المؤشِّر العالمي لأسعار الغذاء يكاد يظلّ بلا تغييرٍ
روما : لم يكد يطرأ أي تغييرٍ على أسعار المواد الغذائية العالمية خلال الفترة من بداية يوليو/تموز إلى نهاية أغسطس/آب 2011، طبقاً لأحدث إصدارٍ اليوم من مؤشر المنظمة لأسعار الغذاء عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “FAO”.وسجَّل مؤشر المنظمة “فاو” لأسعار الغذاء 231 نقطة في الشهر الماضي مقارنةً إلى 232 نقطة في شهر يوليو/تموز. وحتى إن بلغ متوسط الدليل 26 بالمائة أعلى من أغسطس/آب 2010 إلا أنه يقلّ بمقدار سبع نقاط دون مستوى الذروة البالغ 238 نقطة خلال فبراير/شباط من العام الجاري.
ويتضمَّن مؤشر الغذاء العالمي ارتفاعاً في أسعار الحبوب، إذ حتى مع توقُّع زيادة الإنتاج العالمي من الحبوب فلن يكون ذلك كافياً لموازَنة الطلب المُتزايد مما يدفع بالأرصدة إلى الهبوط والأسعار إلى الارتفاع.
وبلغ مؤشر المنظمة “فاو” للأغذية متوسطاً مقداره 253 نقطة في أغسطس/آب، أي فيما يتجاوز مثيله لشهر يوليو/تموز بنسبة 2.2 بالمائة، أو بمقدار 5 نقاط وبنسبةٍ تبلغ 36 بالمائة أعلى من مثيله لشهر أغسطس/آب في العام الماضي. على أن الارتفاع في أسعار الحبوب وازنه بدرجةٍ كبيرة هبوطٌ في الأسعار الدولية لمعظم السلع الأوّلية الأخرى المتضَمَنة في حسابات مؤشر المنظمة الدولي لأسعار المواد الغذائية، وعلى الأخص الزيوت ومنتجات الألبان.
إرتداد الإنتاج
تعكس زيادات أسعار الحبوب حقيقةً مؤدّاها أنّ ميزان العرض والطلب العالمي من الحبوب يظل مأزوماً رغم الزيادة المتوقّعة في الإنتاج. فحتى إن كان من المنتظر أن يَمسّ الإنتاج العالمي من الحبوب في عام 2011 ما مقداره 2307 مليون طنّ، أي فيما يفوق بنسبة 3 بالمائة مثيله في العام الماضي، إلا أن مقدار العرض الحالي من الحبوب يقل بكمية 6 ملايين طنّ عن التوقّعات السابقة للفترة الجارية والصادرة في يوليو/تموز المنصرم (2011).
ومن بين الحبوب الرئيسية، تشكِّل إمدادات الذرة الصفراء داعياً للقلق في أعقاب التعديلات الهبوطية لتوقُّعات إنتاج محصول الذرة لدى الولايات المتّحدة، بوصفها المُنتج الأكبر في العالم لهذا المحصول ولأسباب استمرار الطقس الحار خلال شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب.
كذلك سجَّل متوسط أسعار الحبوب ارتفاعاً بنسبة 9 بالمائة في أغسطس/آب كاستجابة للطلب القوي على الحبوب العلفية وتقلُّص الإمدادات من الحبوب العالية النوعية في السوق الدولية. و يتجه الإنتاج العالمي من الحبوب مع ذلك إلى الإرتفاع بحدود 4.3 بالمائة (أي بمقدار 28 مليون طنّ) وهو ما يقلّ فقط بمقدار أربعة ملايين طنّ دون المستوى القياسي المسجَّل في عام 2009.
ولم يَزل الإنتاج العالمي للحبوب الخشنة يتوجّه إلى مستوى قياسيّ بمقدار 1147.5 مليون طنّ، أي بارتفاع نسبته 2.4 بالمائة (أو 27 مليون طنّ) عن معادله لعام 2010، بالرغم من تَفاقُم فرص إنتاج الذرة الصفراء في الولايات المتّحدة كأكبر مُنتج لهذا المحصول في العالم.
مكاسبٌ في سعر الأرز
في الوقت ذاته حققت أسعار الأرز مكاسب أيضاً إذ سجَّل السعر المعياري للأرز التايلندي ارتفاعاً بنسبة 5 بالمائة عن مستواه لشهر يوليو/تموز، مدفوعاً بالتغيير في السياسات المتَّبعة لدى تايلند باعتبارها المُصدِّر الأكبر لهذا المحصول الرئيسي في العالم، وحيث يُنتظر الآن شراء محصول الأرز الشعير (غير المقشور) من المُزارعين المُنتجين بأسعارٍ تفوق ما تعرضه السوق المحلية.
وعموماً تظلّ توقُّعات إنتاج الأرز العالمية مواتيةً، إذ من المنتظر أن يمسّ الناتج المتوقَّع مستوى قياسياً من الارتفاع بمقدار 479 مليون طنّ، أي ما يزيد بنسبة 2.5 بالمائة عن معادله لعام 2010.
أرصدةٌ منخفضة
في تلك الأثناء من المتوقَّع أن يسجِّل الاستخدام الكليّ للحبوب خلال عام 2011|2012 زيادةً بحدود 1.4 بالمائة، ليكاد يجاري الإنتاج المنتظر لعام 2011. وبناءً على ذلك فإن أرصدة الحبوب العالمية مع انتهاء مواسم الإنتاج بحلول عام 2012 يُحتَمل أن تظلّ قريبةً من مستوياتها الاستهلالية المنخفضة في بداية العام. ويُستَثنى من ذلك فقط محصول الأرزّ، المتوقَّع أن يرتفع بمعدلٍ كبير بفعل الإنتاج المحصولي القياسي المنتظر.
والمُرجَّح الآن أن تنخفض أرصدة الحبوب إلى أوطأ مستوياتها منذ عام 2009، وكذلك أن تتراجع الأرصدة العالمية من الحبوب الخشنة، إذ ستهبط مخزونات الذرة الصفراء إلى 124 مليون طنّ كأوطأ مستوى لها منذ عام 2007. وعلى اعتبار تأزُّم ميزان العرض والطلب العالمي للحبوب الخشنة، فإن نسبة الأرصدة المتاحة للاستخدام يُتوقَّع أن تهبط أيضاً إلى مستوى تاريخيّ بمقدار 13.4 بالمائة.
وتحديداً فقد بلغ مؤشر المنظمة “فاو” لأسعار الزيون والدهون 244 نقطة في المتوسط لشهر أغسطس/آب، عقب اتّجاه الهبوط منذ مارس/آذار وإن لم يَزل يُعتَبَر مرتفعاً بالمقياس التاريخي.
وسجّل مؤشر المنظمة “فاو” لأسعار منتجات الألبان 221 نقطة في أغسطس/آب، آي ما يقل كثيراً عن 228 نقطة في يوليو/تموز، و232 نقطة في يونيو/حزيران حتى وإن لم يَزل أعلى من نفس الفترة في السنة الماضية بنسبة 14 بالمائة.
وسجّل مؤشر المنظمة “فاو” لأسعار اللحوم 181 نقطة في أغسطس/آب، بارتفاعٍ نسبته 1 بالمائة من يوليو/تموز.
وسجّل مؤشر المنظمة “فاو” لأسعار السكر 394 نقطة في أغسطس/آب، أي فيما يقل بنسبة 2 بالمائة عن يوليو/تموز، حتى وإن لم يَزل أعلى بمقدار 50 بالمائة عن مستواه في أغسطس/آب 2010.