مجلة المحيط الفلاحي

التدخل الميداني لوزير الفلاحة: رؤية استراتيجية للتخفيف من آثار الفيضانات ودعم الفلاحين

في خطوة تعكس الالتزام العميق بمتابعة الوضع الفلاحي عن كثب، قام وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، السيد محمد صديقي، بزيارة ميدانية لإقليم ورزازات يوم الثلاثاء، للوقوف على آثار التساقطات المطرية الغزيرة والفيضانات الأخيرة التي أثرت بشكل مباشر على النشاط الفلاحي والبنيات التحتية الهيدروفلاحية. هذه الزيارة لم تكن مجرد حدث بروتوكولي، بل جاءت لتجسد تفاني السيد صديقي في متابعة الوضع على الأرض وتقديم حلول عاجلة وملموسة لدعم الفلاحين المتضررين.

وشكلت هذه الزيارة مناسبة للإعلان عن برنامج عمل استعجالي يروم إصلاح البنيات التحتية المتضررة وإعادة تأهيل المناطق المتضررة، حيث خصصت وزارة الفلاحة، بناءً على تشخيص ميداني أولي، ميزانية أولية قدرها 40 مليون درهم لتنفيذ إجراءات سريعة وفورية بالتنسيق مع السلطات المحلية والمنتخبين والغرف المهنية. هذه الميزانية تهدف إلى إعادة تأهيل السواقي، الجدران الواقية، المجاري، وإنعاش الأنشطة الفلاحية المتوقفة بسبب الأضرار، مع التركيز على فك العزلة عن الساكنة التي تضررت بفعل الفيضانات.

وفي سياق هذه الزيارة، وقف السيد الوزير على حجم الأضرار المسجلة في موقع أم الرمان، التابع للجماعة الترابية لغسات، حيث شملت الخسائر بشكل أساسي البنيات الهيدروفلاحية والأشجار المثمرة، مثل الزيتون والتين والنخيل، إضافة إلى المحاصيل الموسمية. وعلى الرغم من الأضرار، أشار الوزير في تصريحاته إلى أن هذه التساقطات قد تحمل في طياتها فرصًا لتعزيز الموارد المائية وتحسين حقينة السدود، وهو ما سيساهم في تلبية احتياجات الماء الشروب للسنوات الأربع المقبلة، ويعيد الحياة إلى الواحات التي تعد عماد النشاط الاقتصادي في هذه المناطق.

ويجدر التنويه هنا بالجهود الحثيثة التي يبذلها السيد صديقي  في دعم صغار الفلاحين الذين تأثروا بشكل مباشر من هذه الفيضانات، إذ أعرب عن التزام الوزارة بتقديم كافة أشكال الدعم والإشراف لتعزيز الموسم الفلاحي المقبل بالخصوص دعم صغار الفلاحين في إطار استراتيجية الجيل الأخضر ، بما يضمن استمرارية النشاط الزراعي في هذه المناطق الحيوية.

لقد برهن السيد محمد صديقي تحت القيادة الشريفة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله ، من خلال هذه الزيارة على حرصه الكبير على التدخل الفوري والمباشر، وإشرافه الشخصي على الاستماع للفلاحيين المتضررين ميدانيا ، مما يجسد رؤيته المستقبلية لقطاع الفلاحة بالجنوب الشرقي للمملكة ، والتي تهدف إلى تعزيز التنمية المستدامة في جميع جهات المملكة، بما فيها الجنوب الشرقي.

إن إشراف الوزير المباشر وتدخله السريع لا يكتفي بإصلاح الأضرار، بل يعزز من استدامة القطاع الفلاحي ويبعث الأمل في نفوس الفلاحين الذين يعتمدون بشكل رئيسي على هذا القطاع في معيشتهم.

#عادل العربي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.