مجلة المحيط الفلاحي

التساقطات الأخيرة تنعش الآمال في الفلاحة المغربية.. الخبير الزراعي “أوحتيتا” يكشف في حوار صحفي مع “المحيط الفلاحي” أبرز المؤشرات والتوقعات…

شهدت  عدة مناطق بالمغرب خلال الأيام الأخيرة تساقطات مطرية مهمة، ساهمت في رفع مستوى ملء حقينة السدود وبعثت آمالاً جديدة لدى الفلاحين بموسم فلاحي جيد، خاصة بعد المواسم السابقة التي تأثرت بندرة الأمطار والجفاف. حول تأثير هذه التساقطات على القطاع الفلاحي، حاورت مجلة المحيط الفلاحي الخبير الزراعي رياض أوحتيتا، الذي قدم تحليلاً شاملاً حول انعكاسات هذه الأمطار على الزراعات المختلفة والثروة الحيوانية.

بداية، كيف تقيّمون تأثير التساقطات المطرية الأخيرة على الموسم الفلاحي الحالي…؟

شكرا استاذ عادل العربي على الاستضافة ،لا شك أن هذه التساقطات جاءت في توقيت مهم وستكون لها انعكاسات إيجابية على القطاع الفلاحي. فإلى جانب دورها في تعزيز مخزون السدود والفرشة المائية، ستساهم بشكل مباشر في نمو عدد من الزراعات المهمة، خاصة الأشجار المثمرة التي يتزامن موسم زراعتها مع شهري مارس وأبريل.

ما مدى أهمية هذه الأمطار بالنسبة لأشجار الزيتون على وجه الخصوص…؟

 أشجار الزيتون، على سبيل المثال، تخرج خلال هذه الفترة من مرحلة السبات، وبالتالي فإن توفر كمية جيدة من الرطوبة في التربة سيدعم نموها ويعزز فرص إنتاج أفضل مقارنة بالموسم الماضي، الذي تضرر بشدة بسبب الجفاف وضعف الأمطار. نحن نتحدث عن محصول أكثر استقرارًا من حيث الجودة والكمية، وهو ما سينعكس إيجابيًا على قطاع إنتاج زيت الزيتون.

وماذا عن الزراعات الربيعية…؟ هل ستستفيد هي الأخرى من هذه التساقطات…؟

 بالطبع، فالأمطار الأخيرة ستدعم أيضاً الزراعات الربيعية مثل القطاني، والعديد من الخضروات كالبطاطس والبصل. إلى جانب ذلك، هناك الزراعات البورية التي ستستفيد من هذه التساقطات، مما سيمكن الفلاحين من تقليل الاعتماد على مياه الآبار في الزراعات السقوية، وهو أمر بالغ الأهمية في ظل التحديات المرتبطة بندرة المياه والتغيرات المناخية.

هل تعتقدون أن الإنتاج الفلاحي لهذا الموسم سيكون أفضل من الموسم الماضي…؟

 كل المؤشرات الحالية إن شاء الله تدل على أن الإنتاج سيكون أفضل من السنة الماضية. لكن من الضروري التأكيد على أن الجفاف لم يكن العامل الوحيد وراء ضعف الإنتاج في الموسم السابق، بل إن تقلص المساحات المزروعة كان له دور كبير كذلك. في الموسم الماضي، لم تكن التساقطات التي تزامنت مع بداية السنة الفلاحية مشجعة، ما دفع العديد من الفلاحين إلى تقليص مساحات زراعاتهم. أما هذا الموسم، فقد شهدنا بداية مشجعة جعلت الفلاحين أكثر إقبالاً على توسيع نطاق زراعاتهم.

إلى أي مدى ستؤثر هذه التساقطات على الثروة الحيوانية…؟

 توفر الغطاء النباتي هو أحد العوامل الأساسية لضمان استقرار الثروة الحيوانية، وهذه التساقطات ستساهم في توسيع المساحات الرعوية، مما سيمكن الفلاحين ومربي الماشية من تقليل الاعتماد على الأعلاف المركبة. كما أن العامل الاقتصادي لعب دورًا مهمًا هذا العام، حيث أن إلغاء عيد الأضحى سيساهم في الحفاظ على القطيع الوطني وتعزيز نموه.

ماذا عن إنتاج الحبوب؟ هل يمكن لهذه الأمطار أن تحسن من مردود هذه الزراعة الاستراتيجية..؟

 زراعة الحبوب تأثرت خلال الثلث الأول من الموسم ببعض العوامل المناخية السلبية، مثل موجات البرد وضعف التساقطات. لكن مع هذه الأمطار الأخيرة، نتوقع تحسنًا في نمو الحبوب، خاصة في المناطق الزراعية الرئيسية مثل الغرب وشمال المملكة، حيث سجلنا مؤشرات إيجابية مقارنة بالسنة الماضية. وللتذكير، فإن 85% من إنتاج الحبوب في المغرب خلال الموسم الماضي جاء من هذه المناطق، ما يجعل تحسن ظروفها المناخية هذا العام أمرًا بالغ الأهمية.

في الختام، ما هي التوقعات العامة لمستقبل الموسم الفلاحي الحالي..؟

رغم أننا لا زلنا في بداية الموسم، إلا أن المعطيات المتوفرة حتى الآن تبشر بموسم جيد مقارنة بالسنوات الماضية، خاصة إذا استمرت التساقطات بوتيرة معقولة خلال الأشهر المقبلة. ومع ذلك، تبقى بعض التحديات قائمة، مثل إدارة الموارد المائية بشكل أكثر كفاءة، والاستثمار في تقنيات السقي الحديثة لضمان استدامة الإنتاج الزراعي.

شكراً لكم، أستاذ رياض أوحتيتا، على هذه الإضاءة القيمة حول تأثير التساقطات الأخيرة على الفلاحة المغربية….

 أشكرك أستاذ عادل العربي، كما أثمّن دور مجلة المحيط الفلاحي في نقل المعلومة الفلاحية بكل مهنية وحياد. يسعدني دائماً المساهمة في تسليط الضوء على القضايا الفلاحية الهامة ودعم الفلاح المغربي بالمعلومة الدقيقة والموثوقة.

#المحيط الفلاحي : أجرى الحوار عادل العربي

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.