الفلاح المغربي: عماد الأمن الغذائي وشخصية العام بلا منازع…
في ظل عام حافل بالتحديات الكبرى، تبرز صورة الفلاح المغربي كرمز للتحدي والصمود، وشخصية تستحق أن تكون في صدارة المشهد الوطني. فالفلاح، الذي يمثل عصب الحياة القروية وأساس الأمن الغذائي في المملكة، أثبت في العام الذي نودعه أنه قادر على مواجهة الصعاب وتحقيق الإنجازات رغم الظروف القاسية التي فرضتها الطبيعة والاقتصاد .
مر المغرب هذا العام بأحد أصعب فتراته المناخية، حيث تزايدت آثار الجفاف بشكل ملحوظ، مع شح الأمطار وندرة الموارد المائية. إلا أن الفلاح المغربي، الذي تربطه بالأرض علاقة تتجاوز مجرد العمل إلى كونها ارتباطًا وجدانيًا متجذرًا في عمق الثقافة الوطنية، رفض الاستسلام لتلك الظروف الصعبة.
بإرادة لا تلين، لجأ الفلاحون إلى تبني أساليب جديدة للتكيف مع التحديات. من تقنيات الري الحديثة التي تقلل من استهلاك المياه، إلى تحسين طرق الزراعة وتنوع المحاصيل، كانت كل خطوة تعكس روح الابتكار والمثابرة في أزمة الجفاف.
ليس خافيًا أن الفلاح المغربي هو الحارس الأمين للأمن الغذائي الوطني، فهو يعمل في صمت وجهد يومي لضمان وصول الخضر والفواكه إلى الأسواق ، رغم كل ما يعترض طريقه.
في زمن اشتدت فيه الأزمات العالمية، وارتفعت أسعار السلع بشكل جنوني، كان الفلاح المغربي يسعى بكل ما أوتي من عزيمة للحفاظ على استقرار الإنتاج وتوفير احتياجات المواطنين. إن نجاح الأسواق المغربية في تلبية الطلب على المنتجات الزراعية بجودة معقولة وأسعار تنافسية يعود بالدرجة الأولى إلى التضحيات التي يقدمها الفلاحون في الحقول.
إلى جانب التحديات المناخية، واجه الفلاح ارتفاع تكاليف الإنتاج من بذور وأسمدة ووقود. ومع ذلك، أظهر الفلاحون قدرة استثنائية على الصمود، متمسكين بالارض بالأمل في غد مشرق، ومجسدين قيم التضامن التي تربط المجتمعات القروية.
هنا لا يمكن الحديث عن نجاح الفلاح المغربي دون الإشادة بالدور الذي لعبته وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات. فقد قدمت الوزارة دعمًا مهما للفلاحين، سواء من خلال برامج الدعم المباشر أو التوجيه نحو أساليب زراعة أكثر استدامة.
كانت هذه الشراكة بين الوزارة والفلاح بمثابة حبل نجاة للقطاع الفلاحي، حيث أسهمت في توفير الحلول العملية التي ساعدت الفلاحين على تجاوز الأزمات، مثل تحسين البنية التحتية الزراعية، وتوفير التمويلات، وتشجيع مؤسسات الوزارة على لعب دور محوري في دعم المزارعين.
الفلاح المغربي ليس مجرد عامل في الحقول، بل هو رمز لصمود الشعب المغربي وهويته العريقة. من القرى النائية إلى السهول الخصبة، يمثل الفلاح صوت الأرض ووجدان الأمة، الذي يعبر عن العلاقة الوثيقة بين الإنسان المغربي وبيئته.
إن التحديات التي مر بها هذا العام أظهرت مرة أخرى أن الفلاح المغربي ليس فقط صانعًا للأمن الغذائي، بل أيضًا حاملًا لقيم التضامن والتعاون، وشريكًا رئيسيًا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المملكة .
عندما نختار الفلاح المغربي كشخصية السنة، فإننا نعترف بجميع تلك الجهود التي بذلها في سبيل ضمان توفير الأمن الغذائي للمغاربة . هذا التقدير ليس فقط للفلاح كفرد، بل لكل عائلة قروية تساهم بعملها اليومي في تعزيز صمود المملكة أمام التحديات.
ختامًا، نقف بإجلال أمام الفلاح المغربي، الذي أثبت أن العمل الجاد والإيمان بقدرة الأرض على العطاء يمكن أن يواجها أصعب الظروف.
ونتمنى التوفيق للسيد وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، السيد أحمد البواري، ولجميع أطر الوزارة الذين يواصلون العمل بجد وتفانٍ لخدمة الوطن والقطاع الفلاحي في هذه المرحلة الدقيقة. نسأل الله العلي القدير أن يوفقهم في مهامهم النبيلة، وأن يكلل جهودهم بالنجاح لتحقيق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس حفظه الله. كما نبتهل إليه سبحانه أن يرزقنا غيثًا نافعًا يسقي الأرض والعباد، ويجعل سنة 2025 عام خير وبركة، إنه سميع مجيب الدعاء.
#عادل العربي