات قائلا: “الملاحظ أنه رغم هذه الإكراهات هنالك استغلالات بأحجام مختلفة، والفلاحون نجحوا في الصمود والتعامل مع هذه الفترة، وهنالك من ابتكر لمواجهة الوضع”…
ويجلب هذا الحدث الفلاحي العالمي الكبير اهتمام الجمعيات المهنية، خاصة التعاونيات المجالية التي يرتفع عددها سنة بعد اخرى بسبب الارتفاع التي تعرفه في جودة المنتجات المعروضة والمواكبة الدائمة لوكالة التنمية الفلاحية لها .
المناخ والفلاحة من أجل نظم إنتاج مستدامة وقادرة على الصمود شعار الدورة…
تشكل نسحة “سيام” 2024، التي ستقام كما هي العادة بالفضاء التاريخي بالعاصمة الإسماعيلية صهريج السواني بمكناس مناسبة لترسيخ نجاح السنوات الماضية ، مع التركيز على شعار المرحلة “المناخ والفلاحة من أجل نظم إنتاج مستدامة وقادرة على الصمود” الذي يعد موضوع مرتبط بالظرفية التي نعيشها ويعيشها العالم ، وبهذا الخصوص قال السيد صديقي خلال مداخلته في الندوة الصحافية : ” عشنا ثلاث سنوات استثنائية تاريخيا بكل المقاييس… فالأزمة تضم عدة عوامل، ولكن أصعبها هو ندرة المياه نتيجة التطور الذي حصل في التغيرات المناخية..”
وذكر وزير الفلاحة بـ”الموقع الهش” الذي تقع فيه بلادنا، مستدركا بأن “الجديد أن هذه التغيرات جاءت بشكل سريع وعنيف، إذ كانت هناك سنوات عجاف، والأمطار والتساقطات التي عرفناها كانت كافية فقط للغطاء النباتي، ولكن غير كافية لملء السدود أو تقوية المياه الجوفية” يضيف السيد صديقي .
تنظيم ندوات رفيعة المستوى…
يرتقب أن يتضمن البرنامج العلمي للمعرض الدولي للفلاحة بالمغرب لسنة 2024 تنظيم ندوات رفيعة المستوى ينشطها خبراء وطنيين ودوليين بارزين من أجل مناقشة التحديات الراهنة والحلول المبتكرة في المجال الفلاحي. ويتعلق الأمر، من بين أمور أخرى، بالمؤتمر الوزاري السنوي لمبادرة تكييف الفلاحة الإفريقية تريبل أ.
وبفضل التنوع الذي يزخر به، فإن الملتقى يعرض 12 قطبا موضوعيا، من بينها قطب “الفلاحة الرقمية”، والذي سيقَدم لأول مرة بغرض تسليط الضوء على التكنولوجيات الرقمية القادرة على إعادة الابتكار في مجال الفلاحة. وبحسب المنظمين، فإن هذا القطب، الذي يعتبر تقاطعا ملهما للابتكار التكنولوجي والعالم الفلاحي، يمثل فضاء ديناميكيا لاستكشاف أحدث التطورات الرقمية، والحلول المبتكرة، والممارسات الرقمية الثورية في المجال الفلاحي.
وللاشارة سيتوج الملتقى بمنح الجائزة الكبرى للصحافة في المجال الفلاحي والقروي، في نسختها الثامنة، لأجل مكافأة التميز الصحفي في مجال الفلاحة والتنمية القروية، وبالتالي تأكيد التزام الصحفيين في نشر الحقائق حول واقع القطاع الفلاحي وتطوراته وتحدياته.
اختيار إسبانيا كضيف شرف لهذه الدورة…
تحتفي الدورة السادسة عشر للمعرض الدولي للفلاحة بالمغرب كضيف شرف الجارة الشمالية للمملكة المغربية إسبانيا ، الاختيار الذي تبرزه مكانة هذا البلد كقوة فلاحية وشريك عالمي للمغرب في القطاع الزراعي .
ويكتسي التعاون بين البلدين في مجال الاستثمارات أهمية خاصة، بحيث أن عددا كبيرا من المستثمرين الإسبان أقاموا مشاريعهم في المناطق الرئيسية للإنتاج الفلاحي المكثف بالمغرب بجهة (سوس ماسة ، واللوكوس ، الحوز، الغرب، وتنشط هذه المقاولات الصناعية الفلاحية في عدة سلاسل إنتاجية (الورديات، الفراولة، توت الأرض، الحوامض، الزيتون، البذور،…) وفي مجال توزيع المدخلات الفلاحية (المستنبتات، المستلزمات والآليات الفلاحية
ويتميز التعاون المغربي الإسباني بانفتاحه المتطور واللامتمركز على الجهات الإسبانية، وعلى الخصوص جهتي كاتالونيا والأندلس. وفي هذا الصدد، تم إنجاز برنامج التعاون العابر للحدود (إسبانيا – الحدود الخارجية Poctefex) مع الأندلس . كما تم إرساء إطار قانوني مع كاتالونيا عبر توقيع إعلانات مشتركة متعددة السنوات.
المحيط الفلاحي: عادل العربي