بعد التوقيع على اتفاقية باريس في نونبر 2015، ومن أجل تقييم التقدم الحاصل في مجال محاربة التغيرات المناخية، ينعقد مؤتمر المناخ 22، أوّل لقاء للأمم المشاركة غدا بمدينة مراكش. وفي الوقت الذي يتوجّب على عدد من الحكومات عبر العالم أن تصادق على اتفاقية باريس، تتموقع منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا MENA كرائدة بإقرارها مستويات جديدة لتسعيرة الطاقات المتجدّدة، وتحديدها لأهداف طموحة، رافعة بذلك من مستوى التزاماتها في مجال نشر الطاقات المتجددة التي تُعتبر أداة حقيقية للتخلص من الكاربون في أنظمة التوليد الكهربائي، وعاملا مؤثّرا في التنمية الاجتماعية المستدامة والتقدم الاقتصادي.
ويتوقّع المغرب، البلد المضيف، أن يتحصّل على نصف طاقته من الطاقات المتجددة في أفق 2030، بينما تسعى دُبي Dubaï إلى تحديد إنتاجها الكهربائي من الوقود الأحفوري في معدل 25 في المائة في أفق 2050, ومن جانبها، تتوقّع جارتها في دول مجلس التعاون الخليجي، العربية السعودية، التي لا تتوفر مع نهاية 2015 إلا على 25 ميغا واط من الطاقات المتجددة، أن تصل إلى 9،5 جيغا واط في أفق 2023، وذلك في إطار الرؤية السعودية ل 2030، وهي استراتيجية طموحة تتوخى إعادة تشكيل اقتصاد هذا البلد بالتخفيض من تبعيته اتجاه الوقود السائل.
وعلى بُعد 200 كلم من مراكش، في جبال الأطلس بوارزازات، دشّنت أكوا باور، أحد أهم الشركاء الرسميين لمؤتمر المناخ 22، وفي بداية سنة 2016 المحطة الشمسية نور 1 التي تنتج 160 ميغا واط من الطاقة الخضراء خلال اليوم وطيلة ثلاث ساعات ليلا بعد غروب الشمس.
ومن جهة أخرى، فإنّ أكوا باور، المطوّر والمستثمر والمستغل لمجموعة من محطات إنتاج الكهرباء وتحلية المياه عبر العالم، تشيّد في نفس المكان، وبتعاون مع شريكها Masen (الوكالة المغربية للطاقة الشمسية) محطتين أخرتين، من “المحطات الشمسية الحرارية” CSP، الأولى بسعة 200 ميغا واط بقدرة تخزين تصل إلى 7,2 ساعة، والثانية بسعة 150 ميغا واط وتتوفر على قدرة تخزين من ثمان ساعات.
وفي إطار مشاركتها في الكوب 22، ستساهم أكوا باور في عدد من الورشات حول مواضيع متنوعة مثل الشروط الأولية الضرورية للتسريع بالاستثمار في الطاقات المتجدّدة، أو أيضا رهان تحقيق دفعة قوية للاقتصادات الصاعدة تتجاوز الميغا واط الأخضر بهدف الاستفادة الكاملة من التخلي عن إنتاج الكهرباء من الوقود الأحفوري من أجل الاستثمار في المجتمعات المحلية.
هذا، وسيتمّ أيضا خلال هذه الندوة التعريف بالتزامات أكوا باور اتجاه ساكنة ومنطقة وارزازات على الخصوص. وأكوا باور التي تتوفّر حاليا على أكثر من 1 جيغا واط من الطاقة المتجددة، ستعمل على تنظيم معرض للصناعة التقليدية المحلية وعدد من الاحتفالاات التي تسعى إلى مساعدة الساكنة المحلية في إنعاش الغنى الثقافي لمنطقتها.
