المدرسة الوطنية للفلاحة بمكناس تسجل رقماً قياسياً في إنتاج القمح الطري باستخدام تقنيات حديثة(حوار صحفي)..
في إطار تجربة مبتكرة، حققت المدرسة الوطنية للفلاحة بمكناس إنجازاً مميزاً بتسجيل رقم قياسي وطني في مردود القمح الطري يناهز 95 قنطارا في الهكتار.
لتسليط الضوء أكثر على هذا الإنجاز، أجرت مجلة “المحيط الفلاحي ” حواراً صحفي مع الأستاذ رشيد بوعبيد، منسق فريق البحث.
# أستاذ رشيد مرحبا بكم في مجلة “المحيط الفلاحي” ، كيف تمكّنتم من تحقيق هذا الرقم القياسي في إنتاج القمح الطري؟
أولا نشكركم على اهتمامكم لهذا العمل. هذا الإنجاز جاء في إطار التجارب التي نقوم بها في المدرسة الوطنية للفلاحة بمكناس والتي تهدف للتحسين المتواصل للمسار التقني للزراعات وذلك بتظافر الجهود وتنسيق دقيق بين أعضاء فريق البحث. وفي إطار التجربة التي أجرينا بالضيعة البيداغوجية بالمدرسة الوطنية للفلاحة ،هدفها تطوير برنامج يستخدم مؤشرات استشعارية عن بعد لرصد الحالة الغذائية للقمح لعقلنة التسميد الأزوتي لزراعة الحبوب.
# هل يمكنك توضيح الخطوات الرئيسية التي اتبعتموها لتحقيق هذا النجاح..؟
بالطبع. بدأنا بتهيئة التربة بطريقة سطحية خفيفة، وأجرينا تحاليل للتربة لتحديد كمية الأسمدة المثلى. تمت عملية البذر في فاتح ديسمبر 2023 باستخدام صنف محسن (ريزولتون) بمقدار 160 كلغ في الهكتار. بعد ذلك استخدمنا تسميد أزوتي بمعدل 150 كلغ في الهكتار، جزء منه خلال الزرع والباقي للتغطية، موزعة على ثلاث مراحل، كما قمنا بمكافحة الأعشاب الضارة والأمراض بشكل معقلن.
# وماذا عن نظام الري..؟
علما أن التجارب التي قمنا بها السنوات الفارطة تأثرت بالجفاف الذي عرفته بلادنا، إرتأينا هذه السنة لسقي الحقل التجريبي باستخدمنا الري الموضعي لتفادي تاثير الجفاف. وقد إستعملنا كمية ماء تكميلية تقدر بحوالي 78 ملم موزعة على شهري ديسمبر ويناير الذان عرفا فترة جفاف حادة، مع العلم ان مجموع التساقطات المطرية لهذا الموسم بالضيعة بلغ 406 ملم حتى نهاية أبريل، سقط معظمها في أخر الموسم.
#كيف تم استقبال هذه التجربة من قبل المجتمع الزراعي ككل ..؟
لقد كان هناك اهتمام كبير بهذه التجربة. زار الحقل التجريبي مجموعات مختلفة من الفلاحين، التقنيين، المستشارين الزراعيين، الباحثين، والمهندسين. الجميع أعجب بالنتائج وبالتقنيات المستخدمة، مما يعكس دور البحث العلمي في تحسين الإنتاجية الزراعية و تشارك التجارب.
# ما هي التحديات التي واجهتموها خلال هذه التجربة..؟
التحدي الأكبر كان الجفاف، ولكن من خلال التقنيات التي تم الاعتماد عليها، تمكنا من تجاوز هذه العقبة والحمد لله. استخدام الري الموضعي ومتابعة حالة النبات عن كثب ساعدنا في الحفاظ على المحصول.
# ما هو تأثير هذا الإنجاز على مستقبل الفلاحة في المغرب..؟
هذا الإنجاز يبرز امكانيات تحسين الإنتاجية الزراعية باستخدام مسار تقني متطور وإدخال تقنيات تكنولوجية حديثة التي تتبع الرصد. نأمل أن تُلهم تجربتنا الفلاحين والمزارعين لتبني مثل هذه التقنيات، مما سيؤدي إلى زيادة الإنتاج وتحسين الأمن الغذائي في المغرب، خاصة في المناطق التي لها مؤهلات للسقي التكميلي.
# شكراً لكم على هذه المعلومات القيمة. نأمل أن نرى المزيد من هذه الإنجازات في المستقبل…
شكراً لكم و لمجلة “المحيط الفلاحي”، نحن متحمسون لمواصلة العمل والابتكار في هذا المجال للمساهمة في تنمية الفلاحة في بلادنا.
#المحيط الفلاحي : حوار عادل العربي