مجلة المحيط الفلاحي

الدورة الثالثة لورشة المدخلات الفلاحية بالقنيطرة: نحو زراعة ذكية ومستدامة لمواجهة تحديات المستقبل

بعد النجاح الذي حققته الدورتان السابقتان بجهتي الشرق ومكناس ، تواصل الفيدرالية المغربية المهنية لجمعيات موزعي وبائعي المدخلات الفلاحية جهودها الحثيثة لدعم القطاع وتعزيز ممارسات الزراعة الذكية والمستدامة. وفي هذا الإطار، نظمت جمعية الغرب لبائعي المدخلات الفلاحية وجمعية سبو والساحل لبائعي وموزعي المدخلات الفلاحية الدورة الثالثة لورشة المدخلات الفلاحية بجهة الغرب، تحت شعار “جميعًا لفلاحة ذكية ومستدامة من أجل مواجهة تحديات المستقبل”، وذلك اليوم  السبت  الخامس عشر من فبراير بمدينة القنيطرة.

فضاء للحوار والتشاور بين الفاعلين في القطاع..

افتتح اللقاء بكلمات ترحيبية من رئيس جمعية سبو والساحل لموزعي وبائعي المدخلات الفلاحية، الذي نوّه بجهود الفيدرالية في تطوير القطاع وتعزيز التعاون بين مختلف الفاعلين. من جانبه، أكد رئيس الفيدرالية المغربية المهنية لجمعيات موزعي وبائعي المدخلات الفلاحية على أهمية المبادرات الهادفة إلى تحديث القطاع، مسلطًا الضوء على الشراكة التي تم توقيعها بين الفيدرالية ووكالة لانبياك، والتي تهدف إلى تحسين منظومة توزيع المدخلات الفلاحية وضمان جودة المنتجات المعروضة في السوق والتكوين .

وقد شكل هذا اللقاء، الذي احتضنه مركب مرمرة بالقنيطرة، فرصة لعقد جلسات موضوعية متخصصة ناقشت أبرز القضايا الراهنة التي تهم القطاع، حيث جاءت على الشكل التالي:

الجلسة الأولى: تناولت موضوع التحول الرقمي في القطاع الفلاحي، وأدارها الدكتور زكمو عبد الرحيم، حيث تم استعراض أحدث التقنيات الرقمية في مجال توزيع المدخلات الفلاحية.

اما الجلسة الثانية فقد  ركّزت على إدارة الموارد المائية وتحديات الاستدامة، وأشرف على تسييرها المهندس الزراعي محسن عبد الحكيم رئيس الجمعية المغربية للزراعة الحافظة، الذي ناقش استراتيجيات تحسين كفاءة استخدام المياه في ظل التغيرات المناخية.

 خُصصت الجلسة الثالثة  لموضوع مستقبل المدخلات الزراعية في ظل التحديات المناخية والاقتصادية، وأدارها الخبير في استراتيجيات التواصل الفلاحي السيد ميلود الأخضر، الذي استعرض سبل تعزيز الاستدامة في مجال المدخلات الفلاحية.


نحو فلاحة ذكية ومستدامة…

تمحورت أشغال الورشة حول كيفية تبني ممارسات زراعية أكثر ذكاءً واستدامة، حيث تم التركيز على أهمية تحسين إدارة المدخلات الفلاحية، وتعزيز التنسيق بين مختلف الفاعلين في قطاع المدخلات الفلاحية. كما تم تسليط الضوء على دور التكنولوجيا الحديثة في تحقيق زراعة أكثر كفاءة وملاءمة للتغيرات المناخية، بما يساهم في تحسين الإنتاجية وتأمين الأمن الغذائي.

تحديات القطاع في صلب النقاش…

إلى جانب المحاور التقنية، شكلت الورشة فضاءً للحوار والتشاور حول التحديات التي تواجه القطاع، سواء على مستوى الإطار التنظيمي، والتوزيع، والتأثيرات البيئية لاستخدام المدخلات الفلاحية. كما تم تبادل التجارب الناجحة بين المهنيين والخبراء من أجل تعزيز الحلول المستدامة التي تستجيب لمتطلبات السوق ومتغيرات المناخ.

نحو مستقبل زراعي أكثر تنافسية واستدامة…

تأتي هذه الدورة في ظل تحديات بيئية واقتصادية متزايدة، مما يفرض على جميع الفاعلين مضاعفة الجهود لاعتماد نموذج زراعي أكثر استدامة وكفاءة. وقد شكلت الورشة محطة أساسية لتعزيز التعاون وتوحيد الرؤى بين المهنيين، بما يضمن تحقيق زراعة أكثر إنتاجية، قادرة على التكيف مع التحولات المناخية والاقتصادية.

وفي ختام اللقاء، أكد المشاركون على ضرورة استمرار مثل هذه المبادرات التفاعلية التي تساهم في تطوير قطاع المدخلات الفلاحية، وتعزيز الوعي بأهمية تبني ممارسات زراعية مسؤولة، بما يخدم الفلاحين والمستهلكين على حد سواء، ويعزز الأمن الغذائي الوطني.

#المحيط الفلاحي : عادل العربي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.