المديــر الــعام للــفاو: ” تبادل المعرفة بين دول الجنوب يمكن أن يقدم حلولا جديدة لتحديات التنميةّ”
المحيط الفلاحي : أعرب المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة جوزيه غرازيانو دا سيلفا عن أهمية التعاون المتوازي بين بلدان الجنوب لمواجهة تحديات التنمية المستدامة ، وذلك خلال المؤتمر الدولي الأول للتعاون بين بلدان الجنوب الذي عقد في مراكش بالمغرب.
وقد قال المدير العام للمنظمة : “تواجه العديد من البلدان النامية تحديات مماثلة في مجال الأمن الغذائي والتنمية الزراعية والريفية، وفي كثير من الحالات تتشابه الظروف الجغرافية والمناخية والاجتماعية والاقتصادية بين الدول” ، مؤكدا أن هذا التشابه في الظروف يجعل من السهل التكيف وتطبيق التجارب الناجحة مع الواقع المحلي.
و أضاف غرازيانو : ” يتمثل دور المنظمة في تسهيل عملية تقاسم و تبادل الخبرات وحلول التطوير بين الدول ، ومن جهتها ستقدم الفاو دعما طويل الأمد يخدم برنامج التعاون بين بلدان الجنوب“.
ويعمل برنامج التعاون بين دول الجنوب منذ عام 1996 على تحديد الخبرة المطلوبة في كل بلد، ومساعدة البلدان التي يمكن أن تستفيد من بعضها البعض على التواصل وهو ما ساعد على نشر أكثر من 1800 خبير وفني في أكثر من 50 دولة على الأرض.
و خلال المؤتمر الذي عقد يومي 13 و14 من ديسمبر ، اجتمع وزراع الزراعة وممثلون رفيعو المستوى من أكثر من عشرين دولة أفريقية بهدف تبادل المعرفة في مجال إدارة موارد المياه والتمويل والابتكار في الزراعة الأسرية بالإضافة إلى بناء تعاون أقوى يستند على تبادل الخبرات والتحديات المشتركة .
فيما أكد وزير الفلاحة والصيد البحري المغربي عزيز أخنوش على أمله في أن يعزز هذا الاجتماع رفيع المستوى الالتزام المشترك بين الدول للحد من الفجوة الزراعية وضمان الأمن الغذائي من خلال تعزيز التعاون فيما بين بلدان الجنوب في مجال الزراعة.
العلاقة بين أطراف متساوية
وقد أكد غرازيانو دا سيلفا على وجهة النظر المختلفة التي يجلبها التبادل بين بلدان الجنوب لمفهوم التعاون الدولي حيث أنها “علاقة بين دول متساوية تكسر الانقسام التقليدي بين المانحين والمتلقين” على حد تعبيره.
وأشار إلى أن هذا النهج عرف على نطاق واسع كأداة فعالة من حيث التكلفة لتبادل مبادرات التنمية المحلية، مضيفا أن “هذا التقاسم هو أكثر من مجرد مساعدة فنية – بل هو أيضا نموذج للتكافل.”
اتفاقيات جديدة بين بلدان الجنوب
يأتي هذا المؤتمر بعد تأسيس المغرب صندوق استئماني جديد للتعاون بين بلدان الجنوب بمقر المنظمة في أبريل عام 2014 بهدف تسهيل تبادل الخبرات المغربية في أفريقيا.
وبدعم من الصندوق، وقعت اتفاقيات تعاون ثلاثية بين كل من منظمة الأغذية والزراعة والمغرب ومالي.
معا نواجه التحديات
خلال حديثه في المؤتمر شدد غرازيانو دا سيلفا على أهمية الزراعة العائلية مشيرا إلى أنها العمود الفقري للاقتصاد في الريف والمفتاح لمكافحة الفقر وانعدام الأمن الغذائي.
كما أكد أيضا على العلاقة بين انعدام الفرص الاقتصادية بين الشباب في المناطق الريفية و أزمة الهجرة في منطقة البحر الأبيض المتوسط وخارجها، داعيا إلى ضرورة تنفيذ الإجراءات التي تعطي فقراء الريف الفرص حتى يعيشوا حياة كريمة داخل مجتمعاتهم بالقرب من أسرهم .
وأشار غرازيانو دا سيلفا إلى أن اهتمام الفاو بالتعاون بين بلدان الجنوب أدى إلى تحول تنظيمي أكبر شهدته المنظمة خلال السنوات الثلاثة الماضية بشكل مركز ومنظم و أكثر كفاءة نحو تحقيق النتائج.
وقال: “لقد عززنا مكاتبنا اللامركزية مما يجعلنا أقرب إلى البلدان ويساعدنا على تقديم مساعدات متعددة لتلبية الاحتياجات المختلفة للبلدان“.
وجدد تأكيده على التزام الفاو بدعم المزارعين الأسريين ليس فقط من خلال السنة الدولية للزراعة الأسرية لعام 2014 ولكن من خلال أيضا برنامج التعاون بين بلدان الجنوب لدعم المزارعين المحليين في تحقيق الأمن الغذائي والنظم الغذائية المغذية للجميع.
ليختتم حديثه قائلا: “اقتنع بأننا معا سنصل إلى هذه الأهداف“.
حضر المؤتمر وزراء كل من دول بوروندي والكونغو وكوت ديفوار وغامبيا وغينيا وغينيا بيساو و غينيا الاستوائية وكينيا ومالي والمغرب وسوازيلاند والسودان.
المحيط الفلاحي : الفاو