الشعير” المدعم “: فرحة لم تكتمل بجهة فاس -مكناس
لقد عانى المغرب هذه السنة من تأخر نزول المطر ترتب عنه انعدام الكلأ والاعلاف للماشية منذ اكتوبر تقريبا، ومنذ ذلك الحين لم تفتر مطالب الفلاحين بضرورة تعجيل تدخل الدولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، الا ان التدخل جاء للأسف متأخرا بعد ان عانى الكساب من الاثمان الباهظة للأعلاف لمدة تزيد عن اربعة أشهر، ثم امطرت السماء ثلوجا زادت قساوتها للفلاح معاناة، وهكذا وبعد ان امطرت ولله الحمد، جاء تدخل الدولة المتأخر بتوفير ما يسمى ” الشعير المدعم”.
ان كلمة ” مدعم ” تعني ان الدولة تساهم بمبلغ معين كي يصل المنتوج الى المستهلك بثمن اقل من ثمنه الحقيقي في السوق، الغرض من العملية تخفيف العبء مراعاة لضعف القدرة الشرائية للمواطن.الا ان هذه المقاربة لم تدرس بالشكل المطلوب خصوصا مع مادة الشعير الذي قيل عنه “مدعم “، وسأعمل على توضيح الامر، لا رغبة في تبخيس التدخل، ولكن توضيحا للشوائب التي تتخلل العملية.
لذا اود ان تتخيلوا معي ان الثمن العادي للشعير في السوق يتراوح بين 230 درهم الى 250 درهم للقنطار الواحد، بينما ما يسمى “المدعم” بمبلغ 200 درهم للقنطار.
الا ان تجميع الشعير في نقطة بيع واحدة في كل اقليم تطلب تنقل الكسابين من جماعات متفرقة وبعيدة لاقتناء الشعير، مما تطلب مصاريف زائدة للنقل اوصلت ثمن القنطار الى سعره الاصلي في السوق إذا احتسبت مصاريف الشحن، بينما كان في السنوات الماضية ورغم ضعف الكمية يوضع في مخازن بالجماعات المحلية بالقرب من الكساب. لذا فلن يوفر الفلاح شيئا بتحديد نقط بيع اقليمية بعيدة عن جماعته. الامر الثاني، والذي تولد عن العملية هو ازدحام كسابي الجماعات مما نتج عن معاناة زائدة تتطلب يوما كاملا للفلاح للحصول على مراده. الامر الثالث، هو تخوف الفلاحين من اقتحام عملية الاقتناء من طرف مضاربين لا صلة لهم بالقطاع لاقتناء هذه الاعلاف وتخزينها الى حين نفاذها.
لذا فالمطلب الملح للفلاحين هو توفير شاحنات لنقل الشعير الى الجماعات البعيدة داخل الإقليم، لنقص التكلفة عليهم حتى ينطبق عليه كلمة “مدعم ” فعلا.
وفي انتظار الاستجابة لمطلب النقل، اتمنى ان تجد رسالتي تفاعلا وتجاوبا من طرف المسؤولين الساهرين عن العملية.
محمد بوسعيدي / عضو بالغرفة الفلاحية ،جهة فاس – مكناس –
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.