التكوين الفلاحي: ركيزة التنمية المستدامة وبوابة المستقبل الزراعي في المغرب
يشكل التكوين الفلاحي في المغرب ركيزة أساسية لتحقيق التنمية الزراعية المستدامة وتطوير القطاع الزراعي ليواكب التحديات المتزايدة في ظل التغيرات المناخية والتحديات الاقتصادية والاجتماعية. ففي عالم أصبح فيه الأمن الغذائي والاستدامة البيئية على رأس الأولويات، يبرز دور التكوين كعامل محوري في إعداد جيل من المهنيين المتخصصين والمهرة، القادرين على تحقيق نقلة نوعية في القطاع الزراعي بالمغرب.
تحت إشراف وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، خطت المملكة خطوات جادة في تعزيز هذا القطاع من خلال برامج تكوينية شاملة ومتكاملة تستهدف تنمية مهارات الشباب والفلاحين وتزويدهم بآخر ما توصلت إليه التكنولوجيا الزراعية الحديثة. فالرهان لم يعد على الوسائل التقليدية وحدها، بل على تبني تقنيات متطورة، وأساليب زراعية مبتكرة قادرة على رفع الإنتاجية، وترشيد استهلاك الموارد الطبيعية، وضمان استمرارية الانتاج الزراعي في مواجهة التغيرات المناخية.
وتأتي هنا أهمية الشراكات بين القطاعين العام والخاص، حيث تساهم هذه الشراكات في توفير دعم مالي وتقني يتيح تطوير مشاريع نموذجية للتكوين الفلاحي، ويعزز فرص تبادل الخبرات ونقل المعرفة بين مختلف الفاعلين. هذه المشاريع ليست فقط من أجل التعلم، بل هي مختبرات حقيقية تُختبر فيها الابتكارات وتظهر جدواها، ما ينعكس إيجابًا على تحسين الظروف المعيشية للفلاحين ويدعم الاقتصاد الوطني ككل.
إن الاستثمار في التكوين الفلاحي لم يعد خيارًا بل ضرورة ملحة تفرضها الظروف، فهو سبيل نحو تحقيق قطاع فلاحي مستدام يُلبي طموحات الأجيال الحالية ويضمن مستقبلًا زراعيًا أكثر إنتاجية وازدهارًا للأجيال المقبلة. فالرهان على هذا التكوين هو رهان على مستقبل زراعي مزدهر ومشرق، يحقق طموحات الوطن في التنمية والنمو.
#العربي عادل