البكاوي: أبحاثنا تكرس صمود الزراعة المغربية لتعزيز السيادة الفلاحية
أكد فوزي البكاوي أن المعهد الوطني للبحث الزراعي الذي يديره، أجرى العديد من الأبحاث بهدف تكريس صمود الفلاحة المغربية، لا سيما من خلال تطوير البذور وترشيد تقنيات الري والحفاظ على التربة.
وأوضح مدير المعهد الوطني للبحث الزراعي، في حوار أحرها مع الوكالة الأنباء المغربية “لاماب”، أن “جانب الصمود يعد أحد أهداف الاستراتيجية الفلاحية “الجيل الأخضر 2020-2030″ التي تم إطلاقها بالمغرب. واعتبارا لكون الحاجة إلى البذور لا تتم تلبيتها بالكامل من خلال الإنتاج المحلي، فإن أعمال البحث تركز بشكل أساسي على إنتاج كميات مهمة لتلبية ما لا يقل عن 50 في المئة من احتياجاتنا في هذا المجال”.
وأكد أن المعهد الوطني للبحث الزراعي لديه “خطة مع الشركاء للوصول إلى هذا المستوى. وتتجاوز أهدافنا البعد الكمي وتعتمد بشكل أساسي على الجانب النوعي لكي نتمكن من الحصول على بذور أكثر صمودا وإنتاجية، مع قدرة على الإنتاج حتى خلال سنوات الجفاف”، لافتا إلى أنه “في نهاية المطاف فإن كل هذه الجهود من شأنها أن تساهم في تكريس السيادة الفلاحية”.
وفي السياق ذاته، كشف المتحدث أن المعهد قام بالتعاون مع المركز الدولي للأبحاث الفلاحية في المناطق القاحلة، بتطوير أصناف من الحبوب ذات إنتاجية أعلى تتجاوز 30 في المئة مقارنة بالأصناف الكلاسيكية، مضيفا “في الوقت الراهن، نحن بصدد إكثار هذه البذور من أجل إنتاج المزيد، في أفق بيعها ووضعها رهن إشارة الفلاحين. ومن مزايا هذه البذور المساهمة في استقرار المردودية في سنوات الجفاف”.
وبخصوص البذور المحلية، أبرز البكاوي أن الحفاظ عليها يكتسي أهمية جوهرية “لذلك فإننا نتوفر على بنكين بهدف المحافظة على كافة البذور واستغلالها في مشاريع البحث من أجل تحسين مردوديتها، وكذا صمودها أيضا في مواجهة الأمراض والتغيرات المناخية”.
وردا عن سؤال حول المبادرات البحثية التي تم القيام بها لترشيد استخدام المياه، أوضح مدير المعهد الوطني للبحث الزراعي أن “ترشيد الموارد المائية يمثل أيضا أحد الجوانب المهمة التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار من أجل فلاحة مستدامة وصامدة، وقد تم القيام بالعديد من الأنشطة البحثية لتحسين كفاءة واستخدام المياه في القطاع الزراعي من قبل المعهد الوطني للبحث الزراعي، كتقنية التنقيط والري النانوي والري العجزي”.
وشدد المتحدث على أن “الأعمال البحثية تتعلق أيضا باستخدام تكنولوجيا جديدة مثل الفلاحة الدقيقة واستخدام أجهزة الاستشعار التي تقيس رطوبة التربة وفق احتياجات النبات، ويمكننا تنظيم كمية المياه لتوفير الكمية اللازمة التي يحتاجها النبات للنمو”.
وفي ما يتعلق بالأبحاث حول جودة التربة، أشار فوزي البكاوي إلى أنه “إلى جانب الماء، تلعب التربة دورا مهما جدا في عملية الإنتاج، وقامت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات بهذا الصدد بتنفيذ برنامج يسمى البذر المباشر على مساحة مليون هكتار، وتتمثل هذه التقنية المبتكرة في تجنب حرث الأرض بالطريقة التقليدية من خلال وضع البذور على عمق سنتيمتر واحد فقط، للسماح بعد ذلك بالإنبات”.
وسجل مدير المعهد الوطني للبحص الزارعي أن “أعمال المعهد مع شركاء آخرين، أثبتت أنه على مدار 30 عاما، من الممكن زيادة الإنتاجية بمعدل 30 في المئة، خاصة أننا بذلك، نحافظ على كل من المادة العضوية والمياه الموجودة في التربة”.