“المحيط الفلاحي” تجري حوار صحفي مع رضوان لهزيم حول ترشيد استخدام المياه ودور جمعية منتجي الخضر والفواكه بالغرب..
في حوار صحفي مع السيد رضوان لهزيم، رئيس جمعية منتجي الخضر والفواكه بالغرب، تناول فيه أهمية ترشيد استخدام المياه في ظل التوجيهات الملكية السامية. وسلط الضوء على جهود الجمعية في رفع الوعي لدى الفلاحين من أجل الحفاظ على الموارد المائية من خلال تنظيم أيام تحسيسية وتقديم حلول مبتكرة لتحقيق الاستدامة ،كما عبر عن شكره وتقديره لجلالة الملك محمد السادس نصره الله و الدور الريادي الذي يلعبه ، في دعم الفلاحين المغاربة، وأثنى على الجهود الحثيثة التي تبذلها وزارة الفلاحة لتعزيز سلاسل الخضروات ودعم المزارعين في مواجهة التحديات الراهنة.
#مرحبا بك السيد رضوان في مجلة “المحيط الفلاحي” في البداية ، كيف تقيّمون خطاب جلالة الملك الأخير فيما يتعلق بالحفاظ على الموارد المائية وترشيد استخدامها…؟
خطاب جلالة الملك نصره الله كان بمثابة دعوة وطنية لإدراك حجم التحديات التي تواجه بلدنا فيما يتعلق بالموارد المائية. لقد أكد جلالته على ضرورة التحسيس بأهمية عقلنة استخدام المياه في مختلف المجالات، سواء للشرب أو للأغراض الزراعية. هذا الخطاب جاء في توقيت حرج، خاصة مع ما تشهده البلاد من شح في المياه بسبب التغيرات المناخية، مما جعلنا ندرك أهمية تسريع وتيرة العمل في هذا الاتجاه. نحن نرى أن التوجيهات الملكية تشكل خارطة طريق واضحة يجب على جميع الجهات الالتزام بها لتحقيق الأمن المائي في المملكة.
#كيف استجابت جمعية منتجي الخضر والفواكه بالغرب لهذه التوجيهات الملكية…؟
استجابة سريعة لهذه التوجيهات السديدة، قمنا في جمعية منتجي الخضر والفواكه بالغرب بتحسيس منخرطي الجمعية حول الموضوع وكذلك ستنظم الجمعية بتعاون مع الشركاء المؤسساتيين والمهنيين بمنطقة الغرب يوم تحسيسي لفائدة منخرطي الجمعية، والذي سيعقد يوم الثلاثاء 3 شتنبر بقاعة الاجتماعات بالمركز الجهوي للبحث الزراعي بالقنيطرة. الهدف من هذا اللقاء هو تعزيز الوعي لدى الفلاحين بأحدث التقنيات في مجال ترشيد استعمال مياه السقي، وتحسيسهم بأهمية الحفاظ على الموارد المائية التي أصبحت تواجه تحديات جسيمة نتيجة التغيرات المناخية والاستخدام المفرط. نؤمن أن توعية وإرشاد الفلاحين وتزويدهم بالأدوات والمعرفة اللازمة هو مفتاح الحل لضمان استدامة الموارد المائية في ظل الظروف الحالية.
#هل يمكنكم التحدث بتفصيل أكثر عن الأنشطة التي سيتضمنها هذا اليوم التحسيسي..؟
بالطبع اليوم التحسيسي سيشهد مجموعة من الأنشطة المتنوعة، من بينها محاضرات وورشات عمل يقدمها خبراء في مجالات الزراعة المستدامة وإدارة الموارد المائية. سنركز على الحلول المبتكرة التي تتيح للفلاحين تحسين كفاءة استخدام مياه السقي، مثل تقنيات الري بالتنقيط، وتحسين إدارة التربة لضمان احتفاظها بالمياه، بالإضافة إلى استخدام الأسمدة الذكية التي تعزز من امتصاص النباتات للمياه وتقلل من فقدانها. الهدف هو تقديم حلول عملية تمكن الفلاحين من تحقيق أقصى استفادة من المياه المتاحة، وبالتالي تقليل الاعتماد على الموارد المائية المحدودة.
# كيف ترون دور الفلاحين في دعم الجهود الوطنية لمواجهة تحديات التغير المناخي..؟
الفلاحون هم حجر الزاوية في هذه الجهود. القطاع الفلاحي يُعد من أكثر القطاعات تأثراً بندرة المياه، وبالتالي فإن ترشيد استخدام المياه من قبل الفلاحين هو ضرورة ملحة لضمان استدامة هذا القطاع الذي يشكل دعامة أساسية للاقتصاد الوطني. نحن نحث الفلاحين على تبني ممارسات زراعية مستدامة تتماشى مع الرؤية الملكية الهادفة إلى تحقيق الأمن المائي والغذائي في المملكة. هذا يتطلب من الفلاحين الالتزام بتقنيات زراعية جديدة تتماشى مع ظروف المناخ الحالية وتحدياتها.
