الاطلاع بمكناس على تجارب رائدة في قطاع زيت الزيتون
مكناس: شكلت الأيام المتوسطية حول زيت الزيتون في طبعتها الخامسة التي انطلقت أشغالها ، أمس بمكناس ، فرصة لإطلاع المشاركين على مجموعة من التجارب الأورو-متوسطية الرائدة في القطاع.
وقد استعرضت أنا ماريا روميرو أوبريرو مديرة الصناعات وجودة الزراعات الغذائية بالأندلس ، في هذا الصدد ، الاستراتيجية المعتمدة لتسويق زيت الزيتون، والأهمية التي توليها المنطقة لهذا المنتوج الذي يحتل مساحة تقدر بمليوني هكتار بينما المساحة الإجمالية في إسبانيا تناهز مليونين ونصف المليون هكتار.
وأبرزت أن حكومة الأندلس ، ومن خلال 12 بلدية ، تقدم الدعم المادي والتقني للفاعلين في القطاع حتى أصبحت المنطقة تتوفر على 5 آلاف مصنع لاستخلاص الزيت وتصبير الزيتون وتسويقه مما أهل القطاع ليكون رافعة حقيقية للتنمية.
وأضافت أن صادرات منطقة الأندلس تحقق استثمارا يقدر ب500 مليون أورو في مجموع المنتوجات الزراعية، تشكل منها صادرات زيت الزيتون 12 في المائة بفضل نهج استراتيجية محكمة في الإنتاج تستجيب لمعايير الجودة المتعارف عليها عالميا، إضافة إلى أن القطاع وفر 600 ألف منصب شغل قار.
وأشارت إلى أن إسبانيا التي تضع ضمن اهتماماتها في إنتاج زيت الزيتون البعد الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، تتوفر على 821 معصرة مجهزة تسيرها إما تعاونيات أو مجمعات تحصل على الدعم اللازم لتسويق نحو 70 في المائة من المنتوج إلى نحو 100 بلد، حيث توفر مليون و200 ألف طن من الزيت سنويا تشكل نحو 68 في المائة من مجموع الإنتاج الزراعي الإسباني.
ومن جانبه، أكد إلياس فلاسوز الأستاذ بجامعة الزراعة بأثينا، على أهمية زيت الزيتون في الاقتصاد اليوناني حيث تشكل منتوجاتها 5ر14 من الناتج الداخلي الإجمالي للمنتوج الزراعي، مشيرا إلى أن إنتاج زيت الزيتون في تسعينيات القرن الماضي ناهز 320 ألف طن في السنة منها 75 في المائة من الزيوت الخالية تماما من الحموضة.
وأضاف أن اليونان حتى الآن تعد أكبر بلد في نصيب استهلاك الفرد من زيت الزيتون في جميع أنحاء العالم بأكثر من 26 لتر في السنة، وأن صناعة زيت الزيتون التي تشتهر بها البلاد تتجه لتكون صناعة نظيفة وصديقة للبيئة من خلال تقليل انبعاثات الكربون وإعادة تدوير المخلفات الثانوية للزيتون.
واستعرض ، بالمناسبة ، عددا من العراقيل التي تعترض تسويق زيت الزيتون باليونان رغم الاستهلاك الداخلي الذي يشكل الأهم مقارنة مع دول الاتحاد الأوروبي، منها المقاولات الصغيرة الفاعلة في القطاع التي يرى أنها في حاجة إلى استراتيجية تسويق تمكن من رفع تحدي المنافسة القوية وتوجيهات فعالة لدعم مجهود البلاد في إنتاج زيت ذات جودة عالية.
وأبرز أونريكو لوبي رئيس الجمعية الوطنية الإيطالية ‘سيطا ديل أوليو’ ، من جهته ، أن شبكات بيع وتسويق زيت الزيتون في بلاده تمثلها مؤسسة كبرى للتوزيع تنخرط فيها نحو 60 في المائة من مؤسسات القطاع الخاص التي شارك بنسبة 18 في المائة من مجموع منتوج سنة 2009.
وسجل أن البيع المباشر لمنتوج الضيعات الفلاحية من زيت الزيتون شكل في نفس السنة ما نسبته 25 في المائة، في حين توصلت المحلات المتخصصة في الزيت بنسبة 5 في المائة من مجموع المنتوج.
وأشار إلى أن زيت الزيتون الخالية تماما من الحموضة بنسبة 100 في المائة التي توليها إيطاليا أهمية بالغة، تشهد استهلاكا مستقرا سواء داخل أو خارج البلاد.
وبخصوص الاستراتيجية العامة التي تنهجها إيطاليا لتأهيل القطاع وجعله قادرا على المنافسة، قال أونريكو لوبي، إن الجمعية الوطنية للمدن المنتجة لزيت الزيتون هي التي تسهر على تنفيذ مقتضياتها، المرتكزة أساسا على تربية المستهلك على الاهتمام بهذه المادة الغذائية بالنظر إلى منافعها الصحية، وعلى انخراط أكثر للقطاع في التنمية.