إنتاج الموز بإقليم كلميم : زراعة حديثة بآفـاق واعـدة
المحيط الفلاحي : شهدت زراعة الموز داخل البيوت المغطاة التي ادخلت حديثا إلى اقليم كلميم توسعا ملحوظا على مستوى المساحات المغروسة كما حققت نتائج ايجابية على مستوى الانتاج مما يؤشر لآفاق واعدة على مدى السنوات المقبلة.
وقد تم إحداث أول ضيعة لإنتاج الموز في إقليم كلميم سنة 2008 ٬ حين أقدم أحد المزارعين على نقل الخبرة التي اكتسبها على مدى سنوات بمنطقة هوارة بجهة سوس ماسة درعة الى باب الصحراء٬ قناعة منه بأن هذا النوع من الزراعة يمكن أن يتأقلم مع بيئة المنطقة ويحقق نتائج طيبة.
وأبرز امبارك عي ٬ مستشار فلاحي بمركز الاشغال الفلاحية بكلميم ٬ أن هذه التجربة التي أقيمت على مساحة هكتار واحد وحظيت بتأطير وتتبع من طرف مصالح الارشاد الفلاحي ساهمت في انتشار هذه الزراعة بوتيرة جعلت منها تجربة متميزة بالأقاليم الجنوبية.
وأوضح في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن المساحة المزروعة بالموز تقدر حاليا ب 22 هكتار (مقابل ست هكتارات خلال 2009) تنتج سنويا حوالي 1300 طن أي بمعدل
يتراوح ما بين 50 و60 طن في الهكتار الواحد.
وسجل السيد عي أن مصدر قوة الانتاج المحلي من الموز تكمن في ولوجه إلى السوق المحلي وأسواق الأقاليم الجنوبية المجاورة بشكل مبكر بفترة تتراوح ما بين 15 و 20 يوما مقارنة مع مناطق أخرى٬ مما ينعكس إيجابيا على مداخيل المزارعين.
ويرى ( أ . ع ) وهو مزارع يبلغ من العمر 43 سنة أن زراعة الموز في البيوت المغطاة تنتظرها آفاق واعدة بالمنطقة بالاقليم بالنظر الى خصوبة الأراضي وإمكانيات السقي وخلو المنطقة من الامراض التي تهدد هذا النوع من الزراعة .
وأوضح هذا المزارع الذي شرع قبل أربع سنوات في انتاج الموز بالمنطقة على مساحة تقدر ب 5 ر4 هكتار في تصريح مماثل أن هذه الزراعة الحديثة بالاقليم يمكن أن تكون بديلا لزراعات أخرى أقل مردودية وذلك بالرغم من ارتفاع تكاليف اقامة البيوت البلاستيكية وتجهيزها بنظام الري الموضعي والتي يمكن ان تصل الى 400 ألف درهم مقابل ربح سنوي صافي يتراوح ما بين 100 الف درهم و120 الف درهم.
وأبرز أن خلق إطار ينظم المنتجين ويتدخل في جميع حلقات سلسلة إنتاج الموز من شأنه تخفيض التكلفة والرفع من هامش الí²باح.
وبالرغم من النتائج الايجابية التي حققتها زراعة الموز في فترة زمنية قياسية ٬ فان الانتاج النباتي عموما باقليم كلميم يواجه تحديات كبرى تحول دون إقامة زراعة خارج النظام السقوي والبيوت المغطاة وذلك بالنظر الى ضعف التساقطات المطرية وانتشار ظاهرة زحف الرمال.
ولتشجيع المزارعين على التدبير المعقلن للمياه والرفع من الانتاج٬ تقدم وزارة الفلاحة والصيد البحري إعانات مهمة في مجال السقي الموضعي تتراوح نسبتها ما بين 80 و100 في المائة من كلفة المشروع كما تمنح دعما بنسبة 100 في المائة لصغار الفلاحين الذين يتوفرون على مساحة تقل عن خمس هكتارات وفي حالة السقي الجماعي.
وقد استفاد من هذه الاعانات خلال السنوات الثلاث الاخيرة حسب المديرية الجهوية للفلاحة 66 مزارعا بغلاف مالي بلغت قيمته 8ر13 مليون درهم٬ ساهمت في تجهيز 500 هكتار من الاراضي الفلاحية وهو ما يمثل 30 في المائة من المساحة المجهزة ( 1700 هكتار).
وللإشارة فإن إقليم كلميم الممتد على مساحة تناهز مليون و347 ألف هكتار٬ يتوفر على مساحة صالحة للزراعة تقدر ب 100 الف هكتار ٬ 30 ألف هكتار منها بورية و 65 الف هكتار من اراضي الفيض و5 آلاف هكتار مسقية 40 في المائة منها تستغل في انتاج الخضروات من بينها الطماطم ( 150 طن في الهكتار ) والبطيخ ( 80 طن في الهكتار) والبطاطس (30 طن في الهكتار).
إعداد :محمد واحي(و.م.ع)