مجلة المحيط الفلاحي

“الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية: من البحث إلى الابتكار” محور ندوة بالرباط

انطلقت، يوم الجمعة بأكاديمة الحسن الثاني للعلوم والتقنيات بالرباط، أشغال ندوة حول موضوع “الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية: من البحث إلى الابتكار”، بمشاركة ثلة من الباحثين والجامعيين والمتخصصين في هذا المجال.

وحسب المنظمين، تروم هذه الندوة، المنظمة بمبادرة من أكاديمة الحسن الثاني للعلوم والتقنيات بتعاون مع وزارة الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة ومعهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات الجديدة، إلى إلقاء الضوء على أنشطة التكوين والبحث والتنمية والابتكار في مجالات الطاقة المتجددة والنجاعة الطاقية بالمغرب، منذ وضع الاستراتيجية الطاقية الوطنية.

كما تهدف إلى اقتراح وسائل كفيلة بتحسين أداء هذه الأنشطة، من خلال جمع ممثلين لأهم المتدخلين في المجالات المؤسساتية والجامعية والصناعية والمالية.

وفي كلمة له بمناسبة افتتاح هذا اللقاء، أبرز السكرتير الدائم للأكاديمية، عمر فاسي فهري، أن المغرب يتوفر في مجال الطاقات المتجددة، على مؤهلات معتبرة كما يزخر بموارد مهمة من شأنها سد النقص الذي يعرفه في الموارد الطاقية الأحفورية، وخاصة في إطار انتاج الطاقة الكهربائية، التي أصبحت حاليا عمادا رئيسيا لأي تنمية اقتصادية واجتماعية.

وقال إن المغرب، الذي يتوفر على مؤهلات للطاقة الريحية تقدر ب 25000 ميغاوط في مجموع التراب الوطني، ومؤهلات للطاقة الشمسية بأزيد من 3000 ساعة مشمسة في السنة، اي ما يعادل إشعاعا بما يقارب 5 كيلواط ساعة على المتر المربع في اليوم، يطمح إلى أن تكون 52 بالمائة من قدرته الكهربائية من مصدر متجدد في أفق 2030 و 15 بالمائة من اقتصاد الطاقة بفضل برامج للنجاعة الطاقية في مختلف القطاعات السوسيو-اقتصادية.

وأشار فاسي فهري إلى أنه في 2010 باشرت المملكة بناء إحدى أكبر المحطات الشمسية بورزازات بقدرة 500 ميغاواط على مساحة 3040 هكتار، مضيفا أن الهدف يتمثل في إنشاء 2000 ميغاواط على خمسة مواقع في السنوات المقبلة، اي ما يعادل اربعين محطة ب50 ميغاواط لكل واحدة منهما والتي تهدف إلى المساهمة في تقليص التبعية الطاقية وحماية البيئة من خلال تقليص انبعاثات غازات الدفيئة ومحاربة التغيرات المناخية.

وقال إن الاستراتيجية الطاقية الوطنية الجديدة تشكل خارطة طريق تروم تمكين المغرب من الوسائل الضرورية من أجل ضمان توفر دائم على الطاقة، الذي يعد شرطا ضروريا لتنميتها المستدامة، مشيرا إلى أن هذه الاستراتيجية الصارمة والواعدة لا يمكن أن تفعل بنجاح إلا بتأهيل الموارد البشرية وتشجيع البحث العلمي.

من جهته، اشاد كاتب الدولة البرتغالي المكلف بالطاقة، سغورو سانتشيس، بعلاقات الصداقة والثقة القائمة بين المغرب والبرتغال، معربا عن اهتمام بلاده بالمشاريع التي أطلقتها المملكة في مجالات الطاقة المتجددة ومشاريع الاستثمار المبرمجة بين 2016 و 2030.

وقال إن مشروع الربط بين البلدين الذي يتوفر على قدرة بحوالي 1000 ميغاواط ستكون له انعكاسات مهمة بالنسبة للبلدين وسيسمح بتقارب فعلي بين الشعبين المغربي والبرتغالي، مبرزا أن الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في هذا المجال ستكون مفيدة في تموقع البلدين على المستوى الاقليمي والعالمي.

وأوضح أن البرتغال، التي أصبحت اليوم مرجعا دوليا في مجال الطاقات المتجددة، في طور بلوغ هدفها في استعمال الطاقات المتجددة المنتوجة محليا، من بينها الطاقة الكهرومائية، من أجل تلبية 60 بالمائة من حاجياتها من الكهرباء و 31 بالمائة من حاجياتها الطاقية الاجمالية في افق 2020.

من جانبه، أشار الكاتب العام لوزارة الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة، عبد الرحيم الحفيظي، أن الطاقات المتجددة أصبحت تشكل مكونا كبيرا في السياسة الطاقية للمملكة، مسجلا أن النموذج المغربي في هذا المجال عرف تطورا ملحوظا وتغيرا عميقا منذ 2009.

وأبرز أن المغرب، الذي كانت نسبة تبعيته الطاقية أزيد من 90 بالمائة، تمكن من تطوير نموذج طاقي ناجع يتأسس على خصوصيات البلد، ومن بينها القدرات الكبيرة في مجال الطاقات المتجددة.

وقال إنه بفضل استراتيجته الطاقية، أصبح المغرب مركزا طاقيا في حوض الابيض المتوسط، مضيفا أن تصدير الطاقة الخضراء يعد عنصرا أساسيا في الاستراتيجية المغربية.

وشدد على الخصوص على أهمية التكوين والبحث العلمي من أجل التمكن من مواكبة التغيرات المتسارعة التي يعرفها العالم في هذا المجال.

وبهذه المناسبة، تم التوقيع على اتفاقية إطار للتعاون بين معهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات الجديدة والمختبر الوطني للطاقة والجيولوجيا بالبرتغال، فضلا عن مذكرة تفاهم بين المعهد والجامعة الأورومتوسطية بفاس.

وسيتدارس المشاركون في هذا المنتدى، الذي يمتد على مدى يوم واحد، على الخصوص “التنمية الصناعية في الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية بالمغرب”، “تمويل وتدبير برامج البحث” و”التكوين والبحث العلمي” و “خلق المقاولات المبتكرة” و “آليات دعم الابتكار”.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.