السيد أحمد البواري… من قرية جبلية إلى وزارة الفلاحة: مسيرة ملهمة بالإصرار والعطاء

في قصة تتلاقى فيها ملامح الطموح والتحدي، والبساطة ، يسرد السيد أحمد بواري، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، في تصريح صحفي خاص به الزملاء في موقع كود مساراً شخصياً ومهنياً ملهماً.

بدأ رحلته من قرية جبلية صغيرة في جبال وزان، حيث عاش طفولة بسيطة تغمرها قيم الريف وتحديات الحياة القروية. لكنه حمل حلمه الصغير وطموحه الكبير وهو سن خمسة سنوات إلى عاصمة المملكة الاقتصادية الدار البيضاء، عازماً على بناء مستقبله رغم الصعوبات. كان يحلم بمتابعة دراسته في فرنسا، إلا أن الظروف المادية لم تسمح بذلك، ليظل وفياً لأرض الوطن، عازماً على خدمة قطاع الفلاحة والمياه. إن شخصية سي أحمد تشكل نموذجاً يحتذى به لشباب اليوم، فإرادته الصلبة وشغفه بالتطوير يجسدان مثالاً يُلهم الأجيال المقبلة للسير على درب الطموح والإخلاص للوطن.
حصل سي البواري على الباكلوريا في شعبة العلوم الرياضية ،في سنة 1983 تم قبول سي أحمد في المدرسة المحمدية للمهندسين لكن  عندما دهب في الصيف الى قريته في جبال وزان لم يكتمل  له حلم الالتحاق  بالمدرسة المحمدية للمهندسين الذي تم قبوله بها  لان المراسلات لكي يلتحق لم تصل له بسبب المواصلات التي كانت في ذلك الزمان يحكي سي أحمد .
بعد ذلك وبكل تحدي وطموح التحاق بمعهد الحسن التاني للزراعة والبيطرة ليشق طريقه نحو التفوق في مجال الهندسة القروية ، ويصبح أحد أبرز الشخصيات في قطاع الفلاحة والمياه في المغرب.

ورغم انتقاله إلى المدينة، إلا أن البواري لم يفارق حنينه إلى البادية، فكان يعود إلى قريته خلال فترات الصيف ليعمل قصد  توفير الكتب وادوات الدراسة و يساعد عائلته في الفلاحة يقول سي أحمد كنت أسقي الخضر واجلب الماء لسقي الذرة والطماطم والبطاطس .
وبعد تخرجه، التحق بواري  للعمل في وزارة الفلاحة وتولى عدة مناصب ، منها رئيس مصلحة الري الفلاحي، حيث ساهم بشكل كبير في تطوير البنية الزراعية وتحسين نظم الري في المناطق القروية.

وفي عام 2002، انضم بواري إلى جمعية الهندسة القروية، وانتخب رئيسًا لها في الفترة بين 2004 و2005. وقد زاد اهتمامه بالري على المستوى الدولي، ما دفعه لتولي منصب نائب رئيس جمعية دولية مختصة في هذا المجال. وعندما تولى أخنوش رئاسة حزب الأحرار في عام 2017، كان بواري من المؤسسين لهيئة المهندسين الاحرار ، حيث تم تعيينه رئيساً لهيئة المهندسين الأحرار التي بدأت ب100 مهندس ووصل العدد الان الى 2000 يؤكد سي أحمد في تصريحه الصحفي ، وساهم في نشر رؤية الحزب التنموية .
سي أحمد بكل تقة وامل كبير يؤكد ان “المملكة المغربية تتجه نحو الاحسن والفلاح سيكون بخير واشكالية الماء سيتم مواجهاتها بكل حزم ”
ومن بين أهم الإنجازات التي حققها بواري  مشروع محطة تحلية مياه البحر بجهة سوس  والذي واجه صعوبات جمة للحصول على تمويله من البنك الدولي، إلا أنه تمكن من تجاوز التحديات، واليوم أصبحت مدينة أكادير تعتمد على هذه المحطة لتوفير المياه الصالحة للشرب، مما ساهم أيضًا في إنقاذ القطاع الفلاحي في المنطقة.

كما يعتبر مشروع “أوطوروت الماء” بين حوض سبو وحوض أبي رقراق من أبرز إنجازات بواري، حيث يوفر هذا المشروع المياه لمدينتي الرباط والدار البيضاء. وقد تم إنجاز هذا المشروع العملاق في غضون ثمانية أشهر فقط، مما يجعله إنجازاً بارزاً في مواجهة تحديات ندرة المياه في المناطق الحضرية.

وصرح بواري قائلاً: “بفضل هذا المشروع، سيتمكن سكان الدار البيضاء من الحصول على 250 ألف متر مكعب من المياه يومياً، ومع توسع المشروع مستقبلاً، سنتمكن من توفير 500 مليون متر مكعب مما يضمن استدامة التزويد بالمياه الصالحة للشرب للرباط وسلا نواحي شمال الدار البيضاء ويعزز القطاع الفلاحي في المناطق المتضررة.

بواري اليوم يشرف على مشاريع أخرى تهدف إلى تأمين موارد المياه وتحقيق التنمية المستدامة في المغرب تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس حفظه الله ، مؤكدًا أن العمل الجاد والرؤية الطموحة هما السبيل لتحقيق التغيير الإيجابي الذي يخدم جميع المغاربة.

وفي ختام هذه الافتتاحية عن  المسيرة الملهمة لشخصية اعطت الكثير للوطن ، يبقى السيد أحمد بواري مثالاً حيًّا على الإرادة الصلبة والعزيمة التي لا تعرف المستحيل. لقد تحول سي أحمد  القادم من قرية صغيرة في جبال وزان إلى شخصية بارزة ورمز للإبداع والتفاني في قطاع الفلاحة والمياه بالمغرب. من خلال مشاريعه الرائدة وإسهاماته الفاعلة في مواجهة تحديات ندرة المياه، برهن بواري أن الطموح والإخلاص قادران على تحقيق إنجازات تلامس حياة المواطنين وتترك أثراً عميقاً على الأجيال القادمة. بشخصيته العصامية ورؤيته التنموية، يظل سي أحمد بواري قدوة ملهمة لشباب اليوم، ونموذجاً للمسؤول الذي لا يدخر جهداً في خدمة وطنه  بكل فخر واعتزاز.

# عادل العربي