أول تجربة من نوعها لتدبير السقي عبر الطاقة الشمسية بإقليم السراغنة
المحيط الفلاحي :تعرف إحدى الضيعات النموذجية الخاصة بضواحي قلعة السراغنة أول تجربة من نوعها على صعيد الإقليم في مجال تدبير السقي عبر استعمال الطاقة الشمسية.وتقع هذه الضيعة المجهزة بتقنيات السقي بالتنقيط٬ والممتدة على مساحة 20 هكتار٬ على بعد سبع كيلومترات شرق المدينة بمنطقة زنادة اولاد بوكرين بتراب الجماعة القروية المربوح٬ وتتوفر على نحو ألفي شجرة زيتون إضافة إلى أشجار الرمان ومغروسات أخرى.
وتتمثل هذه التجربة في إنشاء محطة للضخ بواسطة الألواح الشمسية بطاقة 40 إلى 50 طنا في الساعة٬ وهي مجهزة بآليات حديثة ومتطورة تمنحها قوة ضاغطة تمكن من استخراج المياه بالقدر الكافي لتلبية حاجيات الضيعة من بئر بعمق 70 مترا.
كما يمكن التحكم عن بعد في آليات تشغيل هذه المحطة٬ التي كلفت تجهيزاتها التقنية ألمانية الصنع نحو 350 ألف درهم٬ ومراقبة عملها بالتخفيض من قوة الضغط أو الرفع من حجمها عند الحاجة٬ فضلا عن إمكانية استعمال الحاسوب لمتابعة وضعية المحطة عن قرب٬ من أي مكان في العالم بواسطة الأقمار الاصطناعية.
وأكد ميلود باحدو٬ صاحب الضيعة٬ أنه أقدم على هذه التجربة بعد سلسلة من المشاورات والمعاينات الميدانية لتجارب أخرى في عدد من مناطق المغرب وخاصة بكل من بني ملال والفقيه وبن صالح٬ موضحا أنه اقتنع بنجاعة استعمال الطاقات المتجددة في تدبير السقي في القطاع الفلاحي على الرغم من التكلفة التي ل تازال مرتفعة في الوقت الراهن.
لكنه سجل٬ في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء٬ أنه مهما بدت التكلفة ثقيلة فإنها تظل على المدى المتوسط خفيفة إذا ما تم احتساب ما ستوفره على المنتج الفلاحي من عناء سواء على مستوى عملية السقي التي ستتقلص بشكل كبير من ثلاثة أيام مثلا٬ إلى بضع ساعات٬ ناهيك عن التحكم في دورة السقي برمتها من حيث العاملين المادي والزمني.
ويرى صاحب الضيعة٬ وهو بنكي متقاعد٬ أن تجربة استعمال الطاقة الشمسية بالمنطقة تعد بمستقبل زاهر إذا ما بادرت الدولة إلى تشجيعها وتحفيز الفلاحين على العمل بها٬ لأنها تصب٬ بالأساس٬ في الأهداف التي جاء مخطط (المغرب الأخضر) لتحقيقها ومن بينها٬ على الخصوص٬ اقتصاد الماء وتنظيم سلاسل الإنتاج