مجلة المحيط الفلاحي

مشاركة متميزة للمغرب في الاجتماع العاشر للمؤسسات العلمية لأنظمة معلومات التربة الذي تنظمه منظمة “الفاو” …

في إطار الجهود الدولية لتعزيز الإدارة المستدامة للتربة ومعالجة التحديات المرتبطة بتغير المناخ، احتضن مقر الفاو بالعاصمة الإيطالية روما في الفترة من 15 إلى 17 يناير  الاجتماع العاشر للمؤسسات العلمية لأنظمة معلومات التربة، الذي نظمته الشراكة العالمية من أجل التربة (GSP) التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو )  و مثل المملكة المغربية في هذا المؤتمر الدكتور رشيد مصدق الباحث بالمعهد الوطني للبحث الزراعي وإيكاردا ورئيس المبادرة العالمية للتربة لمنظمة “الفاو ” بمنطقة “MENA”، .

جمع هذا الحدث الهام نخبة من الخبراء العالميين وأصحاب المصلحة من مختلف القطاعات لمناقشة أحدث التطورات في أنظمة معلومات التربة، ودورها الأساسي في تعزيز صحة التربة، وإدارة الأراضي بشكل مستدام، وضمان التكيف مع تغير المناخ.

إسهامات المغرب في تعزيز إدارة التربة…

أبرز الدكتور رشيد مصدق خلال الاجتماع التجربة المغربية الغنية في مجال إدارة التربة، مستعرضًا نماذج مبتكرة للتعاون بين مختلف الفاعلين الوطنيين والدوليين. وأشار إلى الجهود المبذولة بالتعاون مع وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات والمعهد الوطني للبحث الزراعي (INRA)، بالإضافة إلى الشراكات مع مؤسسات رائدة مثل إيكاردا، OCP، جامعة محمد السادس متعددة التخصصات (UM6P)، مبادرة المثمر (ALMOUTMIR)، وبرنامج تربة (TOURBA).
تمحورت المناقشات حول مبادرات رائدة مثل رسم خرائط خصوبة التربة وتطبيق الممارسات المستدامة، خاصة في إطار التعاون جنوب-جنوب. وتهدف هذه المبادرات إلى تعزيز الإنتاجية الزراعية مع الحفاظ على صحة التربة ومواردها الطبيعية، وهو ما يساهم في تحقيق الأهداف العالمية المتعلقة بتحييد تدهور الأراضي (LDN) ورسم خرائط الكربون في التربة.

الابتكار في إدارة بيانات التربة…

ناقش الاجتماع الأدوات الحديثة التي تُساهم في إدارة بيانات التربة وتحليلها، حيث قدم الدكتور مصدق رؤية شاملة حول كيفية تسخير التكنولوجيا المتقدمة لتحسين فهمنا للتربة ودعم اتخاذ القرارات المستدامة المناسبة . كما تناول أهمية تعزيز التعاون الدولي لتطوير أنظمة معلومات متكاملة للتربة تساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030.

التربة: جوهر الزراعة المستدامة….

أكدت المناقشات على أن التربة ليست مجرد مورد طبيعي، بل هي جوهر الزراعة المستدامة وأساس قدرتنا على التكيف مع تغير المناخ. وتأتي هذه المبادرات لتعزز الوعي بأهمية التربة كعنصر حيوي يجب الحفاظ عليه لضمان مستقبل زراعي مستدام للأجيال القادمة.

دعوة للتعاون والعمل المشترك…

في ختام الاجتماع، شدد المشاركون، على ضرورة تعزيز الابتكار والتعاون بين الدول والمؤسسات لمواجهة التحديات المتعلقة بالتربة. ودعوا إلى اتخاذ خطوات عملية لحماية هذا المورد الثمين الذي يعد أساس الأمن الغذائي واستدامة الأنظمة البيئية.

إن هذا الاجتماع يشكل محطة هامة نحو توحيد الجهود الدولية لتحقيق الإدارة المستدامة للتربة وضمان مستقبل زراعي أفضل، حيث تتلاقى الرؤى والأفكار لتحفيز العمل المشترك من أجل الأرض، الإنسان، والمستقبل.

#المحيط الفلاحي : عادل العربي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.