مجلة المحيط الفلاحي

التعاونيات الفلاحية في إقليم الحوز: قصة صمود وتنمية مستدامة بدعم من وزارة الفلاحة

في قلب جبال الأطلس الكبير، حيث تتشابك الطبيعة الخلابة مع التحديات الجغرافية الصعبة ، تتجلى قصص الصمود والإصرار في التعاونيات الفلاحية بإقليم الحوز. هذه التعاونيات، التي تشكل العمود الفقري لاقتصاد المنطقة ، كانت ولا تزال نموذجًا رائعًا للتضامن والعمل الجماعي، حتى في أحلك الظروف. فعندما ضرب الزلزال المدمر المنطقة في العام الماضي، تضررت العديد من القرى والمناطق الزراعية بشكل كبير، وواجهت التعاونيات الفلاحية تحديات جسيمة تمثلت في الخسائر التي لحقت بالبنية التحتية والمزارع، مما هدد مصدر رزق العديد من الأسر.

ومع ذلك، لم تستسلم هذه التعاونيات أمام هذا الواقع الأليم. بل على العكس، أظهرت عزيمة غير معهودة وروحًا جماعية للتغلب على المحنة واستعادة نشاطها. ولم يكن ذلك ليحدث لولا الدعم الكبير الذي قدمته وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية، تحت الاشراف المباشر  للسيد صديقي.فقد كان لهذا الدعم الحاسم، الذي تمثل في توفير الموارد اللازمة والمواكبة المستمرة للتعاونيات، دور محوري في استعادة قدراتها الإنتاجية وتجاوز التداعيات السلبية للزلزال.

السيد صديقي، بفضل رؤيته الإستراتيجية وحرصه الدائم على دعم القطاع الفلاحي، لم تتوانَ وزراته لحظة عن تقديم كل الدعم اللازم لإعادة بناء ما دمره الزلزال، ليس فقط على مستوى البنية التحتية، بل أيضًا على مستوى رفع القدرات الإنتاجية وتعزيز التنمية المستدامة. فمن خلال البرامج المتخصصة التي أشرفت عليها الوزارة، تم توفير الدعم المادي والتقني للتعاونيات، سواء من خلال اعتماد تقنيات حديثة و تعزيز التدريب والتكوين المستمر لأعضاء التعاونيات، مما ساهم في تحسين أنماط الإنتاج وزيادة كفاءة العمل.

وتعد تعاونية “سيدي علي” للزيتون واللوز في دوار أمغراس مثالًا حيًا على هذا النجاح. فبفضل التوجيهات والدعم المستمر من وزارة الفلاحة، تمكنت التعاونية من توسيع أنشطتها وزيادة إنتاجيتها رغم الخسائر الفادحة التي لحقت بها. وقد شهدت التعاونية تحديثًا في وسائل عملها واعتماد تقنيات الري المحلية المبتكرة، مما ساهم في تعزيز جودة الإنتاج وتوفير فرص عمل لأبناء المنطقة.

وبالإضافة إلى الدعم التقني، حرصت الوزارة على ضمان استمرارية التكوين المستمر لأعضاء التعاونيات، مما أسهم في تحسين الكفاءات المحلية وتطوير طرق العمل وفقًا لأعلى المعايير. وهذا النهج الرائد يعكس التزام وزارة الفلاحة بتعزيز القدرات البشرية والمادية للقطاع الفلاحي، وجعل التعاونيات الفلاحية قادرة على التكيف مع مختلف الظروف، مهما كانت صعوبتها.

من جهته، أكد رئيس تعاونية “تيجدلت الزيتون”، مولاي إدريس أيت سعدان، أن عزيمة أعضاء التعاونية لم تضعف رغم الزلزال، وذلك بفضل الدعم الحكومي الذي أسهم بشكل كبير في إعادة إحياء نشاط التعاونية. هذا الدعم لم يقتصر فقط على توفير الموارد، بل امتد ليشمل التوجيه المستمر لضمان استمرارية العمل وتحسين جودة الإنتاج.

وفي ضوء هذا النجاح ، لا يمكن إلا أن نشيد بالدور الريادي لوزارة الفلاحة ، الذي عملت تحت الاشراف المباشر للسيد الوزير  بلا كلل على دعم هذه التعاونيات وتعزيز مكانتها كركيزة أساسية للتنمية المحلية في إقليم الحوز.

إن الجهود التي تبذلها الوزارة تحت القيادة الشريفة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله تعكس رؤية بعيدة المدى تهدف إلى تحقيق تنمية زراعية مستدامة ترتكز على الابتكار، التدريب المستمر، والاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية المتاحة.

ختامًا، يبقى إقليم الحوز شاهدًا على ما يمكن تحقيقه من إنجازات بفضل العزيمة والإرادة، مدعومة برؤية استراتيجية ومواكبة حكومية فعالة. فالتعاونيات الفلاحية التي استطاعت النهوض من تحت ركام الزلزال، بفضل الدعم الذي تم تقديمه ، يشكل اليوم نموذجًا حيًا للتحدي والصمود، وتؤكد أن التنمية المستدامة هي الطريق نحو المستقبل المشرق لهذه المنطقة ، وللأجيال القادمة في مختلف أقاليم المملكة.

#عادل العربي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.