مجلة المحيط الفلاحي

إحصاء قطيع الأغنام والماعز بجهة سوس: خطوة استراتيجية نحو تطوير القطاع وتعزيز السيادة الغذائية

تشهد جهة سوس ماسة على غرار جميع جهات المملكة خلال شهر دجنبر الجاري انطلاقة سلسلة من العمليات الميدانية لإحصاء قطيع الأغنام والماعز، في ظروف مهنية متميزة، وبمشاركة فعالة من مربي الماشية. تأتي هذه المبادرة كجزء من الإحصاء العام لقطيع الماشية الوطني لعام 2024، الذي أطلقته وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، بشراكة مع الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز، تحت شعار ملهم: “الكسيبة ديالنا، ثروة بلادنا”.

أهداف واضحة ومعطيات دقيقة…

تهدف هذه العملية إلى توفير قاعدة بيانات محينة وشاملة حول قطيع الأغنام والماعز بالمغرب، تشمل تركيبه وتوزيعه الجغرافي، مما سيعزز من فهم أعمق لدينامية القطاع. وقد تم لهذا الغرض تعبئة 40 باحث ميداني على مستوى جهة سوس ماسة، مدعومين بالوسائل التقنية واللوجستية الحديثة. يقوم هؤلاء الباحثون بزيارات ميدانية لمربي الماشية، حيث يتم استقاء المعلومات الدقيقة حول عدد رؤوس القطيع، مع تصنيفها حسب السلالات، الأنواع، الجنس، والفئات العمرية، قبل تدوينها في استمارات معدة خصيصًا لهذه الغاية.

رؤية متكاملة لتطوير القطاع…

تأتي عملية الإحصاء الوطني لقطيع الماشية كجزء لا يتجزأ من برنامج شامل لحماية القطيع الوطني وإعادة تشكيله، الذي تبنته الوزارة الوصية كإطار استراتيجي لدعم سلسلة اللحوم الحمراء. كما تسعى هذه المبادرة إلى مواجهة تحديات التغيرات المناخية والإكراهات العالمية من خلال وضع سياسة تنموية شاملة ومندمجة تعزز من قدرة قطاع المجترات الصغيرة على الصمود، بما يضمن استدامة الإنتاج وحماية الأمن الغذائي الوطني.

نحو سيادة غذائية مستدامة…

إن هذه الجهود ليست مجرد عملية تقنية، بل تعكس رؤية وطنية طموحة للنهوض بقطاع حيوي يسهم بشكل مباشر في دعم الاقتصاد القروي والحفاظ على التوازن البيئي. ومع استمرار هذه العملية، يتجدد الأمل في تطوير نموذج تنموي مبتكر يعزز من مكانة المملكة كدولة رائدة في استدامة القطاع الفلاحي وتحقيق السيادة الغذائية، استجابة للتحديات الراهنة واستعدادًا لمستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا.

 يمثل هذا الإحصاء خطوة هامة في مسار تطوير قطاع المجترات الصغيرة، ويعكس الالتزام الوطني نحو الاستفادة المثلى من ثروات البلاد، تحقيقًا للتنمية المتوازنة والحفاظ على استدامة الموارد الطبيعية للأجيال القادمة…

#المحيط الفلاحي: عادل العربي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.