مجلة المحيط الفلاحي

الفاو تنظم منتدى إقليميا حول “مستقبل المدارس الحقلية للمزارعين”

تنظم منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) منتدى إقليميا حول:  “مستقبل المدارس الحقلية للمزارعين” من أجل نظم زراعية وغذائية مستدامة في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا في محافظة المنيا بجمهورية مصر العربية. سيعقد المنتدى على مدار يومين، من 29 إلى 30 مايو ، بحضور 60 مشاركا من منظمة الأغذية والزراعة، وممثلين حكوميين من بلدان منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، وممارسين وميسرين في مدارس المزارعين الحقلية، حيث سيتبادل مزارعو مدارس المزارعين الحقلية المصريون تجاربهم الخاصة خلال المنتدى.

إشراك المزارعين…

يتم تنفيذ مدارس المزارعين الحقلية وفقاً لمنهج منظمة الأغذية والزراعة في أكثر من 90 دولة حيث يتخرج منها ما يتراوح بين 0.4 – 1 مليون مزارع سنويًا باعتبارها أداة جيدة لإشراك المزارعين في التحقق من صحة النظم الغذائية الزراعية وتكييفها لتلبية احتياجاتهم بشكل أفضل، وقد وثقت العديد من التقارير مساهمة مدارس المزارعين الحقلية في تطوير مهارات ومعارف المزارعين لإنشاء أنظمة إنتاج أكثر استدامة وزراعة مرنة تساهم في تحقيق جميع أهداف التنمية المستدامة.

ويعد المنتدى أساسا لتحديد الاحتياجات والتحديات في تنفيذ مدارس المزارعين الحقلية، ومواءمة مدارس المزارعين الحقلية مع الأولويات الناشئة للنظم الغذائية، وتحسين الحوار والتنسيق على المستويين القطري والإقليمي. وعلاوة على ذلك، يتيح الحدث فرصة لعرض نتائج التقييم الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة بشأن مدارس المزارعين الحقلية كأساس للمضي قدما.

وقال السيد عبد الحكيم الواعر، المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة والممثل الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا، في تصريح صحفي ” إن الفاو تنفذ مدارس المزارعين الحقلية في الإقليم منذ أكثر من عقدين من الزمن، وأن العديد من برامج المنظمة من قطاعات متعددة تبنت مدارس المزارعين الحقلية في جميع أنحاء المنطقة”.

وأضاف “أنه في الوقت الذي تواجه فيه المجتمعات تحديات متزايدة تتعلق بالأمن الغذائي والضغط على الموارد الطبيعية وتغير المناخ، هناك حاجة إلى تحسين مشاركة المزارعين في صنع القرار وتعزيز الحلول الخاصة بالسياق ومن القاعدة إلى القمة لتسريع تقدم المجتمعات نحو أنماط إنتاج وتوزيع واستهلاك أكثر استدامة وشمولية ومرونة. وبالتالي ، يمكن أن تكون مدارس المزارعين الحقلية (FFS) أداة رائعة لتحقيق ذلك. منذ عام 1990، تم استخدام مدارس المزارعين الحقلية كأداة في التنمية الريفية لتعزيز المزارعين كأصحاب مصلحة بدلا من المستفيدين بطريقة مستدامة وتشاركية وتجريبية”.

ومن جانبه، قال السيد جينغ يوان شيا، مدير شعبة الإنتاج النباتي ووقاية النباتات في المقر الرئيسي لمنظمة الأغذية والزراعة: “كانت هناك حاجة حقيقية لجمع جميع أصحاب المصلحة معا في منتدى إقليمي لتبادل الخبرات المتطورة والدروس المستفادة في تنفيذ مدارس المزارعين الحقلية. بالإضافة إلى التعرف على مدى مساهمتها في التنمية الريفية وتحسين معيشة المزارعين في منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا، بما يوفر فرصة لاكتساب فهم أفضل لدور مدارس المزارعين الحقلية والمساهمات المستقبلية لها في الأنظمة الغذائية الزراعية المستدامة”.

