مجلة المحيط الفلاحي

الدكتور مصدق : الزراعة الحافظة ركيزة أساسية لحماية صحة التربة وتعزيز الاستدامة الزراعية في المغرب

خلال دورة تكوينية نظمتها الجمعية المغربية للزراعة الحافظة بالتعاون مع عدد من الشركاء اليوم السبت التاسع عشر من أكتوبر بقطب الصناعات الغذائية بمكناس ، قدم الدكتور رشيد مصدق، الباحث بالمعهد الوطني للبحث الزراعي وإيكاردا، عرضًا مفصلًا عبر تقنية الفيديو حول أهمية الزراعة الحافظة ودورها الحيوي في الحفاظ على صحة التربة الزراعية. هذه المداخلة التي جاءت من فرنسا، حيث يتوجد الدكتور مصدق في مهمة علمية، شكلت إضافة نوعية إلى المناقشات الجارية بشأن تعزيز الزراعة المستدامة في المغرب.

الزراعة الحافظة: ضرورة لمستقبل مستدام..

أوضح الدكتور مصدق أن الزراعة الحافظة تعد إحدى الركائز الأساسية لضمان استدامة النظم الزراعية في مواجهة التحديات البيئية المتزايدة. وتعتمد هذه التقنية على تقليل تحريك التربة إلى أدنى حد، مما يساعد على حفظ المياه في التربة وتعزيز قدرتها على تخزين المواد العضوية. وفي الوقت ذاته، تساهم هذه الممارسات في تحسين الإنتاجية الزراعية بشكل مستدام عبر الحد من تآكل التربة وتدهورها.

برنامج الزراعة الحافظة وصحة التربة..

ركز العرض الذي قدمه الدكتور مصدق على أهداف برنامج الزراعة الحافظة والمساهمة في الوصول إلى مليون هكتار من الزراعة الحافظة في أفق 2030 ، والذي يسعى إلى نشر هذه التقنية بين المزارعين المغاربة بهدف الحفاظ على مواردهم الطبيعية وتحسين كفاءة استغلالها. كما أشار السيد مصدق إلى أهمية دور الجمعية المغربية للزراعة الحافظة في توعية المزارعين وتوفير التدريب اللازم لهم لتطبيق هذه التقنيات بنجاح.

دعم المزارعين…

من خلال الدورة التكوينية، تم تسليط الضوء على الدعم التقني الذي يحتاجه المزارعون في ممارسات الزراعة الحافظة. وشدد الدكتور مصدق على أن تمكين المزارعين من تطبيق هذه التقنيات يساهم بشكل كبير في مواجهة التغيرات المناخية التي تؤثر على الإنتاج الزراعي. هذا الدعم يشمل توفير المعرفة والخبرات اللازمة للمزارعين، بالإضافة إلى المتابعة والتوجيه المستمرين لضمان نجاح تطبيق هذه الممارسات.

مواجهة التحديات المناخية والبيئية..

الزراعة الحافظة ليست فقط حلاً لحماية التربة، بل هي استراتيجية متكاملة لمواجهة التحديات البيئية والمناخية. أوضح الدكتور مصدق أن اعتماد هذه الممارسات يساعد في التخفيف من آثار الجفاف وتحسين قدرة التربة على التكيف مع الظروف المتغيرة. كما أن استخدام تقنيات مثل تغطية التربة بالمخلفات النباتية وزراعة المحاصيل المتداخلة يساهم في تحسين بنية التربة وزيادة قدرتها على الاحتفاظ بالرطوبة.

نحو زراعة مستدامة في المغرب…

تمثل هذه الدورة التكوينية المنظمة من طرف الجمعية المغربية للزراعة الحافظة رفقة شركاء آخرين خطوة مهمة نحو تعزيز الزراعة الحافظة في المغرب، وتأتي في إطار الجهود الوطنية المبذولة لتحقيق الأمن الغذائي والبيئي. من خلال تعاون الجهات المختلفة، بما في ذلك الجمعية المغربية للزراعة الحافظة وبرنامج “تربة” والمعهد الوطني للبحث الزراعي وإيكاردا والمكتب الوطني للاستشارة الفلاحية رفقة شركاء آخرين، من خلال هذه الدورة سيتمكن المزارعون من الاستفادة من أحدث التقنيات الزراعية التي تحافظ على التربة وتزيد من إنتاجيتها بطرق مستدامة.

أهمية تضافر الجهود…

واختتم الدكتور مصدق عرضه بالتأكيد على أهمية تضافر الجهود من أجل تحقيق زراعة مستدامة في المغرب مع الحافظ على صحة التربة . فالزراعة الحافظة ليست مجرد تقنية زراعية، بل هي أسلوب شامل لضمان استدامة الموارد الطبيعية للأجيال القادمة. تبني هذه الممارسات سيسهم بشكل مباشر في تحسين ظروف الفلاحين وزيادة إنتاجيتهم، مع الحفاظ على التوازن البيئي الذي يُعدّ أساس التنمية المستدامة.

#المحيط الفلاحي: عادل العربي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.