مجلة المحيط الفلاحي

التحسيس بترشيد استخدام المياه: جمعية منتجي الخضر والفواكه تواكب التوجيهات الملكية للحفاظ على الثروة المائية..

في ظل الظروف المناخية المتغيرة التي تشهدها بلادنا وتزايد الضغط على الموارد المائية، أصبحت قضية الحفاظ على المياه وترشيد استخدامها من بين أولويات التنمية المستدامة في المغرب. وقد جاءت التوجيهات الملكية السامية في خطاب العرش الأخير لتؤكد على ضرورة اتخاذ خطوات جادة وعملية لمواجهة الوضعية المائية الحرجة التي نعيشها، حيث شدد جلالة الملك حفظه الله على أهمية التحسيس بعقلنة استعمال المياه سواء كانت موجهة للشرب أو للأغراض الزراعية، وضرورة انخراط جميع الفاعلين في هذا المسار الوطني الحيوي.

استجابة لهذه التوجيهات الملكية السديدة، ووعياً منها بأهمية الدور الذي يلعبه الفلاحون في الحفاظ على الموارد المائية، تنظم جمعية منتجي الخضر والفواكه بتعاون مع الشركاء المؤسساتيين والمهنيين بمنطقة الغرب يوماً تحسيسياً لفائدة منخرطيها يوم الثلاثاء 3 شتنبر بقاعة الاجتماعات بالمركز الجهوي للبحث الزراعي بالقنيطرة. ويهدف هذا اللقاء حسب الجهة المنظمة إلى توعية الفلاحين بأحدث التقنيات الفعالة في ترشيد استعمال مياه السقي، وتحسيسهم بضرورة الحفاظ على الموارد المائية المتاحة، في وقت أصبحت فيه هذه الموارد تواجه تحديات جمة نتيجة التغيرات المناخية والاستخدام المفرط.

يتضمن اليوم التحسيسي جملة من الأنشطة التوعوية والمحاضرات التي سيقدمها خبراء في مجالات الزراعة المستدامة وإدارة الموارد المائية. وسيتم التركيز على الحلول المبتكرة التي تتيح للفلاحين تحسين كفاءة استخدام مياه السقي، مثل تقنيات الري بالتنقيط، وتحسين إدارة التربة، واستخدام الأسمدة الذكية التي تعزز من امتصاص النباتات للمياه وتقلل من فقدانها.

كما سيتناول اللقاء أهمية دور الفلاحين في دعم الجهود الوطنية الرامية إلى مواجهة تحديات التغير المناخي، حيث يعتبر القطاع الفلاحي أحد أكثر القطاعات تأثراً بندرة المياه، ما يجعل من ترشيد استعمال هذه الموارد ضرورة ملحة لضمان استدامة هذا القطاع الحيوي الذي يشكل دعامة أساسية للاقتصاد الوطني.

إن تنظيم هذا اليوم التحسيسي يعكس التزام جمعية منتجي الخضر والفواكه بالغرب بدورها المحوري في توجيه الفلاحين نحو ممارسات زراعية مستدامة تتوافق مع الرؤية الملكية الهادفة إلى تحقيق الأمن المائي والغذائي في المملكة. وهو أيضاً خطوة مهمة في إطار الجهود المستمرة لرفع مستوى الوعي البيئي لدى الفلاحين وتحفيزهم على تبني استراتيجيات فعالة لإدارة المياه، بما يساهم في الحفاظ على الثروة المائية وتوفيرها للأجيال القادمة.

ويعد هذا اللقاء فرصة للفلاحين لتبادل الخبرات والاطلاع على التجارب الناجحة في مجال ترشيد استعمال المياه بجهة الغرب، مما سيمكنهم من تحسين إنتاجيتهم الزراعية مع الحفاظ على الموارد الطبيعية.
كما يبرز الحدث أهمية التعاون بين مختلف الفاعلين في القطاع الزراعي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها بلادنا كأولوية وطنية.

في الختام، يمكن القول إن اليوم التحسيسي الذي تنظمه جمعية منتجي الخضر والفواكه بالغرب هو جزء من الجهود الشاملة التي تقوم بها المملكة لمواجهة التحديات المائية، وهو دعوة لجميع الفلاحين والمزارعين لتوحيد الجهود والعمل بشكل جماعي للحفاظ على ما تبقى من الموارد المائية، وضمان استدامتها للأجيال القادمة.

#المحيط الفلاحي: عادل العربي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.