“الفاو” و”برنامج الأغذية العالمي” يوفران دعماً أساسياً للعائلات العاملة في الزراعة في جمهورية أفريقيا الوسطى خلال المواسم العجاف
بدأت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) وبرنامج الأغذية العالمي في توفير البذور والأدوات اليدوية والمواد الغذائية إلى ما يقرب من 50,000 عائلة تعمل في الزراعة وتعاني من الجوع خلال هذا الموسم الزراعي، في واحدة من المناطق الأكثر تضرراً من انعدام الأمن الغذائي في جمهورية أفريقيا الوسطى. ويتزامن ذلك مع وصول المواسم العجاف إلى ذروتها حيث يكون المخزون الغذائي للأسر في أدنى مستوى له.
وفي إطار مبادرة “حماية البذور”، توفر منظمة “الفاو” بذور المحاصيل والخضراوات، في حين يوفر برنامج الأغذية العالمي الفول السوداني والذرة والأرز والذرة الرفيعة والفاصوليا لهذه العائلات.
وفي هذا الصدد، قال ممثل الفاو في جمهورية أفريقيا الوسطى جان-ألكساندر سكاليا “تعد مساعدة العائلات لإعادة إنتاج الطعام جزءًا هاماً من جهود التعافي في هذه الدولة، فهي تشكل مصدراً للغذاء والدخل ويمكنها تعزيز الاستقرار في المجتمعات، وهذا هو سبب حرصنا على ضمان أن لا تلجأ العائلات على التعامل مع الندرة الحالية للمحاصيل من خلال تناول البذور المخصصة للزراعة”.
من جهته، قال مدير برنامج الأغذية العالمي في الدولة بينفينو جوسا “إننا ندرك محدودية توافر الغذاء خلال هذه الفترة وبأن العائلات تعاني بالفعل. ولذلك، تضمن الأغذية التي يوفرها البرنامج زراعة البذور وعدم شعور العائلات بالجوع في الوقت ذاته. ويمكن لدعمنا الحالي مساعدة الأشخاص على التغلب على دائرة الجوع المفرغة”.
وقد أدت ثلاث سنوات من النزاع إلى تعطيل القطاع الزراعي، وقيّدت بشدة من إمكانية حصول الأشخاص على الطعام، بسبب معاناتهم من آثار ضعف المحصول لمواسم متعددة، وتعطل الأسواق وارتفاع أسعار العديد من المواد الغذائية الأساسية.
وأضاف جوسا أنه مع إحلال السلام من جديد في جمهورية أفريقيا الوسطى، فإن هذه المبادرة هي بمثابة شعاع أمل لآلاف الأسر.
وستتلقى 50,000 عائلة أخرى الدعم خلال الموسم الزراعي الثاني في شهري آب/أغسطس وأيلول/سبتمبر، وهو ما يعني حصول 100,000 أسرة (أي نحو نصف مليون نسمة) على الدعم في إطار المبادرة هذا العام.
ويتم توزيع البذور والمواد الغذائية بفضل التبرعات التي قدمتها حكومات الدول التالية (المرتبة حسب الترتيب الأبجدي باللغة الانجليزية): بلجيكا، كندا، فرنسا، إيطاليا، اليابان، المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، فضلا عن بنك التنمية الأفريقي والاتحاد الأوروبي، ومنظمة “إيكو” وفوندز بيكو، وصندوق الأمم المتحدة المركزي للتعامل مع حالات الطوارئ، والصندوق الإنساني المشترك لجمهورية أفريقيا الوسطى وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، والبنك الدولي.
يعتمد 75 بالمائة من سكان جمهورية أفريقيا الوسطى على الزراعة، ولذلك تعمل منظمة الفاو وبرنامج الأغذية العالمي وشركاؤهما سوياً منذ اندلاع الاضطرابات للتخفيف من الآثار السلبية على الإنتاج الزراعي والأمن الغذائي. ويشار إلى أن تنفيذ مبادرة حماية البذور بدأ لأول مرة عام 2014.
من جهتها تقود حكومة جمهورية أفريقيا الوسطى جهوداً استراتيجية لإحياء القطاع الزراعي، فيما تقدم منظمة الفاو وبرنامج الأغذية العالمي الدعم للحكومة من خلال برامج طويلة المدى تهدف إلى المحافظة على سبل المعيشة وتعزيزها وبناء القدرة على الصمود.
ومع ذلك، فقد حذرت الوكالتان التابعتان للأمم المتحدة من أن الأشخاص الذين يعيشون في جمهورية أفريقيا الوسطى لا يحصلون سوى على نصف الدعم الذي يحتاجونه، ويعود ذلك إلى عدم قدرة الوكالتين على تأمين سوى نصف الأموال التي تحتاجها.
وتناشد منظمة الفاو المجتمع الدولي لجمع 86 مليون دولار أمريكي لتزويد نحو 1.55 مليون شخص بالمدخلات اللازمة لإنتاج المحاصيل والمحافظة على صحة ثروتهم الحيوانية، إلى جانب دعم الجهود الحكومية الرامية إلى تعزيز الأمن الغذائي. ومع ذلك، فإن هنالك فجوة كبيرة في التمويل، إذ لم يتم تأمين سوى 8 بالمائة فقط من هذه المتطلبات.
من جهته، يطالب برنامج الأغذية العالمي بجمع 83 مليون دولار لتوفير الاستجابة للاحتياجات العاجلة لنحو 1.4 مليون شخص حتى نهاية شهر سبتمبر في جمهورية أفريقيا الوسطى والدول التي تستضيف مهاجرين منها.
المحيط الفلاحي : الفاو
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.