وقد تم اقتراح تنظيم المنتدى كوسيلة لتجميع وعرض مدارس المزارعين الحقلية المنفذة في إطار مجالات مواضيعية واسعة في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا. وهو يوفر فرصة لفهم دور مدارس المزارعين الحقلية بشكل أفضل ومساهماتها المستقبلية في النظم الزراعية والغذائية المستدامة من خلال تبادل الخبرات والابتكارات بين بلدان المنطقة، وتقديم التوجيه الفني لتعزيز قدرات مدارس المزارعين الحقلية، وتحديد التحديات والأولويات في تنفيذها، وإجراء عصف ذهني حول مستقبلها نحو اعتماد نظم زراعية وغذائية مستدامة، وتعزيز التواصل بين أعضاء المجتمع العالمي لمدارس المزارعين الحقلية، ورفع مستواها وتوسيع نطاقها استراتيجيا في المنطقة والمضي قدما.

تقنيات زراعية مبتكرة مقاومة للمناخ..

وسلط السيد نصر الدين حاج الأمين ممثل الفاو في مصر الضوء على أنه تم اختيار محافظة المنيا، حيث يتم تنفيذ العديد من مدارس المزارعين الحقلية في إطار مشروع الفاو “تعزيز إنتاج المحاصيل والثروة الحيوانية وإنتاجيتها من خلال اعتماد ممارسات وتقنيات زراعية مبتكرة مقاومة للمناخ في مصر.  مضيفا، ستكون هناك زيارة ميدانية في اليوم الأول للقاء مزارعي مدارس المزارعين الحقلية المحليين بما في ذلك النساء، والاستماع إلى تجاربهم. وستتاح للمشاركين الفرصة لمشاهدة العديد من قصص النجاح التي حققها مشروع الفاو في مصر.

وقالت السيدة مي هاني، كبيرة مسؤولي البرامج في المكتب الإقليمي لمنظمة الفاو إن المنتدى سيتبع نهجا متعدد القطاعات والتخصصات لدور مدارس المزارعين الحقلية في النظم الزراعية والغذائية المستدامة. وسيغطي مجالات مواضيعية مختلفة بما في ذلك إنتاج النباتات وحمايتها، وإدارة المياه، والثروة الحيوانية، والسوق المستدامة وسلسلة القيمة من خلال مدارس الأعمال الزراعية وغيرها، بهدف تحديد الاحتياجات والتحديات والاستراتيجيات الإقليمية الرئيسية المتعلقة بمدارس المزارعين الحقلية في المنطقة وكذلك تقديم توصيات للإجراءات المستقبلية.

نجاحا استثنائيا…

وأوضح السيد ثائر ياسين، منسق المنتدى، والمسؤول الإقليمي لوقاية النباتات في المكتب الإقليمي للمنظمة، أن الهدف من هذا المنتدى هو تبادل الأساليب الجديدة لتبادل المعرفة باستخدام مدارس المزارعين الحقلية. وعلى وجه الخصوص، حققت مدارس المزارعين الحقلية نجاحا استثنائيا في وقاية النباتات والإنتاج النباتي. ونوه بأن مدارس المزارعين الحقلية بدأت في بداية هذا القرن في آسيا منذ ثلاثة وثلاثين عاما، لإيجاد حلول مستدامة لآفات وأمراض وقاية النباتات، ثم أٌدخلت إلى منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا وتطورت في عدة مناطق لإشراك المزارعين في تطوير واعتماد حلول مستدامة.

ومن الجدير بالذكر أن مدارس المزارعين الحقلية لا ينظر إليها على أنها وسيلة للإرشاد، بل على أنها برنامج لتعليم الكبار يزيد من رأس المال البشري والاجتماعي والطبيعي، حيث يتم اعتماد مدارس المزارعين الحقلية في العديد من المجالات مثل نظم الإنتاج المستدامة، والرعي الزراعي، وسلاسل القيمة، والتغذية والمهارات الحياتية.

#المحيط الفلاحي: عادل العربي 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.