مجلة المحيط الفلاحي

استراتيجية “الجيل الأخضر”: قفزة نوعية في التنمية الزراعية والقروية لإقليمي شفشاون وتطوان..

تتواصل مسيرة التنمية الزراعية والقروية في المغرب بخطى ثابتة ومشاريع طموحة، تحت مظلة الاستراتيجيات الوطنية الطموحة ومنها استراتيجية “المغرب الأخضر ” سابقا ، و”الجيل الأخضر” حاليا ، التي جعلت من القطاع الفلاحي رافعة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة وتحسين ظروف عيش الساكنة القروية. وفي هذا الإطار، شهد إقليم شفشاون محطة جديدة من الإنجازات الميدانية، مع زيارة وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، السيد أحمد البواري، التي أظهرت مدى الالتزام بتحقيق تحول جذري في القطاع الزراعي وتعزيز دوره كقاطرة للتنمية.

إن إطلاق مشاريع تنموية قروية فلاحية  رائدة مثل غرس 500 هكتار من أشجار الخروب لفائدة 420 مستفيدا، ضمن برنامج يمتد لغرس 1500 هكتار بتكلفة إجمالية تفوق 42 مليون درهم، يعكس رؤية الوزارة لتحويل التحديات الزراعية إلى فرص تنموية واعدة. فمشاريع كهذه لا تهدف فقط إلى تعزيز الغطاء النباتي، بل تساهم في توفير موارد اقتصادية مستدامة للأسر القروية وتحقيق الأمن الغذائي.

وما توزيع معدات تربية النحل وخلايا النحل على التعاونيات المحلية، وما تقديم برنامج تهيئة المسالك القروية، إلا أمثلة على العمل المتكامل الذي يجمع بين تحسين الإنتاجية الزراعية وفك العزلة عن العالم القروي، مما يعزز من قدرة الساكنة على الاندماج في عجلة التنمية الوطنية.

أما في ما يخص سلسلة الزيتون، التي تعد واحدة من أعمدة الزراعة المغربية، فقد جاءت مشاريع الوزارة لتشكل إضافة نوعية لهذا القطاع الحيوي، تدشين معصرتين للزيتون في جماعتي تنقوب وبني دركول، بتكلفة إجمالية تتجاوز 52 مليون درهم، تتحقق نقلة نوعية في تثمين سلسلة الزيتون بالاقليم ، ليس فقط من خلال تعزيز الإنتاجية والجودة، بل أيضا من خلال توفير فرص شغل جديدة وإعطاء دينامية اقتصادية للجهة ككل .

إن هذه الجهود المتواصلة، التي تجمع بين رؤية استراتيجية وشراكات محلية فعالة، تؤكد مرة أخرى أن وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات تمضي بخطى واثقة نحو تحقيق أهداف “الجيل الأخضر”. هذه الاستراتيجية الطموحة التي تعكس الالتزام بمواكبة التحولات العالمية وتعزيز الأمن الغذائي، تمثل نموذجا يحتذى به في كيفية استثمار الإمكانات المحلية لخدمة التنمية المستدامة.

إن النجاح الذي تعرفه هذه المشاريع يؤكد أن المستقبل الزراعي والقروي في المغرب يحمل آفاقا واعدة، بفضل القيادة الرشيدة والرؤية الطموحة لجلالة الملك محمد السادس حفظه الله التي تضع المواطن في صلب كل الجهود التنموية.

إن هذه الإنجازات الميدانية التي شهدها إقليم شفشاون وتطوان  تعكس بشكل جلي الإرادة الصادقة والرؤية الاستراتيجية التي تنتهجها وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات في سبيل النهوض بالقطاع الزراعي والقروي. فالمشاريع التي تندرج ضمن استراتيجية “الجيل الأخضر” ليست مجرد استثمارات عابرة، بل هي التزام مستدام بتنمية الموارد الطبيعية، تحسين ظروف عيش الساكنة القروية، وخلق فرص اقتصادية واعدة.

وإذ نشيد بالجهود الحثيثة التي تبذلها الوزارة وكافة شركائها لتحقيق هذه الأهداف الطموحة، فإننا نؤكد أن هذه المساعي تُرسّخ موقع المغرب كرائد إقليمي في تحقيق التنمية الزراعية المستدامة.

# عادل العربي

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.