وسيجمع هذا المعرض أكثر من 50 تعاونية محلية وجهوية، كما سيمثّل فرصة سانحة للصناع التقليديين المحليين لعرض وبيع منتجاتهم للزوار وللمشاركين في الكوب 22 الذين، وهذا ما نتمنّاه، سيحجون لزيارة وارزازات، ومعاينة المحطة الشمسية نور 1 والورشين الكبيرين نور 2 ونور 3.
ومن جانبه، صرّح السيد “بادي بادماناتان” Paddy Padmanathan الرئيس والمدير التنفيذي ل “أكوا باور” بالقول: “من الضروري أن تُترجم التزامات الكوب 21 في سياسات طويلة المدى، ينبغي تفعيلها لضمان تموين مستدام من الطاقة النظيفة للأجيال المقبلة. إننا على كامل الاستعداد من أجل تطوير مشاريع شاملة في العديد من القطاعات. ولتحقيق هدفنا، كان علينا التعرف أوّلا على الحكومات الطليعية”.
وأضاف السيد “بادماناتان” قائلا: “بفضل الرؤية المبتكرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تتموقع المملكة المغربية اليوم كرائدة في الطاقات المتجددة التي تسمح بوضع أسس اقتصاد أخضر قائم على الفعالية والسلامة الطاقية والشراكات العمومية – الخاصة ذات القيمة المضافة العالية من أجل اعتماد الطاقات المتجددة سواء كانت شمسية أو ريحية أو مائية.”
وقد ختم السيد “بادي بادماناتان” بالقول: “واليوم، علينا أكثر من أيّ وقت مضى، أن نركّز جهودنا على التخفيض من التكلفة، وتوسيع الاستعمالات، والعمل على أفضل نماذج الأعمال في القطاع للاستفادة من مزايا هذا الانتشار على أوسع نطاق، والمساهمة الفعلية في التصنيع وخلق مناصب الشغل حتّى نقدّم أشياء أكثر من الطاقة الخضراء.”
التعريف ب”أكوا باور” ACWA Power
تعدّ شركة “أكوا باور” المطوّر والمستثمر والمالك والمستغل لمجموعة من المحطات الكهربائية ووحدات تحلية المياه، مع حضور وازن في 11 بلدا بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وكذا جنوب إفريقيا وجنوب شرق آسيا.
“أكوا باور”، وبفضل استثمار يتجاوز 32 مليار دولار، تمتلك قدرة إنتاج للكهرباء تتجاوز 23 جيغا واط، وقدرة تحلية 2،5 مليون متر مكعّب يوميا من المياه، وهي تموّن العديد من المصالح العمومية والخاصة على السواء (الزبناء الصناعيون) وذلك في إطار تعاقدات طويلة المدى وشراكات عمومية – خاصة وعقود امتياز، وأيضا عن طريق التدبير المفوّض للمصالح العمومية
وشركة “أكوا باور” التي يوجد مقرّها الاجتماعي بالمملكة العربية السعودية، تمتلكها ثمان شركات سعودية، شركة سنابل للاستثمار المباشر Sanabil Direct Investment Company (المملوكة لصندوق الاستثمار العام بالعربية السعودية)، والمؤسسة السعودية العامة للتقاعد، والشركة المالية الدولية) SFI عضو في مجموعة البنك الدولي).
وتعمل أكوا باور بهدف توفير الكهرباء والمياه المحلاة بطريقة موثوقة وبأدنى الأسعار الممكنة. كما أنّها تحرص على تجويد الاندماج الصناعي المحلي، وتشجيع خلق مناصب الشغل مساهمة بذلك في التنمية الاجتماعية والاقتصادية لمختلف الجماعات والبلدان التي تستثمر فيها المجموعة وتصاحبها.
وتضع “أكوا باور” السلامة والرأسمال البشري والأداء الجيد في قلب التزاماتها وتدبيرها العملياتي، وهي بذلك تضمن الاكتمال الناجح لمجموع مشاريعها.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.