#كيف تقيمون مستوى الوعي لدى الفلاحين فيما يتعلق بمسألة ترشيد المياه؟ وما هي التحديات التي تواجهونها..؟
مستوى الوعي لدى الفلاحين آخذ في التحسن، خاصة مع زيادة التحسيس والتوعية بأهمية ترشيد استخدام المياه. لكن لا تزال هناك تحديات كبيرة، من بينها التقاليد الزراعية التي تعتمد بشكل كبير على الأساليب التقليدية في الري، بالإضافة إلى نقص المعرفة بالتقنيات الحديثة. نحن نعمل جاهدين لكي ننظم ايام تدريبية للفلاحين المنخرطين في الجمعية لتبني هذه التقنيات، وذلك من خلال تنظيم لقاءات تحسيسية ودورات تدريبية مستمرة. كما نؤمن أن تضافر الجهود بين مختلف الجهات الحكومية والخاصة سيساهم في تجاوز هذه التحديات.
#ما هي أهداف جمعية منتجي الخضر والفواكه بالغرب…؟
من بين أهداف جمعيتنا الرئيسية تطوير وتوجيه الفلاحين نحو تبني واستخدام التقنيات العصرية في زراعة الخضروات والفواكه. نسعى من خلال هذا التوجيه إلى تعزيز الإنتاجية وضمان وفرة المحاصيل، مما يسهم في تحسين جودة المنتجات الزراعية وزيادة العائد الاقتصادي للفلاحين. نؤمن بأن الابتكار والتكنولوجيا هما مفتاحا النجاح في الزراعة المستدامة وتحقيق الأمن الغذائي.
# كيف ترون مستقبل الزراعة في المغرب في ظل التغيرات المناخية الحالية..؟
الزراعة في المغرب تواجه تحديات كبيرة نتيجة التغيرات المناخية، ولكنني متفائل بمستقبل هذا القطاع إذا ما تم تبني استراتيجيات فعالة ومستدامة. التوجيهات الملكية السامية توفر لنا خارطة طريق واضحة، ومن خلال الالتزام بها، يمكننا تحقيق تقدم كبير في مجال ترشيد استخدام الموارد المائية. مستقبل الزراعة في المغرب يعتمد على قدرتنا على التكيف مع التغيرات المناخية، وتطوير ممارسات زراعية ذكية ومستدامة تضمن الإنتاجية وفي نفس الوقت تحافظ على الموارد الطبيعية.
# في الختام، ما هي رسالتكم للفلاحين والمزارعين في ظل هذه الظروف…؟
رسالتي للفلاحين والمزارعين هي دعوة لتوحيد الجهود والعمل بشكل جماعي للحفاظ على ما تبقى من الموارد المائية وضمان استدامتها للأجيال القادمة. علينا جميعاً أن ندرك أن الحفاظ على المياه ليس خياراً بل ضرورة حتمية، وأننا جميعاً مسؤولون عن مستقبل هذا الوطن الغالي . نحن في الجمعية ملتزمون بدعم الفلاحين وإرشادهم وتزويدهم بالمعرفة والأدوات اللازمة لمواجهة هذه التحديات، وضمان مستقبل زراعي مستدام للمغرب.
في هذا السياق، أعبر عن خالص الشكر والامتنان لجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، السند الأول والمدافع الأمين عن الفلاحين المغاربة، لما يقدمه من رعاية سامية وتوجيهات سديدة ترسم ملامح مستقبل زراعي مزدهر ومستدام. كما أتوجه بأسمى عبارات التقدير إلى وزارة الفلاحة، التي لا تدخر جهداً في دعم الفلاحين والمزارعين، وتوفير الإمكانات اللازمة لتطوير سلاسل الخضروات، مما يعزز من قدرتهم على مواجهة التحديات وتحقيق الأمن الغذائي في ظل المتغيرات المناخية.
في الختام، لا يسعني إلا أن أقدم أسمى عبارات الشكر والتقدير لك سي عادل ولمجلة “المحيط الفلاحي” المتخصصة في القطاع الزراعي بالمغرب ، التي تعد السند الإعلامي الدائم للجمعية وللفلاحين المغاربة. إن جهودكم الجبارة في نقل أخبار الفلاحة المغربية ومواكبة القطاع الزراعي في المغرب بكل إحترافية ومهنية ، تعكس مدى التزامكم العميق بخدمة الوطن والفلاحين على حد سواء. إن دوركم الريادي لا يقدر بثمن، ويعزز من مكانة القطاع الزراعي كركيزة أساسية في الاقتصاد الوطني. شكراً لكم على كل ما تقدمونه من دعم وإعلام هادف.
حوار : عادل العربي