موقع ووردبريس عربي آخر

“الفاو” تقدم التوجيه والإرشاد حول كيفية تحقيق الاستفادة القصوى من الابتكار والحماية من هدر المياه….

توقعات إيجابية بشأن أنظمة الري التي تعمل بالطاقة الشمسية

قال تقرير جديد نشرته منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) اليوم إن أنظمة الري التي تعمل بالطاقة الشمسية أصبحت الآن تقنيات قليلة التكلفة وصديقة للمناخ ومتاحة لكبار وصغار المزارعين في الدول النامية، ولكن يجب إدارة وضبط هذه الأنظمة بدقة لتجنب خطر الاستخدام غير المستدام للمياه.

ويمنح الهبوط الحاد والمستمر في أسعار الألواح الكهروضوئية زخماً جديداً لمصدر الطاقة المتجددة هذا باعتباره وسيلة لتعزيز قدرات الري. ويمكن لتخفيضات أخرى في الأسعار أن تُحدث تغييرات جذرية في أماكن مثل أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، حيث لا يتم ري سوى 3 بالمائة من المساحة المزروعة، أي أقل من المتوسط العالمي بسبعة أضعاف.

وبهذا الشأن قالت نائبة المدير العام للفاو  السيدة هيلينا سيميدو: “يوفر التوسع السريع لأنظمة الري قليلة التكلفة التي تعمل بالطاقة الشمسية حلولاً قابلة للتطبيق في مجالات المياه والطاقة والأغذية، مما يوفر فرصة كبيرة لأصحاب الحيازات الصغيرة لتحسين سبل معيشتهم والازدهار اقتصادياً وتعزيز الأمن الغذائي”.

وقد قدمت الفاو نظرة عالمية عامة حول مزايا ومخاطر أنظمة الري التي تعمل بالطاقة الشمسية خلال منتدى عالمي استضافته في روما يومي 12 و13 ابريل بالتعاون مع مبادرة دفع الزراعة: تحدي الطاقة الكبير من أجل التنمية (PAEGC)، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية (IFAD)، والمعهد الدولي لإدارة المياه (IWMI)، وبرنامج بحوث المياه والأراضي والنظم الإيكولوجية (WLE).

وتم خلال المؤتمر إطلاق التقرير العالمي للفاو ومجموعة أدوات أنظمة الري التي تعمل بالطاقة الشمسية واللذين تم إعدادهما بالتعاون مع الجمعية الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) من أجل توفير دليل توجيه عملي للمستخدمين وصناع القرار والممولين.

ومن جانبه قال ادواردو منصور، مدير قسم الأراضي والمياه في الفاو: “بفضل الفرصة التي توفرها الطاقة الشمسية قليلة التكلفة تم توفير وتطبيق أنظمة مناسبة لإدارة ومراقبة المياه. يجب علينا التفكير بطريقة استراتيجية حول كيفية استخدام هذه التكنولوجيا لتشجيع مزيد من الاستخدام المستدام لموارد المياه الجوفية لتجنب العديد من المخاطر مثل هدر المياه والإفراط في استخراج المياه الجوفية.”

إمكانيات جديدة

على المستوى العالمي، يتم ري 20 في المائة من الأراضي المزروعة، تساهم بحوالي 40 في المائة من إجمالي انتاج الغذاء. يعزز الري الإنتاجية الزراعية بطرق متعددة، بما فيها المساعدة في انتاج محاصيل أكثر وذات تنوع أكبر.
في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وأمريكا اللاتينية، يُستخدم الري على نطاق أضيق نسبياً، بما يشير إلى احتمال تحقيق مكاسب كبيرة هناك.

فديو لمشروع فلاح يسقي بالطاقة الشمسية بالمغرب 

وحسب تقرير الفاو، يمكن لأنظمة الري التي تعمل بالطاقة الشمسية أن تقلص انبعاث غازات الاحتباس الحراري لكل وحدة طاقة مستخدمة لضخ المياه بنسبة تزيد عن 95 في المائة مقارنة بالبدائل التي تعمل على الديزل أو شبكات الكهرباء التي تعمل بالوقود الأحفوري.

