إعلان نتائج مشروع واعد لإنتاج الوقود الحيوي من نفايات الزيتون
جرى يوم الجمعة بالرباط، تقديم نتائج مشروع واعد لإنتاج الوقود الحيوي من نفايات الزيتون، كمبادرة تروم تطوير التكنولوجيات والمعارف المحلية المتصلة بالطاقات المتجددة.
وتأتي تقنية استخدام النفايات المتبقية من إنتاج زيت الزيتون (ثفل الزيتون) في إنتاج الوقود الحيوي، والتي تعتبر نتاج شراكة بين المدرسة الوطنية العليا للفنون والمهن بالرباط، ومعهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات الجديدة، لتحويل الكتلة الحيوية للزيتون إلى غاز، ومن ثمة تقليص انبعاث ثاني أكسيد الكربون بسبب إحراق الوقود الحيوي، كما أنه يشجع على زراعة الزيتون، حتى تصير ربحية أكثر.
وتتوخى هذه التقنية أيضا الانتقال نحو طاقات نظيفة عوض الارتهان إلى الطاقات الأحفورية، والإسهام بشكل كبير في نزع الكربون عن القطاعين الصناعي والفلاحي. وتروم أيضا التكريس الميداني لإحدى توصيات اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي، والتي تتجلى في نزع الكربون عن الاقتصاد الوطني، عبر تحقيق إنتاج لامركزي يضمن الولوج إلى طاقة تنافسية وتنقل وحركية مستدامين.
وقال مدير المدرسة الوطنية العليا للفنون والمهن بجامعة محمد الخامس بالرباط، سمير بلفقيه، إن التظاهرة العلمية حول تقديم نتائج مشروع إنتاج الوقود الحيوي من نفايات الزيتون تعد أولى التظاهرات العلمية برسم الموسم الجامعي 2023-2024، منوها بالتعاون والشراكة المثمرة التي تنسجها مؤسسة التعليم العالي هذه مع العاملين في القطاع الصناعي.
وأوضح في كلمة بالمناسبة، أن التظاهرة تنسجم تمام الانسجام مع الدينامية التي يعيش على وقعها قطاع الانتقال الطاقي، تنفيذا للتعليمات الملكية السامية، مشيرا إلى مشاركة جامعيين وطلبة أجانب ينحدرون من البرتغال، وآخرين يمثلون جامعات وطنية من قبيل جامعتي ابن طفيل بالقنيطرة، والقاضي عياض بمراكش.
وكشف أن تقنية استخدام النفايات المتبقية من إنتاج زيت الزيتون (ثفل الزيتون) في إنتاج الوقود الحيوي تضمن تثمين هذه النفايات وحسن استعمالها لتحقيق النجاعة الطاقية. من جهته، قال المدير العام لمعهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات الجديدة، سمير رشيدي إن مشروع إنتاج الوقود الحيوي من نفايات الزيتون ينطوي على 7 مقالات علمية رصينة نشرت بمجلات علمية مرموقة، وعلى براءة اختراع تم وضعها لدى المكتب المغربي للملكية الصناعية والتجارية، إضافة إلى أطروحتي دكتوراة، وأخرى قيد المناقشة.
وأبرز في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن معهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات الجديدة أسهم بمبلغ يزيد عن مليوني درهم في هذا المشروع الذي يعكس الشراكة المثمرة للمعهد مع عدد من الجامعات العمومية والخصوصية، مضيفا أنه سعى من خلاله إلى بلورة أمثلة مبتكرة بخصوص تكنولوجيات نزع الكربون.
وأوضح أن الغاية تكمن أيضا في إعداد رأسمال بشري كفء ومؤهل بإمكانه الإتيان بالقيمة المضافة في هذه المجالات الواعدة، تنفيذا للتعليمات الملكية السامية. بدوره، استعرض الأستاذ المدرسة الوطنية العليا للفنون والمهن بالرباط، محمد أسبيك، الخطوط العريضة لهذا المشروع والغايات المرجوة منه، والتي ترمي في مجملها إلى تقليص الارتهان إلى الطاقات الأحفورية، وضمان الابتكار الأخضر.
وأبرز السيد أسبيك وهو أيضا منسق مجموعة البحث حول الحرارة والطاقة، أن تقنية استخدام النفايات المتبقية من ثفل الزيتون في إنتاج الوقود الحيوي تروم تحقيق التثمين الطاقي عبر المخلفات الفلاحية (الكتلة البيولوجية)، وبلورة نموذج خاص بمادة قابلة للاحتراق متينة وغنية بالكربون وصديقة للبيئة، إضافة إلى إنتاج الكريات عبر المخلفات الفلاحية التي تعتبر منتجات ثانوية داخل منظومة الإنتاج الفلاحي يتوجب تثمينها، بتحويلها أساسا، إلي أسمدة عضوية أو طاقة نظيفة، ومن ثمة الإسهام في حماية البيئة.