الفلاحة في مواجهة التحديات المناخية الصعبة..
يأتي الموسم الفلاحي الحالي في سياق مناخي صعب يتسم بنقص حاد في الموارد المائية. هذه الظروف الاستثنائية تتطلب منا جميعاً الوقوف صفاً واحداً لمواجهة التحديات وضمان استدامة القطاع الزراعي.
وزارة الفلاحة تعمل بجد واجتهاد لمواجهة هذه الأزمة من خلال عدة مبادرات وإجراءات. فقد تم تعزيز تقنيات الري الحديثة للتقليل من استهلاك المياه وزيادة كفاءة استخدامها، مما يساهم في الحفاظ على الموارد المائية الطبيعية.
إضافة إلى ذلك، تعمل الوزارة على دعم البحث والتطوير لإنتاج أصناف زراعية مقاومة للجفاف وقادرة على التكيف مع التغيرات المناخية. هذا إلى جانب الحملات التوعوية التي تهدف إلى توجيه المزارعين نحو الممارسات الزراعية المستدامة والتقنيات الحديثة.
ومن المقرر كما أكد وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات السيد صديقي خلال اجتماع عقده أمس بالمهنيين لمناقشة إدارة مياه الري واستعدادات الموسم الفلاحي المقبل انه سيتم اتخاذ إجراءات هيكلية في إطار استراتيجية الجيل الأخضر 2020-2030 والبرنامج الوطني للتزود بالماء الشروب ومياه السقي 2020-2027، لا سيما من خلال تحديث أنظمة الري وتحسين كفاءة المياه من خلال تطوير الري الموضعي، وحماية موارد المياه الجوفية، وتنفيذ مشاريع تحلية مياه البحر ومشاريع الربط بين الأحواض المائية.
وفي ظل هذه الجهود، يبقى التعاون والتنسيق بين كافة الفاعلين في القطاع الزراعي من مزارعين وخبراء ومؤسسات حكومية أمراً ضرورياً لضمان نجاح الموسم الفلاحي. إن تعزيز الوعي بأهمية الإدارة الفعالة للموارد المائية وتبني الحلول المستدامة هو السبيل لتحقيق أمن غذائي مستدام في ظل التحديات المناخية الراهنة.
نحن على يقين بأن العمل الجماعي وتضافر الجهود سيقودانا نحو مستقبل زراعي أكثر استدامة وازدهاراً. فالتحلي بروح المسؤولية والتفاني هو ما سيضمن لنا تجاوز هذه المرحلة الصعبة وتحقيق أهدافنا المشتركة.
وفي الختام، لا يسعنا إلا أن نتضرع إلى الله عز وجل أن ينشر رحمته، ويبارك لنا في بلادنا، وينزل علينا الغيث، ويجعل أرضنا مزدهرة بالخير والبركة.
#العربي عادل