ويتطلب تقييم الجدوى الاقتصادية لنظام ري يعمل بالطاقة الشمسية الأخذ في الاعتبار مجموعة واسعة من العوامل، من بينها حجم النظام وكيفية ترتيبه، والسعة والإمكانية التخزينية للمياه، وعمق البئر، والبعد الجغرافي للمنطقة، ونوع التربة المراد ريها. وتعتمد ما تسمى “فترة جني الثمار” لمثل هذه الاستثمارات على هذه العوامل، وعلى المحاصيل والأسواق، وكذلك على وجود حوافز تسعير حكومية.

وتحث الفاو الحكومات على مراجعة أنظمة الحوافز لديها بما يمنح الأفضلية لـ “إعانات خضراء” بدل الإعانات المقدمة للوقود الأحفوري.

إدارة المياه

يمكن لمضخات الري العاملة بالطاقة الشمسية أيضاً أن تتسبب في استخراج غير مستدام للمياه الجوفية، إذ قد يسعى المزارعون إلى توسيع نطاق المناطق المزروعة أو الانتقال إلى محاصيل أكثر استخداماً للمياه. فعلى سبيل المثال فإن حوالي 30 في المائة من أحواض المياه الجوفية في الهند تعتبر الآن في وضع حرج.

ويقول التقرير إنه مع أن الري بالتنقيط يمكن أن يوفر المياه، فإن الافتراض بأن هذا يحدث بطريقة أوتوماتيكية على مستوى المزرعة هو افتراض خاطئ. فالقرارات المتعلقة بسياسات الري يجب اتخاذها بعد إجراء حسابات مياه مناسبة في مناطق أوسع، وذلك لأن الهطولات المطرية والمياه السطحية والمياه الجوفية ورطوبة التربة وعمليات التبخر المرتبطة بالاستخدامات المختلفة للأراضي كلها جزء من نفس الدورة الهيدرولوجية.

وتوفر الأنظمة الحديثة العاملة بالطاقة الشمسية أدوات مفيدة لتحسين حوكمة المياه، حيث تستطيع أجهزة السيطرة الالكترونية تقديم معلومات آنية حول مستوى المياه في الخزانات وسرعة المضخة ومستويات المياه في الآبار، وهو ما قد يساعد في نهاية المطاف على اتخاذ قرارات تنظيمية لاستباق الاستخدام المفرط عن بعد. تقوم كل من الهند ومصر بتجربة هذه الطريقة. والبديل الآخر الممكن هو فرض رسوم على استخدام المياه فيما يتعلق بحسابات العرض والطلب كما تحددها صور الأقمار الاصطناعية والصور الحرارية، وهي وسيلة سهلتها بوابة الفاو للوصول المفتوح لإنتاجية المياه (WaPor) حتى على مستوى الحقول الفردية.

إحدى التوصيات الأساسية للفاو فيما يتعلق بالري باستخدام الطاقة الشمسية هي ضمان عدم استخراج المياه بدون وجود خطة مناسبة لإدارة المياه. وهنا ثمة حاجة إلى المزيد من العمل. وتشير دراسة أجراها خبراء فنيون من 25 بلداً إلى أنه مع أن ثلاثة ارباع دول العالم لديها برامج وسياسات حكومية لتعزيز الري صغير النطاق، فإن أقل من النصف لديها أنظمة محددة تحد من استخراج المياه الجوفية لهذا الغرض.

وتنتج الألواح الشمسية الطاقة حتى في الأوقات التي لا يكون فيها حاجة إلى الري، وهو ما يخلق فرص هامة لتشغيل أجهزة تقشير الأرز والمطاحن وأجهزة تنقية المياه ووحدات التخزين البارد، وهو أمور تساهم جميعها في التنمية الريفية والقروية  وتحسين الدخل. وفي بعض الحالات يمكن أن تصبح الطاقة الشمسية أيضاً “محصولاً مدراً للدخل” إذا ما تم تشجيع المزارعين على تقليل ضخ المياه عبر اللجوء إلى جمع وبيع الطاقة الفائضة لديهم إلى الشبكات الكهربائية.

  • المحيط الفلاحي : الفاو 
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.