السيد صديقي : اختيار إسبانيا كضيف شرف ينبع من جودة العلاقات “القوية والمتينة جدا” التي تربط المملكتين في جميع المجالات
شكل احتفاء الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب هذه السنة بإسبانيا كضيف شرف فرصة لإبراز جودة العلاقات الوثيقة والتعاون المثمر بين البلدين في المجال الفلاحي. وسلطت الدورة السادسة عشر للملتقى الضوء بشكل خاص على الالتزام القوي لإسبانيا اتجاه الممارسات الفلاحية المستدامة والابتكار.
خلال لقاء ثنائي جمع بين وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، السيد محمد صديقي، ووزير الفلاحة والصيد البحري والتغذية الإسباني، السيد لويس بلاناس، يوم 23 أبريل بمكناس، على هامش الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب، أشاد السيد بلاناس بأهمية الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب كمنصة لمناقشة التحديات المناخية المشتركة بين المغرب وإسبانيا. وقال الوزير الإسباني: “يشرفني الحضور هنا في المملكة المغربية للمشاركة في هذه الدورة للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب، هذا المناظرة الدولية التي نتطرق فيها إلى تحديات تغير المناخ، التي تنعكس علينا تداعياتها من خلال انخفاض التساقطات وارتفاع درجات الحرارة. فهذه الظواهر تؤثر بشكل مباشر على إنتاج الأغذية وعلى الصحة البشرية “. وأبرز السيد بلاناس الأهمية المتزايدة التي أصبح يكتسيها تعزيز التعاون من أجل تطوير استراتيجيات للتكيف، وخاصة عبر تحسين انتقاء الزراعات الصامدة والاستعمال الأمثل للماء من خلال اعتماد التكنولوجيات المتقدمة.
من جانبه، أوضح وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات السيد محمد صديقي أن اختيار إسبانيا كضيف شرف لهذه الدورة ينبع من جودة العلاقات “القوية والمتينة جدا” التي تربط المملكتين في جميع المجالات. وقال بهذا الخصوص ” نتقاسم تاريخا مشتركا، وننتمي معا إلى الثقافة المتوسطية، وفي المجال الفلاحي، نتشارك نفس التحديات وتربطنا علاقات ممتازة. فالتحديات التي يواجهها الفلاحون المغاربة هي نفسها تحديات الفلاحين الإسبان “.
وأضاف السيد صديقي قائلا: ” باعتبارنا بلدين يقعان معا في غرب المتوسط، فإننا نواجه نفس التحديات، غير أننا أيضا نتوفر على قدرات هائلة وخاصة بمنطقتنا. فساكنة الفلاحين في البلدين تتسم بالابتكار عندما يتعلق الأمر بمواجهة التغيرات المناخية والصدمات البيئية، خاصة فيما يتعلق بوقع هذه التغيرات على الموارد المائية، والتي تتميز بصعوبة تدبيرها. فمن خلال الابتكار والبحث يمكننا إعطاء حل للمعادلة المتمثلة في “إنجازات أكبر بموارد أقل”. وتتمتع إسبانيا والمغرب بامتياز قيامهما معا ببحوث من المستوى الرفيع. فنحن نتوفر على جميع الشروط الضرورية لذلك، سواء على المستوى التجريبي، أو الموارد الجينية، أو الموارد البشرية “.
وشكلت زيارة الرواق الإسباني من قِبَلِ الوزيرين إحدى اللحظات القوية خلال اليوم الثاني للمعرض. ويقدم الرواق الإسباني مجموعة من التكنولوجيات المتقدمة والمنتجات الفلاحية والغذائية المميِّزَة للصناعة الإسبانية. فمن تدبير الماء إلى انتقاء الزراعات الملائمة للمناخ الجاف، عرضت إسبانيا في رواقها ابتكارات تستجيب للتحديات الخاصة للظروف المناخية الساخنة والجافة، على غرار الظروف السائدة في المغرب وجنوب أوروبا.
وتعد مشاركة إسبانيا في الملتقى الدولي للفلاحة في المغرب انعكاسا للتقليد الذي دأب عليه المغرب بالاحتفاء في كل دورة بدولة معنية، بهدف إبراز وزنها ومساهماتها في القطاع الفلاحي العالمي. فيما يخص الدورة الحالية، لم تكتفي إسبانيا بعرض منتجاتها وابتكاراتها، بل تقاسمت أيضا الاستراتيجيات والحلول التي يمكن أن تعود بالنفع على كامل المجتمع الفلاحي العالمي، وعلى الخصوص في المناطق التي تواجه تحديات بيئية مماثلة.
من جهة أخرى، وفرت لقاءات الأعمال الثنائية التي نظمت في إطار المعرض فرصا سانحة لنسج شراكات استراتيجية بين المقاولات الإسبانية والمغربية، وذلك بهدف تعزيز المبادلات التجارية ونقل المعارف والتكنولوجيات، إضافة إلى تسهيل الوصول إلى الأسواق الأوروبية والإفريقية.
هذه الشراكة التاريخية، لا تعد شاهدا فحسب على التضامن والتعاون بين البلدين في مواجهة التحديات الشاملة، بل تشكل أيضا اعترافا متبادلا بتميز كل منهما في القطاع الفلاحي. وبذلك، يرسخ الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب مكانته كمنصة متميزة للاحتفاء والنهوض بفلاحة تقوم على أسس الاستدامة والابتكار.
“المحيط الفلاحي : متابعة