مجلة المحيط الفلاحي

أمطار الربيع تعيد الأمل وتفتح آفاقًا واعدة بجهة فاس مكناس 

بعد بداية صعبة اتسمت بشح الأمطار وتحديات مائية مقلقة، تشهد جهة فاس-مكناس تحولًا إيجابيًا بفضل التساقطات المطرية الأخيرة التي أعادت الأمل للفلاحين وأدخلت دفعة جديدة للقطاع الفلاحي. فقد بلغ المعدل التراكمي للتساقطات 274.9 ملم في مكناس، مع تسجيل ذروة بلغت 73 ملم خلال الأسبوع الماضي، مما ساهم في تحسين الوضعية الهيدرولوجية بشكل ملحوظ. ورغم أن هذه الكميات لا تزال أقل مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، إلا أنها شكلت بارقة أمل لإنقاذ العديد من الزراعات ودعم الأنشطة الفلاحية في المنطقة.

انتعاش الزراعات بفضل الأمطار…

أدت التساقطات الأخيرة إلى تحفيز النشاط الفلاحي، حيث بلغت المساحة الإجمالية المحروثة في الجهة 912,225 هكتارًا، منها 810,710 هكتارًا تمت زراعتها باستخدام المكننة، بينما لا يزال الحرث التقليدي مستخدمًا في 101,515 هكتارًا. وقد ساهمت هذه الديناميكية في تقدم زراعة الحبوب الخريفية، حيث وصلت المساحة المزروعة إلى 640,611 هكتارًا، يتصدرها القمح الطري بمساحة 311,026 هكتارًا، يليه القمح الصلب ب167,590 هكتارًا، ثم الشعير ب161,995 هكتارًا. وتظل الإنتاجية المتوقعة لهذه المحاصيل مرهونة باستمرار تحسن الظروف المناخية في الأسابيع المقبلة.

أداءً متميزًا في  زراعة الخضروات الشتوية…
سجل القطاع الزراعي حسب معطيات رسمية تحلت عليها مجلة “المحيط الفلاحي” من المديرية الجهوية للفلاحة بجهة فاس مكناس ،  أداءً متميزًا أيضًا في زراعة الخضروات ، حيث بلغت المساحة المزروعة 10,852 هكتارًا، محققة 93% من الهدف المحدد. وتتوزع هذه المساحات على البطاطس (2,892 هكتارًا)، والبصل الأخضر (2,367 هكتارًا)، والبصل الجاف (1,800 هكتارًا)، والثوم (812 هكتارًا). وقد استفادت هذه الزراعات بشكل كبير من التساقطات المطرية الأخيرة، مما قلل من الحاجة إلى الري التكميلي، وهو عامل حيوي في ظل التحديات المائية التي تواجه الجهة.

البذر المباشر: تقنية واعدة لمواجهة التغيرات المناخية

في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز استدامة الزراعة وزيادة المردودية، تواصل تقنية البذر المباشر انتشارها في الجهة، حيث بلغت المساحة المزروعة بهذه الطريقة 61,827 هكتارًا، أي ما يعادل 88% من الهدف المحدد البالغ 70,100 هكتار. وقد شهدت هذه التقنية إقبالًا كبيرًا في إقليمي تاونات ومكناس، حيث تمت زراعة 20,000 هكتار و18,900 هكتار على التوالي باستخدام هذه الطريقة، التي تُعتبر حلاً واعدًا للحفاظ على التربة ومواجهة التقلبات المناخية.

توقعات متفائلة رغم التحديات
رغم البداية الصعبة للموسم الفلاحي الحالي، فإن استمرار التساقطات المطرية واعتدال درجات الحرارة قد يمنحان دفعة قوية للمحاصيل، مما يجعل الإنتاج الفلاحي أفضل من التوقعات الأولية. ومع ذلك، لا تزال التحديات قائمة، خاصة فيما يتعلق باستدامة الموارد المائية وتقلبات الطقس، مما يجعل الأسابيع المقبلة حاسمة في تحديد الحصيلة النهائية للموسم.

مراقبة وتدابير استباقية…

في ظل هذه الظروف، يواصل الفاعلون في القطاع الفلاحي مراقبة التطورات المناخية والميدانية عن كثب، مع اتخاذ التدابير اللازمة لضمان إنتاج جيد ودعم الفلاحين في هذه الجهة الاستراتيجية. وتظل جهود تعزيز التقنيات الزراعية الحديثة، مثل البذر المباشر، وإدارة الموارد المائية بكفاءة، عوامل أساسية لضمان استدامة القطاع الفلاحي في مواجهة التحديات المناخية المتزايدة.
بهذا، يبدو أن الموسم الفلاحي 2024-2025 في جهة فاس-مكناس يسير نحو آفاق أكثر إشراقًا، بفضل العوامل الطبيعية والجهود البشرية التي تعمل يدًا بيد لتحقيق إنتاجية أفضل وتأمين مستقبل الزراعة في المنطقة.

#المحيط الفلاحي: متابعة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.