موقع ووردبريس عربي آخر

منظمة “الفاو” والصحة العالمية تُصدران مبادئ توجيهية محدّثة للبلــدان بصــدد تشريعات المبيدات

المحيط الفلاحي :عقب ثلاثين عاماً منذ أن أطلقت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) للمرة الأولى المدونة الدولية لقواعد السلوك بشأن توزيع واستخدام المبيدات، عادت “فاو” اليوم تناشد البلدان بغية الحرص على تطبيق أطر تنظيمية وطنية محدّثة لحوكمة إدارة المبيدات.

وقال الخبير رِن وانغ، المدير العام المساعد للزراعة وسلامة المستهلك لدى “فاو”، أنه “بغض النظر عن كل ما أحرز من تقدم منذ صدور المدونة الأصلية، فما زال العديد من الأطر الوطنية لإدارة المبيدات في حاجة إلى التحديث من أجل مواجهة التحديات التي تستجد الآن”.

ويُعرف اليوم أكثر بكثير من ذي قبل عن الآثار الصحية والبيئية للمبيدات على المدى الطويل، كما يطبَّق العديد من الاتفاقيات الدولية الجديدة، بل وأصبح من المعترف به على نطاق واسع أن الإدارة الرديئة لمبيدات الآفات قد تتمخض عن نتائج سلبية على تجارة المنتجات الزراعية. ويحذر مسؤول “فاو” من أن التشريعات الخاصة بالمبيدات التي صدرت إبّان عقدي الثمانينات والتسعينات باتت في حاجة إلى فحصها بدقة للتأكد من أن البلدان في وضع فعال لحماية سكانها وبيئتها.

وأشار الخبير وانغ إلى أن استخدام مبيدات الآفات واصل توسعه على الصعيد العالمي في غضون العقود الثلاثة الماضية. بل وتدل بيانات هذه الصناعة على أن حجم السوق العالمية للمبيدات تضاعف فعلياً خلال السنوات الخمس عشرة الماضية، لتتجاوز قيمته اليوم 50 مليار دولار بمقياس المبيعات السنوية.

مبادئ محدّثة لتشريعات المبيدات ومُلصقات التوصيف

وللمساعدة على معالجة هذه التحديات، أصدر كلا “فاو”ومنظمة الصحة العالمية (WHO) مجموعتين متكاملتين من المبادئ التوجيهية المحدثة بشأن تشريعات المبيدات وملصقات التوصيف الغلافية، على نحو يأخذ في الاعتبار التطورات والاهتمامات المستجدة.

وتشرح الخطوط التوجيهية المنقحة بالتفصيل عناصر الإطار القانوني السليم للمبيدات على الصعيد الوطني، للاستناد إليه بمثابة نقطة مرجعية للحكومات التي تقوم بتنقيح أو تحديث تشريعات المبيدات لديها أو صياغتها من الصفر.

وتستهدف المجموعة الموازية من الخطوط التوجيهية، السلطات التي تقوم على تنظيم استخدام المبيدات- في المقام الأول لدى البلدان النامية والبلدان ذات الاقتصادات الانتقالية- والتي تعنى باستنباط أو مراجعة متطلبات ملصقات التوصيف الوطنية للمبيدات. وتوضح علامات التوصيف التي تعد عنصراً حاسماً في حماية صحة الإنسان وتجنب الآثار البيئية السلبية، كيفية استخدام هذه المنتجات قانونياً وعلى النحو السليم ، كما تورد وصفاً للمخاطر المحتملة والتدابير الاحترازية والتعليمات بشأن الاستجابة لحالات التسمم أو الانسكاب.

وأكد الخبير وانغ، أن “المنظمة تستحث جميع البلدان على أن تضع هذه المبادئ التوجيهية في اعتبارها لدى مراجعة الأنظمة التشريعات الخاصة بالمبيدات واستنباط ملصقات التوصيف، بهدف النهوض بحماية صحة الإنسان وسلامة البيئة، وتعزيز استدامة القطاع الزراعي”.

مدونة قواعد لتنظيم “قانون الغاب”

ولاحظ خبير “فاو”، أن “المدونة الدولية لعام 1985 بشأن قواعد السلوك في توزيع واستخدام المبيدات ساعدت على إحلال نظام مست إليه الحاجة إلى أقصى حد في ذلك الحين لحوكمة وضعية غلب عليها (قانون الغاب)، لدى بلدان عديدة لم تملك أي تشريعات حتى هذه اللحظة من أجل السيطرة على المبيدات، ومواجهة المشكلات الصحية والبيئية الناجمة عن سوء استخدامها المستشري”؛ مضيفاً أن “مَن دفع أبهظ ثمن الباهظ كان الملايين من المزارعين الفقراء الذين افتقروا إلى المعلومات، والتدريب، ووسائل الحماية الملائمة”.

ووفّرت المدونة التي أعيد تسميتها “مدونة السلوك بشأن إدارة المبيدات وتحديثها” وجرى تنقيحها عدة مرات (آخرها عام 2013)، إطاراً مرجعيا دولياً بشأن مراقبة المبيدات لصالح الحكومات والقطاع الخاص سواء بسواء، خاصةً عقب تعزيزها بسلسلة أصدرتها “فاو” من المبادئ التوجيهية، ومخططات السياسات، والبرامج الميدانية.

واليوم، أصبح جميع البلدان تقريباً يملك تشريعات لحوكمة لمبيدات مع ملصقات توصيف أفضل للمنتجات عموماً. وبالنسبة للمبيدات العالية السُمية فأزيلت من الأسواق في بلدان كثيرة، وكنهجٍ بديل لاستخدام المواد الكيميائية في الزراعة بدأ تطبيق المكافحة المتكاملة التي تؤكد على الأساليب الطبيعية لمراقبة ومنع الآفات والأمراض، كاتجاه سائد ومتزايد الانتشار.

إلا أنه مع كل هذا التقدم، لا يزال هنالك الكثير الذي يتعين القيام به. وتعتزم “فاو” طرح أولوياتها مجدداً لدعم البلدان في تعزيز قدراتها على إنفاذ تشريعات المبيدات، والنهوض بالإدارة المتكاملة للآفات بغية تقليل الاعتماد على المبيدات الكيميائية.

وتمضي الوكالة الدولية أيضاً بتوفير توجيهات للحكومات لمساعدتها على مراجعة القوائم الوطنية للمبيدات بغية تحديد المواد الشديدة الخطورة التي تتطلب معاملة خاصة، نظراً إلى أن الطريقة التي تستخدم بها عادةً قد تشكل خطراً على الصحة أو البيئة.

المحيط الفلاحي : الفاو

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.