مجلة المحيط الفلاحي

الأمطار الأخيرة تنعش آمال الفلاحين وتبشر بانتعاش مائي…

تشهد أقاليم وجهات واسعة من المغرب منذ متم شهر يناير وبداية فبراير   تساقطات مطرية وثلجية هامة، ما يبشر بتحسن ملحوظ في الوضعية المائية، خصوصًا في ظل الأزمة التي عرفها المخزون المائي في السنوات الأخيرة. هذه التساقطات التي يُتوقع استمرارها حتى يوم الثلاثاء المقبل، تأتي كجرعة أمل جديدة للفلاحين والساكنة على حد سواء، خاصة في المناطق التي تعاني من إجهاد مائي حاد.

تحسن مرتقب في حقينة السدود ..

بحسب آخر البيانات المحيّنة الصادرة عن المديرية العامة لهندسة المياه، فإن حقينة السدود المغربية بلغت أزيد من 4 مليارات و666 مليون متر مكعب، أي بنسبة تعبئة تقدر بـ28%، وهو مستوى يبقى دون الطموحات، لكنه مرشح للارتفاع خلال الأيام القليلة المقبلة، مع احتساب كميات المياه المتدفقة من التساقطات المطرية والثلجية الأخيرة.

ورغم أن النسبة المسجلة لا تزال أقل من المستويات المطلوبة لضمان الأمن المائي الكامل، إلا أن الأمطار الحالية ستسهم بلا شك في تعزيز المخزون المائي، ما سيخفف من الضغط على الموارد الجوفية، ويساهم في تحسين تزويد المناطق المتضررة من موجات الجفاف المتكررة.

الفلاحون يتنفسون الصعداء…

لا شك أن هذه التساقطات جاءت في وقت حساس بالنسبة للقطاع الفلاحي، إذ يعتمد الفلاحون بشكل كبير على الأمطار لضمان موسم زراعي جيد. فالمناطق البورية التي عانت من نقص كبير في التساقطات خلال السنوات الماضية، ستكون المستفيد الأكبر من هذه الأمطار، ما قد يؤدي إلى تحسن مردودية الزراعات الكبرى مثل الحبوب والقطاني، إضافة إلى انتعاش المراعي الطبيعية، ما يخفف العبء عن مربي الماشية.

التحديات لا تزال قائمة..

ورغم هذه المؤشرات الإيجابية، إلا أن التحديات لا تزال قائمة، خصوصًا مع تأثير التغيرات المناخية التي تجعل توزيع التساقطات غير منتظم، ما يفرض ضرورة تعزيز تدابير ترشيد المياه واستغلالها بشكل أكثر استدامة. فالرهان اليوم لا يقتصر فقط على انتظار الأمطار، بل يتطلب اعتماد سياسات مائية مبتكرة، مثل التوسع في مشاريع تحلية مياه البحر وإعادة تدوير المياه العادمة، إلى جانب تشجيع الفلاحين على اعتماد تقنيات الري العصري التي تضمن الاستغلال الأمثل للمياه.

أفق مائي يتطلب مواصلة الجهود…

في انتظار اكتمال احتساب كميات المياه التي سيتم تجميعها خلال الأيام المقبلة، يظل التفاؤل الحذر سيد الموقف، خاصة أن المغرب يواجه تحديات مناخية تتطلب استراتيجيات طويلة المدى لضمان الأمن المائي. فالأمطار الحالية قد تكون دفعة إيجابية، لكنها ليست حلاً نهائيًا، ما يفرض الاستمرار في جهود تأمين الموارد المائية لضمان استدامة التنمية الفلاحية والاقتصادية .

#المحيط الفلاحي : عادل العربي

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.