مجلة المحيط الفلاحي

خبراء المناخ يجتمعون بالرباط لمناقشة نموذج للحكامة يمكن اعتماده في إفريقيا

افتتحت اليوم الخميس بالرباط ندوة حول “الحكامة المناخية بإفريقيا: رهانات إعادة تعريف المشكل المناخي على المستوى السياسي”، وذلك بمشاركة باحثين وخبراء المناخ ومسؤولين مؤسسيين من إفريقيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية.

وشدد المتدخلون خلال هذه الندوة التي نظمتها الجامعة الدولية للرباط على أن رفع التحديات المناخية على جميع المستويات يمر في المقام الأول عبر التوعية وجعل المسألة المناخية من الأولويات في جميع السياسات العمومية مشددين على ضرورة تحديد واضح للأهداف والمشاكل والمخاطر وللنموذج المجتمعي الذي سيدمج تغيرات المناخ بطريقة مستدامة، فضلا عن حكامة جديدة على الصعيد الدولي.

وأكدوا أن اتفاق باريس يشكل استجابة مبتكرة لهذا التحدي، لأنه يقوم على مقاربة يكون فيها كل بلد مدعو لتحديد أهدافه الخاصة بخفض الغازات الدفيئة، وإحداث إطاره المؤسسي ونهج استراتيجيته الخاصة بالتشاور مع الفاعلين الخواص والإدارات الترابية.

وذكر المتدخلون بأن ” إفريقيا تظل الأكثر هشاشة في مواجهة التغير المناخي والأقل تقدما في القضايا التقنينية والانتقالية”، مشيرين إلى أن أحد التحديات التي تطرحها فكرة الحكامة هو كونها تقوم على تدبير “متعدد المسارات”، بيروقراطي وغير ذي توجه سياسي، للمشاكل في حين تظل تبعات التكيف مع تغير المناخ والتخفيف من آثاره “سياسية بامتياز “.

وأفادوا بأن التحدي الرئيسي الذي تواجهه البلدان الإفريقية هو في المقام الأول التنمية والأمن، حيث لا ينظر بعد لقضية المناخ بشكل كاف كقضية تنموية أو تهديد أمني.

وأكدوا في المقابل أن العديد من الدول الإفريقية اليوم تغلبت على ترددها لصالح المشاركة النشطة فى مجال المناخ، مضيفين أن إفريقيا تحقق تقدما كبيرا وواعدا فى هذا المجال وأن مستقبل القارة يتوقف الآن على وعي مستدام بالبعد المناخي.

وتهدف هذه الندوة، التي تنظم بشراكة مع مؤسسة كونراد أديناور وكتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة ومركز البحث الدولي حول البيئة والتنمية، إلى المساهمة في الجهود الجارية من أجل جعل إفريقيا فاعلا مؤثرا يلعب دورا حاسما في المناقشات المناخية على الصعيد الدولي.

كما تروم هذه الندوة المنظمة على مدى يومين، إطلاع جمهور واسع حول الفاعلين والمبادرات الجارية في مجال المناخ بإفريقيا وتشبيك الباحثين والخبراء في قضايا المناخ وأصحاب القرار والفاعلين من المجتمع المدني المعنيين بهذا الموضوع والخروج بخلاصات حول نموذج للحكامة المناخية على مستوى القارة.

ومن بين المواضيع التي سيتم مناقشتها ،مكانة إفريقيا في الحكامة البيئية المعاصرة، والمقاربات المبتكرة في مجال التغيرات المناخية وتمويل التكيف مع آثار التغيرات المناخية والتخفيف منها .

 

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.