مجلة المحيط الفلاحي

استراتيجيات الزراعة وتثبيت القطيع: رؤية مستدامة للموسم الفلاحي الجديد في المغرب

تواصل وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات في المملكة المغربية في إطار استراتيجية الجيل الأخضر اتخاذ خطوات مدروسة  لتعزيز الأمن الغذائي وضمان استدامة الإنتاج الفلاحي، رغم التحديات المناخية والاقتصادية الراهنة. فقد أعلن الوزير السيد أحمد البواري، أمام أعضاء مجلس المستشارين، عن مواصلة الجهود المبذولة لدعم زراعة المنتجات الأساسية كالطماطم والبطاطس والبصل، بمساحة مستهدفة تصل إلى 110 آلاف هكتار خلال الموسم الفلاحي الجديد. هذا الالتزام يعكس نهجًا شموليًا يهدف إلى تحسين الإنتاجية وتعزيز اكتفاء المملكة الذاتي من المواد الزراعية الأساسية.

وعلى صعيد توفير البذور، جاءت الوزارة بمبادرات مبتكرة تتمثل في توفير مليون و300 ألف قنطار من البذور المعتمدة للحبوب بأسعار مدعمة، مع إدخال دعم جديد للبذور المعتمدة للقطاني الغذائية والعلفية، ما يبرز رؤية الوزارة في دعم مختلف القطاعات الزراعية وتحفيز الفلاحين على الاستثمار في الإنتاج المحلي.

أما في ما يتعلق بحماية القطيع الوطني، فقد ركزت الوزارة على دعم الأعلاف، خاصة الشعير والأعلاف المركبة، بالإضافة إلى إجراءات صارمة لمنع ذبح الإناث المخصصة للتوالد. هذه التدابير تأتي في سياق مواجهة آثار الجفاف المتواصل، الذي تسبب في انخفاض مقلق لأعداد القطيع، مما أثر على أسواق اللحوم الحمراء بشكل مباشر.

ورغم هذه التحديات، أظهرت الحكومة مرونة  في معالجة أزمة اللحوم الحمراء عبر استيراد أعداد كبيرة من رؤوس الأبقار والأغنام، وضمان خضوعها للتفتيش الصحي البيطري من قبل مصالح المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية. كما تواصل الوزارة العمل على إعادة هيكلة القطيع الوطني، من خلال حملات التلقيح المكثفة ودعم السلالات الوطنية المميزة مثل الصردي والدمّان وبني كيل، ما يعكس رؤية استراتيجية للحفاظ على تراث المملكة الحيواني.

إن هذه التدابير، وإن بدت آنية، تعكس تطلعًا نحو بناء قطاع فلاحي وحيواني قوي ومقاوم للتحديات، مما يضع المغرب في مصاف الدول التي تراهن على الزراعة كدعامة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة.

#عادل العربي

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.