إختتام النسخة الثانية من مهرجان شجرة الزيتون بمكناس .
مكناس: أسدل الستار مساء أمس السبت بمكناس على فعاليات النسخة الثانية من مهرجان الزيتون بتنظيم حفل موسيقي بهيج مزج بين التراث الأندلسي المغربي الأصيل والتراث الموسيقي الإيطالي، في عزف متناغم شكل نقطة لقاء وتواصل حضاري بين البلدين العريقين.
كما تميز حفل اختتام هذا الحدث ،الذي احتفى على مدى ثلاثة أيام بشجرة الزيتون تحت شعار، “إحياء منتوج محلي راسخ في تقاليدنا العريقة”، بتتويج عدد من الفائزين المشاركين في مختلف المسابقات المخصصة لهذه الدورة بجوائز قيمة تروم تشجيع الفاعلين في مجال إنتاج زيت الزيتون بالمغرب على مزيد من البذل لتحسين مواصفات الجودة.
وقد همت هذه المسابقات التي أشرف عليها فريق من الحكام الدوليين، جائزة ” وليلي” لأجود أنواع زيت زيتون بالمغرب، وجائزة أحسن تعليب، وجائزة “أرسم لي شجرة للزيتون” الخاصة بالأطفال ، وجائزة خصصتها المؤسسة العالمية “طريق الزيتون” لفائدة الفنانين التشكيليين، تتمثل في قضاء أسبوع في اليونان للاطلاع على مدى حضور هذه الشجرة في ثقافة الشعب اليوناني ومدى اهتمام الفنانين بالشجرة كرمز لهذه الثقافة.
وأكد الأستاذ الباحث نور الدين الوزاني رئيس اللجنة التنظيمية لهذا الحدث والمسؤول عن القطب الزراعي للزيتون بمكناس، في تصريح صحفي، أن المهرجان حقق أهدافه وتمكن من استقطاب أكبر عدد ممكن من المشاركين إن على المستوى الدولي أو الوطني، كما مكن من التعريف أكثر بمؤهلات جهة مكناس تافيلالت في مجال الزيتون.
وأشار إلى أن الأنشطة التي ميزت برنامج المهرجان كان لها تأثير إيجابي وجيد على الفاعلين المغاربة في قطاع زيت الزيتون الذين تمكنوا من الاطلاع على عدد من التجارب الرائدة في القطاع.
وأبرز أن أقوى فقرات هذا المهرجان تتمثلت في التوقيع على ثلاث اتفاقيات هامة، ستحقق دفعة قوية للمنطقة في مجال إنتاج وتسويق الزيتون والزيت المستخلصة منه وتشجيع الاستثمار في هذا القطاع.
وقد أبرمت الأولى بين المجلس الإقليمي لمكناس، ومجلس إقليم خاييم بإسبانيا تمتد على ثلاث سنوات، وذلك لدعم قطاع الزيتون بالمنطقة عبر الاستفادة من التجربة الإسبانية والترويج لزيت زيتون مكناس في السوق المحلية والدولية، والاستفادة من الخبرة الإسبانية في مجال المحافظة على البيئة وتدبير المياه ودعم المستشارين في مجال التنمية المستدامة.
أما الاتفاقية الثانية فأبرمت بين إقليم كالاماطا باليونان،وهو الأكبر على المستوى العالمي في زراعة وإنتاج الزيتون وزيت الزيتون، والقطب الفلاحي للزيتون و”جمعية الاتحاد من أجل تنمية شجر الزيتون” بمكناس، ومؤسسة “طريق الزيتون”، بهدف دعم جميع الأنشطة والبرامج المخصصة لتطوير قطاع الزيتون بالعاصمة الإسماعيلية والتعريف بتاريخها وحضارتها وثقافتها.
وأبرمت الاتفاقية الثالثة بين مكناس وأمبيريا بإيطاليا التي تضم أكبر متحف في العالم للزيتون، تهدف بالخصوص إلى تكوين الأطر بالقطب الفلاحي للزيتون على الخبرة في تذوق زيت الزيتون وتقديم دعم تقني لدراسة مشروع إحداث متحف بمكناس للزيتون.
وأضاف الأستاذ الوزاني، أن الحلقة الثانية الأقوى في هذا المهرجان تمثلت في المشاركة المكثفة لكل دول البحر الأبيض المتوسط التي لها باع طويل في مجال إنتاج أجود زيت زيتون في العالم كفرنسا وإيطاليا وإسبانيا واليونان والبرتغال وتونس وسورية إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية ومؤسسات عالمية كمؤسسة “طريق الزيتون ” المعترف بها من قبل اليونيسكو، والمجلس الدولي لزيت الزيتون والصندوق العالمي الجماعي للمواد الأساسية المتواجد مقره بأمستردام.
وأشار من جهة أخرى إلى أن الأنشطة التي نظمت في المهرجان في فضاءات متفرقة بالمدينة استقطبت جمهورا واسعا ومكنت من نشر رسالة هامة لدى المستهلك وتحسيسه بأهمية استعمال مادة زيت الزيتون في حياته اليومية وبمنافعها على صحته.
وقد أجمع كل الخبراء المشاركين في هذه التظاهرة التي ستحل إسبانيا ضيف شرف على نسختها الثالثة فيما ستكون جهة خاييم شريكا رسميا لدعمها، على أن مكناس تتوفر على مؤهلات هامة ستمكن من جعل قطاع زراعة الزيتون رافعة حقيقية للتنمية المحلية وتساهم في النهوض بالقطاع وطنيا، خاصة وأنها تحظى بأرضية خصبة لهذا النوع من الزراعة ومناخ ملائم وتقاليد ترتبط بها.
أما بالنسبة للقطب الزراعي للزيتون ومنذ إطلاقه، كأحد المشاريع المندمجة لتحقيق التنمية في هذا القطاع ، ساهم في تعميم ونقل التكنولوجيا حسب الوحدات والمشاريع الأساسية من خلال التكوين وتنظيم تظاهرات ولقاءات لفائدة الفلاحين والتقنيين، وذلك بمساهمة شركاء إسبان وإيطاليين خبراء في مجال التحويل والتسويق والترويج ونقل التكنولوجيا وتبادل الخبرات.
حضر حفل اختتام المهرجان الذي نظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، من قبل جمعية الاتحاد من أجل تنمية شجر الزيتون والقطب الزراعي للزيتون بشراكة مع القرض الفلاحي وولاية جهة مكناس – تافيلات، بالخصوص والي الجهة عامل مكناس السيد محمد فوزي ودبلوماسيين وعدد من الشخصيات المغربية والدولية.