موقع ووردبريس عربي آخر

المدير العام “للفاو” : التجارة تضطلع بدور رئيسي في توفير الأغذية الجيدة والآمنة والصحية…

قال المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) جوزيه غرازيانو دا سيلفا، اليوم في المنتدى الدولي بشأن سلامة الأغذية والتجارة المنعقد في مقر منظمة التجارة العالمية في جنيف في الفترة من 23-24 أبريل 2019، إن التجارة الدولية أداة تتسم بأهمية بالغة في معالجة الجوع، ولكن في المقابل، يتعين على الدول أيضاً ضمان أن تكون المواد الغذائية المتداولة عالمياً جيدة النوعية وآمنة وصحية.

وأضاف: “تعتمد العديد من الدول بشكل كبير على واردات الأغذية لضمان توافر الطعام لمواطنيها. ولسوء الحظ فإن الأطعمة غير الصحية فائقة المعالجة تتفوق على الأغذية غير المصنعة في التجارة الدولية فيما يخص النقل والاحتفاظ”.

وأشار إلى أن التجارة بمثل هذه المنتجات أسهمت بالفعل في زيادة كبيرة في عدد من يعانون من البدانة في الدول التي تستورد معظم طعامها، مثل الدول الجزرية في المحيط الهادي والكاريبي.

ودعا المدير العام للفاو المجتمع الدولي إلى وضع اللوائح والنظم التي تشجع على استهلاك أغذية مغذية وصحية.

بدوره، قال الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: “تتجاوز سلامة الأغذية الحدود الوطنية. فالأغذية التي يتم إنتاجها في إحدى الدول اليوم، يمكن أن تكون في طريقها إلى المتاجر والمطاعم والمنازل على الجانب الآخر من الكوكب في غضون 24 ساعة”. وأضاف: “لا يوجد فرق بين الغني والفقير عندما يتعلق الأمر بسلامة الأغذية. يجب حماية صحة الجميع على قدم المساواة، بغض النظر عن المكان الذي يعيشون فيه والطعام الذي يأكلونه”.

ومن جهته قال المدير العام لمنظمة التجارة العالمية روبيرتو أزيفيدو: “الحصول على الغذاء الآمن هو أمر هام للغاية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. وبالتالي من الضروري جداً بحث الموائمة بين سياسات الأغذية والصحة والتجارة للمساعدة في تحقيق هذه الأهداف.” وأضاف: “يسرني توفر هذه الفرصة لتسليط الضوء على هذه القضية في مؤتمر اليوم هنا في منظمة التجارة العالمية…علينا التفكير في كيفية الاستفادة من الفرص التي يقدمها التطور التكنولوجي لتحقيق أهدافنا فيما يتعلق بسلامة الأغذية والصحة العامة. علينا أن نكون مستعدين، وهو أمر يتطلب نقاشات مستنيرة. وهذا هو بالضبط ما يسعى مؤتمرنا اليوم إلى تعزيزه”.

لكي تكون الأغذية سليمة، يجب أن تكون صحية أيضاً…

وفي كلمته أمام المنتدى، قال المدير العام للفاو أن سلامة الأغذية لا يجب أن تتعلق فقط بحماية الآخرين من الإصابة بالتسمم الغذائي أو الإصابة بالإعياء نتيجة للأمراض التي تنتقل عن طريق الأغذية، ولكن يجب أيضاً أن تعالج المخاطر الصحية المتعددة المرتبطة بسوء النظم الغذائية”.

وأضاف: “في الوقت الراهن، ما زالت كمية كبيرة من الأغذية فائقة المعالجة تعتبر آمنة للاستهلاك. لكن الحقيقة هي أن استهلاك الأغذية فائقة المعالجة هو السبب الرئيسي للمستويات المتزايدة المفزعة للبدانة في العالم. القيمة الغذائية للأغذية فائقة المعالجة قليلة، حيث تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة والسكر المكرر والأملاح والإضافات الكيميائية”.

واليوم، يعاني أكثر من 670 مليون بالغ من البدانة. وتشير بعض التوقعات إلى أن عدد الأشخاص الذين يعانون من البدانة سيتجاوز قريباً عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع في العالم، والذي بلغ 821 مليون في عام 2017.

وقال دا سيلفا إنه في حين أن الجوع يقتصر على مناطق محددة، ولا سيما مناطق النزاع والمناطق المتأثرة بتغير المناخ، فإن البدانة موجودة في كل مكان. وأضاف: “نحن نشهد الآن عولمة البدانة. فعلى سبيل المثال، فإن ثمانية من بين 20 دولة في العالم لديها أسرع معدلات زيادة في البدانة بين البالغين تقع في القارة الإفريقية”.

وشدد دا سيلفا على أن البدانة مرتبطة بالعديد من الأمراض المزمنة، مثل مرض السكري وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم وبعض أشكال السرطان وتكلف حوالي 2 تريليون دولار سنوياً في مصاريف الرعاية الصحية المباشرة وفقدان الإنتاجية. وقال: “هذا يعادل تأثير التدخين أو تأثير النزاعات المسلحة هذه الأيام. ولكي يكون الغذاء مناسباً للاستهلاك البشري، يجب أن يكون صحياً وليس آمناً فقط”.

توسيع معايير السلامة الغذائية العالمية…

وفي كلمته، سلط غرازيانو دا سيلفا الضوء على أهمية المعايير الموحدة لسلامة الأغذية في ضمان الممارسات التجارية العادلة.

وقال: “إذا طبقت كل حكومة معايير مختلفة للأغذية، فستكون التجارة أكثر تكلفة، وسيكون من الصعب جداً ضمان سلامة الأغذية المتداولة”.

وفي هذا السياق أشار دا سيلفا إلى أن الدستور الغذائي، وهو الهيئة التي أنشأتها الفاو ومنظمة الصحة العالمية لوضع معايير لمعالجة مخاطر سلامة الأغذية، هو “الهيئة الدولية الأكثر صلة بمعايير الأغذية”، وحث جميع الدول على تعزيز انخراطها في أعمال هيئة الدستور الغذائي المتعلقة بوضع معايير الأغذية وتسهيل تطبيقها.

واختتم دا سيلفا بالتأكيد على إن الفاو ملتزمة التزاماً تاماً بالعمل مع جميع البلدان والشركاء لتعزيز النظم الغذائية المستدامة، وضمان أن تكون الأغذية المتداولة آمنة وصحية ومغذية، مشدداً على أنه “لا يوجد أمن غذائي دون سلامة الغذاء والأنظمة الغذائية الصحية”.

المحيط الفلاحي : الفاو 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.