مجلة المحيط الفلاحي

“المثمر” تنظم مدرسة حقلية بجماعة رأس جيري لتعليم أفضل ممارسات تقليم أشجار الزيتون وتعزيز إنتاجيتها

في إطار الجهود المبذولة للنهوض بقطاع الزراعة ودعم الفلاحين بمختلف مناطق المغرب، نظم فريق “المثمرـOCP” وبدعم من جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية مدرسة حقلية بجماعة رأس جيري، بإقليم الحاجب، مخصصة لتعليم ممارسات التقليم الجيدة لأشجار الزيتون. هذه المبادرة تأتي كجزء من رؤية شاملة تهدف إلى تعزيز الإنتاجية وتحسين جودة المحاصيل، بما يتماشى مع توجهات التنمية الزراعية المستدامة.

تعليم عملي لتقنيات التقليم…

تميّزت هذه المدرسة الحقلية بتنظيم عملية تقليم مباشرة في  عين المكان، تحت إشراف خبراء فريق “المثمر”، حيث أتيحت للفلاحين فرصة مميزة للتعلم العملي. تم شرح الأساليب العلمية الحديثة للتقليم وأهميتها في تحسين صحة الأشجار، وضمان توزيع أفضل للغذاء والماء داخل الشجرة، مما يساهم في تعزيز الإنتاجية وزيادة جودة الزيتون.

أثر التقليم الجيد على إنتاجية الزيتون…

أوضح خبراء “المثمر” خلال هذا النشاط أن عملية التقليم الجيد تُعدّ من أهم الممارسات الزراعية التي تؤثر مباشرة على مردودية أشجار الزيتون. حيث يساعد التقليم على إزالة الأغصان الميتة والمريضة، وتحسين التهوية داخل الشجرة، وتمكينها من استقبال أشعة الشمس بشكل أفضل. كما يساهم في تقوية بنية الشجرة وجعلها أكثر مقاومة للأمراض والطفيليات.

تبادل الخبرات والمعرفة…

لم يكن الهدف من المدرسة الحقلية مجرد تقديم تدريب عملي، بل أيضًا خلق فضاء لتبادل الخبرات والمعارف بين الفلاحين والخبراء. حيث تمت مناقشة التحديات التي تواجه مزارعي الزيتون في المنطقة، وسبل التغلب عليها باستخدام التقنيات الحديثة. كما تم استعراض تجارب ناجحة من مناطق أخرى، مما ألهم المشاركين وأكسبهم رؤية أوسع حول كيفية تطوير نشاطهم الزراعي.

رؤية نحو زراعة زيتون مستدامة…

تعكس هذه المبادرة التزام فريق “المثمر” بدعم الفلاحين وتمكينهم من الأدوات والمعارف التي تتيح لهم تحسين مردودية زراعاتهم وتحقيق تنمية مستدامة. ويعد قطاع الزيتون، الذي يحتل مكانة مهمة في المنظومة الفلاحية الوطنية، أحد الركائز الأساسية التي يُعوّل عليها لتحقيق الأمن الغذائي وتحسين دخل المزارعين، خاصة في المناطق القروية.

تطلعات وآفاق مستقبلية…

من خلال مثل هذه المدارس الحقلية، يتطلع فريق “المثمر” إلى تعزيز شراكة فعالة مع المزارعين، تتجاوز مجرد التدريب لتشمل المتابعة والتوجيه المستمر. كما يُنتظر أن تُساهم هذه الجهود في رفع جودة الزيتون المغربي، وتعزيز مكانته في الأسواق المحلية والعالمية.

بهذا النشاط الرائد، تؤكد جماعة رأس جيري بإقليم الحاجب حضورها كمنطقة نموذجية تسعى للابتكار الزراعي، مما يفتح الباب أمام المزيد من المبادرات الهادفة إلى تحقيق التنمية القروية الشاملة والمستدامة.

#المحيط الفلاحي : عادل العربي

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.