مجلة المحيط الفلاحي

“الفاو “:جهود الاستعادة هي الطريق نحو غابات متوسطية صحية

أصدرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) عدداً خاصاً من مجلة “اوناسيلفا” يركز على استعادة غابات منطقة البحر الأبيض المتوسط المهددة وبشكل متزايد بسبب تأثيرات التغير المناخي والأنشطة البشرية.

ويشتمل المجلد 255 من مجلة “اوناسيلفا” بعنوان “استعادة منطقة حوض المتوسط: الوضع والتحدياتعلى 13 مقالا لخبراء يستعرضون فيها مدى استعادة النظام البيئي في المنطقة خلال السنوات الأخيرة، ومجالات التقدم والتحديات إضافة إلى الأدوات والنُهج التي يمكن أن تساعد في زيادة جودة وحجم أعمال الاستعادة.

وتعليقاً على ذلك قال زهيمينوو، مدير قسم الغابات في المنظمة: “يوفر هذا المجلد من مجلة اوناسيلفا فرصة فريدة للمعنيين في منطقة حوض المتوسط لعرض عملهم الجماعي بشأن استعادة النظام البيئي، كما يسلط الضوء على ديناميكية المنطقة التي تعتمد أنشطتها على التعاون القوي بين البلدان والشركاء”.

أهمية نظم الغابات البيئية في منطقة حوض المتوسط…

تغطي الغابات نحو 10 في المائة من إجمالي مساحة دول حوض البحر الأبيض المتوسط، أو ما يعادل 88 مليون هكتار. ورغم أن ذلك لا يمثل سوى 2 في المائة من مساحة الغابات في العالم، إلا أن غابات حوض المتوسط هي موطن لنحو 25 ألف نوع من النباتات المحلية والتي يعتبر أكثر من نصفها مستوطنة في الغابات، مما يجعل منطقة حوض المتوسط مهمة للتنوع البيئي.

وتكمن أهمية هذه الغابات كذلك في أنها مصدر مهم للأغذية الحرجية والمواد الحيوية والطاقة المتجددة، كما أنها تسهم في دورات الكربون والماء، وتعزز خصوبة التربة، وتوفر فرصاً لكسب سبل العيش والسياحة البيئية. وفي الوقت نفسه فإنها تخفض مخاطر الجفاف وتأثيراته، والتصحر، وانجراف التربة، والانهيارات الأرضية، وحرائق الغابات والفيضانات.

غير أن منطقة حوض المتوسط ​​تضم أيضاً 7 في المائة من سكان العالم، مما يعني أن الضغط على الموارد الطبيعية إلى جانب التأثير المتزايد لتغير المناخ، أديا إلى تدهور الأراضي وبطء تعافيها.

ويساهم دعم وتوسيع نطاق الجهود الرامية إلى منع ووقف وعكس اتجاه تدهور النظم البيئية للغابات في حوض المتوسط،  ​ في تحقيق أهداف عقد الأمم المتحدة لإصلاح النظم الإيكولوجية، وتحدي بون، وأهداف التنمية المستدامة، وخاصة الهدف 15 (الحياة على الأرض)، وهدف زيادة مساحة الغابات على مستوى العالم بنسبة 3 في المائة بحلول عام 2030 والذي حدده الهدف العالمي الأول للغابات من خطة الأمم المتحدة الاستراتيجية للغابات 2017-2030.

أهمية إبرام الشراكات والتعاون…

تتضمن المقالات ال13في المجلة دراسات حالة من جميع أنحاء المنطقة. وقد تم تقسيمها إلى ثلاثة أقسام تركز على الديناميكيات الإقليمية الماضية والحالية، والموضوعات الرئيسية المتعلقة باستعادة غابات حوض المتوسط، ومستقبل جهود استعادة الغابات في المنطقة.

وتعرض المقالات وجهات نظر بعض البلدان حول دور استعادة الغابات في المنطقة، وتسلط الضوء على القضايا الرئيسية مثل إدارة الحرائق والاستعادة بعد الحرائق. كما تتناول موضوعات تتطلب اهتماماً إقليمياً مثل دور الشباب والنساء في قطاع الغابات في المنطقة، والحاجة إلى مراقبة أنشطة الاستعادة والتواصل بشأنها بشكل أفضل.

ويستعرض المجلد الخاص من المجلة كيفية تطور الشراكات والمنصات الفريدة في السنوات الأخيرة، والتي توجت باعتراف عقد الأمم المتحدة لاستعادة النظام البيئي هذا العام، بمنطقة حوض المتوسط بأنها منطقة رائدة في مجال الاستعادة العالمية أصبحت مصدر إلهام للبلدان والمناطق الأخرى لتوسيع نطاق جهود الاستعادة الناجحة.

أسبوع غابات المتوسط..

يوفر الإصدار الجديد من مجلة أوناسيلفا معلومات مهمة قبل الأسبوع الثامن لغابات المتوسط المقرر عقده في الفترة من 4 إلى 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 في برشلونة بإسبانيا، والذي ستناقش فيه دول حوض المتوسط ​​والخبراء وأصحاب المصلحة المعنيين الإدارة المتكاملة للنظم البيئية لغابات المتوسط.

وخلال أسابيع غابات المتوسط السابقةعززت دول حوض المتوسط ​التزامها باستعادة الغابات في المنطقة. واشتمل ذلك علىالمصادقة على التزام أكادير لعام 2017 لاستعادة 8 ملايين هكتار من الأراضي المتدهورة بحلول عام 2030، وإعلان أنطاليا لعام 2022، الذي دعا إلى زيادة جهود الاستعادة والتعاون لمعالجة التحديات البيئية والمناخية المشتركة.

يشار إلى أن منظمة الأغذية والزراعة أصدرت أول مجلد من مجلة اوناسيلفا في العام 1947 لتكون مجلتها الدولية الرئيسة حول الغابات والصناعات الحرجة، وأصبحت الدورية الأقدم التي تستمر المنظمة في إصدارها.

وسبق للمنظمة أن أصدرت مجلدات خاصة من المجلة في عام 1999 احتفالاً بمرور 50 عاماً على التعاون في مجال غابات المتوسط، كما صدر مجلد خاص في عام 2014 تناول تحليل الجهود والمبادرات للحفاظ على الخدمات البيئية العديدة للنظم البيئية للغابات المعرضة للخطر في حوض المتوسط، وتثمينها.

“المحيط الفلاحي : عادل العربي 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.