مجلة المحيط الفلاحي

مهرجان حب الملوك بصفرو يحتفي بجمال الطبيعة والبشر

صفرو : تحتضن مدينة صفرو، من 16 إلى 19 يونيو المقبل، الدورة 91 لمهرجان حب الملوك، الذي تنظمه الجماعة الحضرية لصفرو، بشراكة مع جمعية حب الملوك.وتنطلق هذه الدورة، التي تتزامن مع الإيداع الرسمي لملف تصنيف مهرجان حب الملوك لدى منظمة اليونسكو كتراث ثقافي لامادي للإنسانية، بطواف المشاعل بمشاركة الفرق النحاسية ونوادي الكشفية.

يعتبر مهرجان مدينة صفرو أقدم مهرجان في المغرب وتعود بداياته الأولى إلى 1919، وتتزامن الاحتفالات مع نهاية موسم قطف فاكهة الكرز (حب الملوك)، واختيار ملكة الجمال في مسابقات تشارك فيها مسلمات ويهوديات ومسيحيات.

وكان الإختيار يتم عبر مبدأ التناوب بين فتيات الديانات الثلاثة.

رمز لتعايش حضاري

وقد حافظت مدينة صفرو على هذا التقليد لما يقارب القرن، وإن كانت المشاركة في مسابقة ملكة الجمال مقتصرة اليوم على المسلمات، فثلث سكان المدينة اليهود هاجروا إلى اسرائيل، والمسيحيون رحلوا بعد استقلال المغرب منتصف خمسينيات القرن الماضي، وقتها كانت صفرو رمزا للتعايش الحضاري.

وحسب شهادات مؤرخين محليين فقد تأسست مدينة صفرو قبل مدينة فاس العاصمة الروحية للمغرب، ويستشهد هؤلاء بقول مأتور للمولى ادريس الثاني نجل مؤسس الدولة المغربية حين دشن ورش بناء فاس فقال: “سأرحل من مدينة صفرو إلى قرية فاس فور انتهاء أعمال البناء” وهو ما يدل على أن صفرو أسست قبل فاس.

اسماء متعددة

فمدينة صفرو الواقعة على سفوح جبال الأطلس هي واحدة من المدن المغربية القديمة، كانت تعرف بأكثر من إسم، اليهود لقبوها بأورشليم الصغيرة، والمسيحيون اعتبروها حديقة المغرب الأكثر جمالا، والمسلمون يسمونها عاصمة حب الملوك أي الكرز، فاكهة نادرة تحسب زراعتها لفرنسي اكتشف بداية القرن الماضي ملاءمة تربة مدينة صفرو لزراعة الكرز، فصارت منذ ذلك الحين عاصمة لحب الملوك بكل أنواعه.

ويبرز تعايش الديانات الثلاث في مدينة صفرو من خلال نشأتها الرومانية، وأسوارها وقلاعها ومساجدها الإسلامية، وأحيائها ومدارسها ومعابدها اليهودية فضلا عن ثقافتها ولغتها التي تشكل خليطا بين عراقتها الأمازيغية وهويتها العربية.

جمال الطبيعة وجمال البشر

ويقول منظمو المهرجان إن صفرو هي المدينة المغربية الوحيدة التي تتوج ملكة الجمال بدون حساسيات سياسية بموازاة مع تنظيم مهرجان حب الملوك، والسر في الجمع بين الإحتفالين تشابه فاكهة حب الملوك أو الكرز الخجولة بملامح الفتاة الجميلة.

وقد اختيرت ملكة جمال العام الماضي  ووصيفتيها من بين تسع مرشحات، وفي احتفال ترافقه الأهازيج العربية والأمازيغية تكلل ملكة الجمال ووصيفتيها، يعقبه استعراض شعبي يطوف شوارع المدينة مصحوبا بنغمات فرق موسيقية شعبية تختزل الترابط القديم الجديد بين جمال الطبيعة والجمال الآدمي.

لكن الكثير من سكان مدينة صفرو يخشون من أن يصبح مهرجانهم الوحيد بلا عنوان فهم يقولون إن زحف العمران على حساب الأشجار أفضى إلى اقتلاع عدد من أشجار فاكهة الكرز ومحاولات إعادة غرسها باءت بالفشل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.