القنيطرة تحتضن لقاء تحسيسيًا لتعزيز الممارسات الزراعية المستدامة في إطار الزراعة الحافظة
في إطار الشراكة المتميزة بين الجمعية المغربية للزراعة الحافظة وجمعية كروب لايف وجمعية منتجي الخضر والفواكه بالغرب ، احتضن المركز الجهوي للبحث الزراعي بالقنيطرة يومًا تحسيسيًا هامًا حول الممارسات الجيدة لاستعمال المدخلات في الزراعة الحافظة. هذا اللقاء، الذي شكل منصة للتواصل والتبادل بين الفلاحين والخبراء، استقطب مجموعة من فلاحي إقليم القنيطرة وساهم في نشر ثقافة الزراعة المستدامة والذكية.
محاور اللقاء وأهدافه
استهدف اللقاء تسليط الضوء على أهمية الممارسات الجيدة في استعمال المدخلات الزراعية، خاصة في ظل التحديات المناخية والبيئية التي تؤثر على القطاع الفلاحي. وقد ركز الخبراء على كيفية تحقيق إنتاجية مستدامة تتماشى مع متطلبات الزراعة الحافظة، التي تقوم على الحفاظ على التربة وتقليل استنزاف الموارد الطبيعية.
مداخلات الخبراء
أطر اللقاء مجموعة من الشخصيات البارزة في المجال الزراعي، على رأسهم السيد ميلود الأخضر، خبير الاستراتيجيات الفلاحية والتواصل الفلاحي والقروي، الذي قدم مداخلة شاملة حول أهمية التواصل الفلاحي في نشر الوعي بأهمية الزراعة الحافظة. وأوضح أن نجاح هذه الممارسات يعتمد بشكل كبير على اعتماد المدخلات الزراعية بطرق علمية ومدروسة.
كما ألقى السيد الويلاني محمد، مدير جمعية كروب لايف، كلمة شدد فيها على ضرورة تحسين طرق استعمال المبيدات والأسمدة بما يتماشى مع المعايير البيئية العالمية، مشيرًا إلى أن الشراكة بين الجمعيتين تهدف إلى تعزيز الفلاحة المسؤولة بيئيًا.
من جانبه، أبرز السيد محسن عبد الحكيم، رئيس الجمعية المغربية للزراعة الحافظة، أهمية هذا اللقاء في نشر الممارسات الجيدة التي تساعد الفلاحين على تحقيق مردودية أكبر مع الحفاظ على الموارد الطبيعية، مشددًا على أن الزراعة الحافظة هي مستقبل الفلاحة المستدامة في المغرب.
تميز اللقاء كذلك بمداخلة قيمة للسيد رضوان آيت لهزيم، رئيس جمعية منتجي الخضر والفواكه بالغرب، حيث سلط الضوء على أهمية تحسين طرق استعمال الأدوية الزراعية بما يضمن سلامة المحاصيل وجودتها، مشددًا على ضرورة التزام الفلاحين بالممارسات السليمة والآمنة في هذا المجال.
كما تطرق السيد آيت لهزيم إلى التحول التدريجي من الزراعة التقليدية إلى الزراعة العصرية، داعيًا إلى اعتماد تقنيات حديثة تساهم في تحسين الإنتاجية وتقليل الأثر البيئي. وأكد أن هذا التحول لا يقتصر فقط على تطوير أساليب الزراعة، بل يشمل أيضًا الحفاظ على الموارد المائية الجوفية، التي تعد ركيزة أساسية لاهداف الجمعية لتحقيق استدامة القطاع الفلاحي وضمان استمراريته .
وتأتي هذه المداخلة لتثري النقاش حول أهمية تبني نهج شامل ومتكامل في الزراعة، يجمع بين التطور التقني والوعي البيئي لضمان تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
تفاعل الفلاحين وآفاق مستقبلية
عرف اللقاء تفاعلًا كبيرًا من طرف الفلاحين، الذين شاركوا تجاربهم وتحدياتهم اليومية في اعتماد الممارسات الحافظة. وأكد العديد منهم أن هذه المبادرات التحسيسية تساهم في تعزيز معرفتهم وتحسين طرق عملهم.
وقد أكد المنظمون على أهمية استمرار هذه اللقاءات التحسيسية لتوسيع دائرة الاستفادة ونشر ثقافة الزراعة المستدامة على نطاق أوسع.
توفير تكوين دائما لتبني أفضل الممارسات الزراعية
اختتم اللقاء بالتأكيد على التزام الجمعيتين بمواصلة جهودهما لدعم الفلاحين وتوفير التكوين اللازم لتبني أفضل الممارسات الزراعية، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة للقطاع الفلاحي بالمغرب.
يمثل هذا الحدث خطوة إضافية نحو تحقيق رؤية وطنية طموحة تهدف إلى جعل الزراعة الحافظة نموذجًا رئيسيًا في التخفيف من آثار التغير المناخي وضمان الأمن الغذائي للأجيال القادمة.
#المحيط الفلاحي : عادل العربي