مجلة المحيط الفلاحي

الزراعة الرقمية: شراكة استراتيجية بين وزارة الفلاحة والشباب نحو المستقبل..

في ظل التغيرات المناخية والرقمية المتسارعة التي يواجهها العالم اليوم، يتبوأ قطاع الفلاحة في المغرب مكانة استراتيجية باعتباره أحد المحاور الرئيسية لتحقيق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة. ولمواكبة هذه التحديات، تواصل وزارة الفلاحة تعزيز رؤيتها المستقبلية الطموحة، من خلال تبني الممارسات الذكية مناخيًا، التي لا تساهم فقط في تقليل المخاطر المرتبطة بالتغيرات المناخية، ولكنها أيضًا تعزز قدرة الفلاحين على التأقلم مع الظروف المناخية المتقلبة. هذا التحول الاستراتيجي نحو الزراعة الذكية يعد جزءًا لا يتجزأ من رؤية شاملة تسعى إلى جعل الفلاحة في المغرب أكثر مرونة وإنتاجية، مع الحفاظ على الموارد الطبيعية وتحقيق الاستدامة على المدى البعيد.

وانطلاقًا من أهداف استراتيجية “الجيل الأخضر”، وضعت وزارة الفلاحة على رأس أولوياتها تمكين الشباب المغربي من الانخراط في الثورة الرقمية التي يشهدها القطاع الفلاحي. هذا التوجه يتجلى في دعم إنشاء المقاولات الناشئة المتخصصة في التكنولوجيا الفلاحية، وإطلاق برامج تدريبية مبتكرة تهدف إلى تطوير مهارات الشباب في مجالات الابتكار الرقمي والزراعة المستدامة. إدماج هذه الكفاءات الشابة في هذا القطاع الحيوي لا يشكل فقط استجابة للتحديات الراهنة، بل هو رهان على المستقبل، حيث يعوّل المغرب على قدرات وإبداع الشباب في تقديم حلول ذكية ومبتكرة تساهم في تحسين الإنتاجية الزراعية، وتحقيق الأمن الغذائي، وتعزيز الاستدامة البيئية.

وفي هذا السياق، يأتي دور القطب الرقمي الذي تم إحداثه السنة الماضية كمجموعة ذات منفعة عامة، تتألف من 12 جهة فاعلة تمثل القطاعين العام والخاص. وتتمثل مهمته في قيادة التحول نحو فلاحة 4.0، فلاحة ذكية محفزة للشباب، وجاذبة للاستثمار، تشجع على إحداث وتطوير مقاولات ناشئة مغربية قادرة على المنافسة على الصعيدين الوطني والدولي.

يعد هذا القطب الرقمي ركيزة أساسية في تحقيق رؤية الوزارة نحو تحديث القطاع الفلاحي، وجعله أكثر تنافسية واستجابة لمتطلبات العصر الرقمي.

تعتبر هذه الجهود جزءًا من استراتيجية وطنية شاملة تهدف إلى خلق جيل جديد من المقاولين الفلاحيين الشباب الذين يمتلكون الأدوات الرقمية والمعرفة التقنية اللازمة لقيادة التحول الرقمي في الفلاحة المغربية. إن هؤلاء الشباب يشكلون القوة الدافعة لنجاح هذه الرؤية الطموحة، إذ يمكن لإبداعاتهم أن تعزز من تنافسية القطاع الفلاحي المغربي على المستوى الدولي، وتساهم في تعزيز مكانة المغرب كدولة رائدة في مجال الزراعة الذكية.

هذا التوجه نحو الفلاحة الرقمية والذكية مناخيًا ليس مجرد خطة مرحلية، بل هو التزام استراتيجي طويل الأمد يهدف إلى ضمان استدامة القطاع الفلاحي وتعزيز دوره في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. من خلال هذه المبادرات، يخطو المغرب خطوة جريئة نحو مستقبل الابداع و”الجيل الأخضر 2030″، حيث يكون الشباب شريكًا رئيسيًا في تحقيق التحول الزراعي والاقتصادي، وضمان ازدهار القطاع الفلاحي للأجيال المقبلة.

بهذا، تضع وزارة الفلاحة  على المسار الصحيح نحو عصر جديد يتسم بالابتكار والاستدامة، مما يجعلها قادرة على مواجهة التحديات المستقبلية وتحقيق الازدهار المستدام في كافة مجالات الزراعة والبيئة.

#عادل العربي

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.