مجلة المحيط الفلاحي

السيدة جميلة العلمي: مبادرة “زودياك” تتيح مقاربة متكاملة لمكافحة الأمراض الحيوانية المصدر في إفريقيا

أكدت مديرة المركز الوطني للبحث العلمي والتقني، جميلة العلمي، اليوم الاثنين بالرباط، أن مبادرة “زودياك”، التي تهدف إلى تعزيز قدرات الكشف عن الأمراض المعدية التي تنتقل من الحيوان إلى الإنسان (الأمراض الحيوانية المصدر) ومكافحتها، تتيح فرصة فريدة لاعتماد مقاربة متكاملة في مواجهة مختلف هذه التحديات في إفريقيا.

وشددت السيدة العلمي، في كلمتها خلال الاجتماع الإقليمي بالرباط حول تنفيذ مبادرة “العمل المتكامل لمكافحة الأمراض الحيوانية المصدر في إفريقيا” (زودياك)، الذي تنظمه الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بشراكة مع المركز الوطني للبحث العلمي والتقني، على أهمية التعاون من أجل نجاح هذه المبادرة المتكاملة، لا سيما في إفريقيا التي تكتسي فيها التحديات الصحية طابعا معقدا للغاية وحيث الترابط وثيق بين الإنسان والحيوان والبيئة.

وأضافت أن مبادرة من هذا القبيل ستمكن الدول الأعضاء من مواجهة تنوع التحديات الرئيسية في عصرنا، مشيرة في هذا الصدد إلى تغير المناخ ونقص الموارد المائية، بالإضافة إلى مختلف أشكال التلوث البيئي، والتي ستؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على البيئة المسببة للأمراض.

وبهذه المناسبة، سجلت السيدة العلمي أهمية الشراكات لضمان نجاح مبادرة “زودياك” في إفريقيا، وبناء، بشكل مشترك، أنظمة صحية أكثر قدرة على الصمود بهدف الوقاية والكشف عن الأوبئة ومكافحتها مستقبلا.

وأوضحت أن “إرساء تعاون معزز ضروري لتمكين كل بلد من تطوير البنى التحتية الملائمة وتقوية المهارات التقنية ووضع آليات للرصد والاستجابة بشكل سريع وفعال”.

وذكرت في ذات الصدد، باختيار المركز الوطني للبحث العلمي والتقني، رسميا، كمركز شريك للوكالة الدولية للطاقة الذرية، في شتنبر 2023، في مجال البيولوجيا الجزيئية وعلم الجينوم التطبيقي ضمن مفهوم ” صحة واحدة” برسم الفترة 2023-2027، مشددة على أن هذا الاختيار يمنح المركز وضعا متقدما في ما يتعلق بالبرامج التي تقدمها الوكالة الدولية للطاقة الذرية للدول الأعضاء من أجل المشاركة في تنفيذ أنشطة “زودياك” في القارة الإفريقية.

من جهته، أبرز المسؤول بإدارة التعاون التقني لإفريقيا التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ميشيل وارنو ، أن هذه المبادرة، التي تم إطلاقها سنة 2020، تتوخى مساعدة الدول الأعضاء في الوكالة على تعزيز قدراتها من أجل رصد الأوبئة الراهنة والمستقبلية ومجابهتها.

واستعرض السيد وارنو مختلف الإجراءات المتخذة، لاسيما في إفريقيا في أفق التنزيل الناجع لهذه المبادرة، بما في ذلك تعزيز قدرات ما لا يقل عن 25 مختبرا بـ25 دولة، وكذا تقوية قدرات الموارد البشرية عن طريق دورات تكوينية واجتماعات وعمليات تشبيك بين المختبرات.

وفي هذا الصدد، أشاد بالجهود التي يبذلها المغرب بهدف تعزيز القدرات ونشر المعرفة في المجالات الرئيسية ذات الصلة بمبادرة “زودياك”.

ويتيح هذا الاجتماع الإقليمي أرضية للوقوف على التقدم الحاصل، وتبادل المعارف، وتدارس التحديات والحلول المستقبلية، بما يمثل التزاما جماعيا من أجل مستقبل أكثر أمنا وقدرة على الصمود بالقارة الإفريقية.

وستتمحور أشغال هذا الاجتماع الإقليمي، الذي يشارك فيه على مدى ثلاثة أيام خبراء من مختلف المجالات، ولاسيما الصحة الحيوانية والصحة البشرية والزراعة والتقنيات النووية، حول طرق مواءمة وتنفيذ أهداف مبادرة “زودياك” مع الأخذ بعين الاعتبار الخصوصيات الإفريقية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.