مجلة المحيط الفلاحي

إحـراز تقدم فـي إيقاف تقلّص التنوع الوراثي للمــاشية

المحيط الفلاحي :  بينما يتهافت العديد من البلدان على اتخاذ إجراءات لوقف تآكل الموارد الوراثية الحيوانية لقطعان الماشية، التي تعد حاسمة للغذاء والزراعة ثمة فجوة كبرى قاهرة يظل من المتعين الإسراع بالعمل على معالجتها.فمن واقع تقارير عرضت اليوم في مؤتمر دولي، من جانب 80 بلداً حول التقدّم المحرز في تطبيق خطة العمل الدولية للموارد الوراثية يتبيّن أن الحكومات شرعت بتنفيذ برامج لعكس اتجاه التقلّص الخطير في سلالات الماشية الأصلية.

ويحضر ممثلون من نحو 100  بلد اجتماعات مجموعة العمل التقنية الحكومية الدولية المختصة بالموارد الوراثية الحيوانية في مجالي الغذاء والزراعة، التي تعقدها منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة أيام   (24 –  26 ) من هدا الشهر لاستعراض ما تحقق في تطبيق خطة العمل العالمية للموارد الوراثية الحيوانية، التي أطلِقت في عام 2007 بهدف تحسين إدارة تنوّع الموارد الوراثية للماشية في العالم.

وفي تقدير رئيس شعبة الموارد الوراثية الحيوانية لدى المنظمة “فاو”، الخبيرة آيرين هوفمان، تُظهِر “الأخبار المشجّعة أن معظم البلدان التي رفعت تقاريرها، شرعت بتنفيذ نحو نصف الإجراءات والأنشطة المعتمدة في إطار خطة العمل الدولية وتتراوح تلك من مخططات الحماية، إلى رصد أعداد الماشية، إلى تطوير السياسات والهياكل القانونية التي تتعامل مع تنوّع الماشية الحيوي“.

غير أن التقدّم بدا ملحوظاً أكثر لدى بلدان الاقتصادات الصناعية منه في العديد من بلدان إفريقيا، والشرق الأدنى، وأمريكا اللاتينية، والإقليم الكاريبي حيث لم تزل دون بلوغ الأهداف المحددة لها.

وبالنسبة لمنطقة الشرق الأدنى بالذات، فتُعدّ مهداً للتنوّع الحيواني إذ دُجنّ فيها على مر التاريخ العديد من الأنواع بما في ذلك الأبقار، والجاموس، والخراف، والماعز، والجمال ذات السنة. وتليها في الأهمية إفريقيا بشتى مناطقها البيئية الاستوائية وشبه الاستوائية، كبقعة ساخنة أخرى على جانب كبير من الأهمية للتنوّع الوراثي.

وتكتسب السلالات الحيوانية الأصلية أهمية خاصة في الزراعة نظراً إلى تكيّفها للظروف المحليّة القاسية في أغلب الأحيان، وامتلاكها لعوامل وراثية حاسمة بالنسبة لبرامج التربية، فضلاً عن كونها سنداً خاصاً لمعيشة الفقراء بفضل قدرتها الأعلى على المقاومة والبقاء عموماً، مقارنة بالسلالات الوافدة. وفي عالم يتهدده تغير المناخ، تنطوي السلالات الحيوانية الأعلى قدرة على تحمّل الجفاف وتطرُّف درجات الحرارة والأمراض الاستوائية، على قدرات كامنة جِد ثمينة.

22 بالمائة من السلالات تحت طائلة الانقراض

إستناداً إلى أحدث الأرقام المتوافرة، لم يزل نحو 22 بالمائة من سلالات الماشية في العالم مصنّفة تحت طائلة خطر الانقراض. وفي أغلب الأحيان تجعل الأرقام المتقادمة للقطعان أو غير المسجّلة بدقة، من الأصعب تقدير الحالة الحقيقية لتنوع الماشية.

ورغم نُدرة التقدّم المحرز عموماً بالمناطق النامية من العالم، لا تخلو منطقة واحدة في العالم من أمثلة التطبيق الفعال لتدابير خطة العمل الدولية.

والملاحظ أن البلدان التي ترفع تقاريرها من آسيا عادة ما تكون متقدمة نسبياً في تطبيق مخططات الحماية الصونية لسلالاتها المهدّدة. أمّا في إفريقيا وأمريكا اللاتينية، فتغلب جيوب النجاح المحدود على الأكثر في إطار مجالات الأولوية، ضمن خطة العمل الدولية للموارد الوراثية الحيوانية.

وتشير خبيرة المنظمة “فاو” إلى أن “هناك نحو 45 بلداً أعدت فعلياً أو قيد إعداد استراتيجيات وخطط عمل وطنية لمواردها الوراثية الحيوانية، وما يقرب من نصف هذه بلدانٌ نامية“.

مشروعات على وشك التنفيذ

بينما تبرّعت حكومات كل من ألمانيا والنرويج وسويسرا بأكثر من مليون دولار إلى صندوق أمانة لدى المنظمة “فاو” لدعم تنفيذ الخطة العالمية، أعلنت المنظمة “فاو” عن أولى مشروعاتها الثمانية التي تضمّ 22 بلداً لتحسين إدارة مواردها الوراثية الحيوانية.

والمقرر بموجب هذه المشروعات أن تنضم بلدان يوغسلافيا السابقة إلى ألبانيا وبلغاريا لصون سلالة بوشا المهددة من الماشية؛ وستعمل إثيوبيا وكينيا وأوغندا معاً في تحسين إدارة مواردها الأصلية الوراثية من الدواجن؛ وستتعاون بوليفيا وبيرو في تطبيق مشروعات مشتركة لتربية اللاما؛ وثمة مشروع إقليمي في المنطقة الجنوبية الغربية من إقليم المحيط الهادي لتأسيس مراكز الحماية للدواجن والخنازير في جزر كوك وفيجي ونيوو؛ كما ستعمل الجزائر والمغرب في تعاون وثيق لصون سلالة أغنام بني كيل؛ وسيقيّم مشروع في غامبيا وغينيا ومالي والسنغال تأثير الإنتاج المتنقل للماشية على إدارة التنوع الوراثي. وإلى جانب تلك الأنشطة، سوف تنفّذ مشروعات أحادية في موزمبيق وتوغو للتركيز على الموارد الوراثية للماشية والدواجن.

منظمة الأغدية والزراعة الدولية


اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.