المدير العام لمنظمة الفاو يؤكد على أهمية دور التجارة في ضمان الأمن الغذائي العالمي والتأقلم مع التغير المناخي
أكد المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة جوزيه غرازيانو دا سيلفا اليوم على أن انخفاض أسعار الأغذية يمكن أن يقوض الجهود الدولية للقضاء على الجوع والفقر المدقع في حال لم يتم اتخاذ إجراءات لضمان حصول مزارعي الحيازات الصغيرة على سبل عيش ودخل جيد.
وقال دا سلفا امام عدد من وزراء الزراعة والتجارة وغيرهم من المسؤولين والخبراء الحكوميين المشاركين في اجتماع رفيع المستوى حول أسعار السلع الزراعية في مقر الفاو في روما أنه على المستوى العالمي يُعتقد أن أسعار الغذاء عادت إلى انخفاضها الطويل الأمد الحقيقي بعد أن تجاوز نمو الامدادات الطلب على الأغذية. ويأتي ذلك بعد ارتفاع الأسعار التي شهدتها الفترة من 2008 إلى 2012، وطول فترة الاضطرابات في أسواق الغذاء.
وأضاف مخاطباً الحضور: “انكم كصانعي سياسات تواجهون تحدي الإبقاء على توفر الأغذية المغذية للفقراء بأسعار معقولة، وفي الوقت ذاته ضمان وجود حوافز جيدة للمنتجين ومن بينهم الأسر الزراعية”.
وأكد أن “انخفاض أسعار الأغذية يخفض دخل المزارعين خاصة الأسر الزراعية الفقير التي تنتج الأغذية الأساسية في الدول النامية، وهذا بدوره يخفض تدفق الأموال إلى المجتمعات الريفية، كما يخفض الدخل والحوافز لوضع استثمارات جديدة في الإنتاج والبنى التحتية والخدمات”.
وأكد دا سيلفا على ضرورة التفكير في الانخفاض الحالي في أسعار السلع الزراعية من منظور جهود المجتمع الدولي في تحقيقجدول أعمال أهداف التنمية المستدامة 2030 وأهداف التنمية المستدامة.
لتكن التجارة مفيدة للجميع.
ؤفي كلمة عبر الفيديو إلى المشاركين في الاجتماع قال المدير العام لمنظمة التجارة العالمية روبرتو ازيفيدو: “في ظل الظروف المناسبة” فإن التجارة يمكن أن توفر للناس فرص الانضمام إلى الأسواق العالمية والمساعدة على خلق الحوافز للمنتجين وخلق الاستثمارات والابتكار”.
وأكد أن “القرار التاريخي” الذي اتخذته الدول الأعضاء في منظمة التجارة العالمي في نيروبي في كانون الأول/ديسمبر 2015 لوقف الدعم المالي للصادرات الزراعية “سيساعد على تحسين الوضع في الأسواق الزراعية لصالح المزارعين والمصدرين في الدول النامية والأقل نمواً”.
بدوره أشار دا سيلفا إلى قدرة التجارة على المساهمة في الأمن الغذائي العالمي وتحسين التغذية، مؤكداً بشكل خاص على الدور الذي يمكن أن تلعبه التجارة “كأداة تأقلم” مع التغير المناخي، حيث أن الدول التي يتوقع أن تسجل انخفاضاً في محاصيلها وإنتاجها بسبب التغير المناخي ستضطر إلى اللجوء إلى الأسواق العالمية لإطعام سكانها.
إلا أن دا سيلفا أشار إلى أن ازدياد الانفتاح على التجارة “يمكن أن يجلب كذلك المخاطر”، ففي حال لم تتم إدارة ذلك بشكل جيد فإنه “يمكن أن يقوض الانتاج المحلي وبالتالي سبل عيش الفقراء الذين يعيشون في المناطق الريفية”.
وقال إن إنهاء الدعم المالي للصادرات الزراعية والذي يؤثر على الأسعار في الأسواق العالمي يمكن أن يكون من بين الطرق لتحسين التجارة حتى “يعود ذلك بالنفع على المزارعين الصغار في الدول النامية ويخلق الازدهار في المناطق الريفية”.
الحماية الاجتماعية
ويشكل الطلب أقوى محرك لأسعار الغذاء ولذلك فإن من بين الطرق الأساسية لجعل هذه الأسعار مجزية للمنتجين ومناسبة للمستهلكين هي نشر وتعزيز برامج الحماية الاجتماعية المحددة وغيرها من البرامج مثل برامج قسائم الغذاء، بحسب دا سيلفا.
وقال أن “الهدف من هذه السياسات هو بناء دورة جيدة من الإنتاج المحلي والاستهلاك المحلي”.
وأكد المدير العام للفاو أنه لتحقيق النجاح فإن هذه الإجراءات تحتاج إلى تعاون قوي بين المؤسسات المسؤولة عن الزراعة والتطوير الريفي والتجارة والبيئة والتغذية والصحة والضمان الاجتماعي.
تقلب الأسعار وغير ذلك من السيناريوهات
ولتحسين السيناريوهات المستقبلية للتحرك الطويل الأمد لأسعار السلع، قال غرازيانو دا سيلفا أن الفاو تسعى إلى تعزيز أنظمتها لوضع النماذج لتحسين الفهم لأية تقلبات محتملة للأسعار والتغيرات في التوجهات ومساعدة الدول على صياغة السياسات المناسبة.
وتشير النظرة الزراعية لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا إلى احتمال كبير بأنه خلال السنوات العشر المقبلة قد تحدث بعض الارتفاعات المفاجئة في الأسعار، لأسباب من أهمها التغير المناخي.
المحيط الفلاحي : الفاو
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.