التحول الرقمي في الزراعة: خطوة جوهرية نحو تحديث واستدامة القطاع الزراعي المغربي
في ظل التطورات التكنولوجية المتسارعة، أضحى التحول الرقمي ضرورة ملحة لتحديث القطاعات الحيوية، وعلى رأسها القطاع الفلاحي. المغرب، بخطى ثابتة، يعكف على إدماج الرقمنة في القطاع الزراعي، انسجاماً مع رؤية استراتيجية “الجيل الأخضر”، التي تضع الابتكار والاستدامة في صميم أولوياتها. وهنا، تأتي جهود وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، لتعزيز الفلاحة الذكية التي تستند إلى أحدث الحلول الرقمية لمواجهة التحديات المتعددة، من التغيرات المناخية إلى تحسين الإنتاجية.
وفي هذا السياق، يبرز دور القطب الرقمي للفلاحة والغابات ، الذي تم إحداثه السنة الماضية، كمنصة رائدة لتحقيق أهداف الرقمنة وتحديث القطاع. تحت إدارة مديرة القطب السيد لبنى المنصوري وفريقها ، يتمثل التوجه في رقمنة 50 بالمائة من القطاع الفلاحي بحلول عام 2030، مع تحقيق استفادة مليوني مزارع من الخدمات الرقمية. هذه الجهود ليست مجرد خطوات تقنية، بل هي رهان على تحسين حياة الفلاحين المغاربة وتطوير ممارسات زراعية تواكب التحولات العالمية.
القطب الرقمي يتكون من 12 جهة فاعلة تمثل القطاعين العام والخاص، ويشرف على تنفيذ مبادرات رائدة تشمل إنشاء مرصد الجفاف، الذي يقدم بيانات دقيقة حول تطور الجفاف والتنبؤ به، فضلاً عن إرساء مركز لإدماج النساء في العقارات الزراعية، مما يعكس التزاماً قوياً بتعزيز دور المرأة في القطاع الزراعي والدفاع عن حقوقها في امتلاك الأراضي.
ولا يمكن في هذا السياق إغفال الجهود الكبيرة والاصرار القوي في إخراج هذا القطب الرقمي إلى حيز الوجود لتحقيق الأهداف الطموحة لهذه المبادرة. بفضل رؤية وزارة الفلاحة الطموحة ، بدأت تظهر خريطة الطريق للقطب الرقمي في تقديم نموذج مبتكر قصد المساهمة في تحقيق نقلة نوعية في القطاع الرقمي الزراعي، ويضع المغرب في مصاف الدول الرائدة في مجال الفلاحة الذكية. هذه الجهود تستحق الإشادة والتقدير لما تمثله من تعزيز لتنافسية الفلاحة المغربية على الصعيدين الوطني والدولي.
وللاشارة وفي إطار الاحتفال باليوم العالمي للأغذية الذي يصادف 16 أكتوبر من كل عام، تم تكريم القطب الرقمي التابع لوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات بميدالية تقديرية من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو). هذا التكريم الرفيع يأتي اعترافًا بالدور الريادي الذي يلعبه القطب الرقمي في دعم خارطة الاستراتيجيات الرقمية المبتكرة، والمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة في قطاع الزراعة.
إن رهان وزارة الفلاحة على الرقمنة يعكس إرادة حقيقية لتطوير فلاحة حديثة، مبتكرة، ومستدامة. الفلاح المغربي اليوم ليس فقط مستهلكاً للتكنولوجيا، بل شريكاً فاعلاً في عملية التحديث التي تقودها الوزارة بتوجيهات ملكية سامية، وذلك بهدف تحقيق الأمن الغذائي والازدهار الاقتصادي والتنمية القروية الشاملة.
#عادل العربي