المجمع الشريف للفوسفاط ينشئ فرعا لتحسين الزراعة بأفريقيا
أعلن المجمع الشريف للفوسفاط، اليوم الخميس بمراكش، عن إنشاء فرع له “المجمع الشريف للفوسفاط/إفريقيا..و ذلك بغية تعزيز التزامه من أجل التنمية الفلاحية بالقارة الإفريقية.
و يتوخى المجمع الشريف للفوسفاط، الذي يعتبر من أهم رواد سوق الفوسفاط في العالم و فاعل رئيسي في سوق الأسمدة، من خلال إنشائه هذا الفرع الجديد بإفريقيا، الذي تم الإعلان عنه خلال الجلسة الافتتاحية للنسخة السابعة من المؤتمر الدولي حول “الأسمدة بإفريقيا 2016″، المنعقد ما بين 24 و 26 فبراير الجاري، الانخراط في تطوير الأنظمة البيئية الفلاحية في القارة الإفريقية.
و تروم هذه الهيئة الجديدة المساهمة في رفع التحديات من أجل فلاحة مهيكلة، فعالة و مستدامة في القارة الإفريقية، و ذلك من خلال وضع جميع الوسائل و الإمكانيات رهن إشارة الفلاحين قصد تحقيق النجاح المنشود، خاصة من خلال تقديم منتوجات ملائمة في متناول الفلاحين، و الخدمات، و المواكبة و الدعم، و الحلول اللوجيستكية و المالية.
و أوضح الرئيس المدير العام لفرع المجمع الشريف للفوسفاط/إفريقيا، السيد طارق شوهو، في كلمة بالمناسبة، أن الفرع يعتزم إنجاز أربعة مشاريع ذات الأولوية من أجل إنجاح التحول الفلاحي في القارة الإفريقية، يهم الأول تحسين خصوبة و إنتاجية الأراضي الإفريقية من خلال عرض منتوجات ملائمة بقوة في مجال البحث و الابتكار و تدعم الخبرات الفلاحية من أجل فلاحة مستدامة و دقيقة، و الثاني يخص تأمين إنتاج أسمدة جد تنافسية قرب المناطق الفلاحية الكبرى، مضيفا، في هذا السياق، أنه تم افتتاح أول وحدة لإنتاج الأسمدة الخاصة بإفريقيا بالمملكة المغربية (مركب إفريقيا للأسمدة)، بطاقة تقدر بحوالي مليون طن في السنة بداية شهر فبراير، من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
كما ينخرط المجمع الشريف للفوسفاط، من خلال هذا الفرع، على وضع برنامج للتطوير الفلاحي في إفريقيا جنوب الصحراء، و مواصلة العديد من مشاريع البناء المماثلة بالقرب من الأسواق الاستهلاكية، بحيث ستكون هذه المشاريع الكبرى الخاصة بتطوير الفلاحة رافعة للاقتصاد الإفريقي، إلى جانب خلق قيم محلية و توفير فرص للشغل خلال مرحلة الإنجاز و الاستغلال.
و يهم المشروع الثالث ضمان ولوج الفلاحين لوسائل الإنتاج على المستوى الداخلي و مع الشركاء المحليين، حيث يضع الفرع حلولا للتخزين و الدمج عبر تعزيز القدرات اللوجيستيكية في الموانئ و بالقرب من مناطق الاستهلاك و المساهمة في تطوير شبكات جديدة للتوزيع، في حين يخص المشروع الرابع المساهمة إلى جانب الفلاحين الأفارقة، في تنمية الأنظمة الفلاحية المستدامة خلال الأشهر المقبلة عبر العديد من الشراكات المحلية و الدولية.
و أكد السيد شوهو على ضرورة إيلاء الفلاحة الإفريقية أهمية خاصة، و أنه بإمكان إفريقيا أن تغذي العالم بأسره، “غير أن هذه القارة لا تغذي نفسها في الوقت الراهن”، مشيرا إلى أن “المجمع الشريف للفوسفاط /إفريقيا يعتزم فتح العشرات من الفروع في القارة خلال الأشهر المقبلة، و ذلك بغية الالتزام لدى كل بلد على حدة مع الأخذ بعين الاعتبار تنوع المناطق الجغرافية و نضج الأسواق”.
من جهته، أوضح مدير المركز الدولي لتنمية الأسمدة/فرع شرق وجنوب إفريقيا، السيد روب غروت، أن هذا فرع المجمع الشريف للفوسفاط/إفريقيا، سيكون مسؤولا عن التنمية الفلاحية بإفريقيا من خلال الاستثمار بقوة في مجال البحث و التنمية لصالح الفلاحة الافريقية.
من جانبه، أبرز مدير المصلحة الفلاحية بالجمعية الدولية لصناعة الاسمدة، السيد باتريك هيفر، أهمية التبادل التجاري بإفريقيا – جنوب الصحراء و استعمال الأسمدة بإفريقيا.
و سجل الخبير في البنك الافريقي للتنمية، السيد بينيديكت كانو، الذي قدم الآليات التمويلية للأسمدة بإفريقيا وكيفية استعمالها من قبل صغار الفلاحين، أن هناك نقصا كبيرا في استعمال الأسمدة و مشتقاتها من طرف الفلاحين بالقارة الافريقية، و ذلك جراء التكلفة الكبيرة، داعيا القطاع الخاص الى الانخراط في هذا المجال لدعم هؤلاء الفلاحين بكيفية ناجعة على المستوى البعيد.
و يعد هذا المؤتمر، الذي يدعمه المجمع الشريف للفوسفاط منذ انطلاقه سنة 2010، تظاهرة هامة موجهة لاستعمال الاسمدة بإفريقيا مع 60 دولة ممثلة خلال هذا الاجتماع السنوي.
يذكر أن المؤتمر الدولي حول الأسمدة يجمع 400 مندوب من 55 بلد من بينها 20 دولة إفريقية من أجل تطوير الفلاحة بإفريقيا، حيث يروم إثراء النقاش حول الاستراتيجيات الكفيلة بالرفع من مستوى استعمال الأسمدة بالقارة الافريقية و استراتيجيات تنمية سلسلة التموين والآفاق المستقبلية بالنسبة لشرق و جنوب إفريقيا
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.